أعربت كل من الهند والبرازيل عن رفضهما القاطع لنهج الولايات المتحدة في فرض الرسوم الجمركية الأحادية، مؤكدتين التزامهما بمبدأ التعددية واحترام مؤسسات التجارة العالمية. هدفت الحكومتان إلى تعزيز التعاون متعدد الأطراف كدرع لحماية مصالح الدول النامية وفقا لـ رويترز.
ردود فعل الهند على الرسوم الأميركية
أصدرت وزارة الخارجية الهندية بياناً رسمياً أكدت فيه أن الزيادة المفاجئة في الرسوم الأميركية التي بلغت 25% على الواردات الهندية غير مبررة وتخالف مبادئ النظام التجاري القائم على القواعد. وأوضحت أن الولايات المتحدة استوردت في العام الماضي نحو 78 مليار دولار من السلع الروسية، منها يورانيوم مخصب ومتغيرات أساسية للصناعات الحيوية.
إجراءات نيودلهي لحماية أمن الطاقة
أشارت الهند إلى بدء استيراد النفط الروسي لتعويض نقص الإمدادات الأوروبية بعد اندلاع الحرب في أوكرانيا، مؤكدة أنها ستتخذ كل الإجراءات لحماية مصالحها الوطنية وضمان أمن الطاقة بأسعار معقولة للمستهلكين.
موقف البرازيل من سياسة الرسوم الأميركية
وصف الرئيس البرازيلي لويز إيناسيو لولا دا سيلفا سياسة الرسوم الأميركية بأنها انتهاك للسيادة الوطنية ومبدأ التعددية. أكد أن واشنطن تسعى لاستبدال التعددية بالأحادية، مما يضر بالبلدان الصغيرة التي تفتقر إلى وسائل ضغط على الاقتصاد الأميركي.
تنسيق ردود دول بريكس على الرسوم الأميركية
أعلن لولا عزمه استشارة قادة دول بريكس، بدءاً من رئيسة الهند ناريندرا مودي، ثم الرئيس الصيني شي جين بينغ، لتنسيق رد موحد على الرسوم الأميركية، معتبراً تحالف بريكس أساساً لاستعادة دور المؤسسات متعددة الأطراف في السياسات الاقتصادية العالمية.
تعزيز التعاون والتعددية بين الهند والبرازيل
جدد مودي ولولا في اتصال هاتفي رفضهما لحرب الرسوم، مؤكّدين أهمية الدفاع عن النظام التجاري متعدد الأطراف عبر منظمة التجارة العالمية. وأوضحا ضرورة تعزيز العلاقات بين دول الجنوب لحماية مصالح شعوبها وتحقيق تنمية مستدامة بعيداً عن سياسة «فردنة» الاتفاقات.
التأثيرات الاقتصادية للرسوم الأميركية
تأثرت صادرات الهند من الأدوية والمنسوجات والكيماويات بسبب الرسوم الأميركية، فيما طالت صادرات البرازيل من اللحوم والعصائر الزراعية بنسب وصلت إلى 50%. وأثارت الخطوة الأميركية مخاوف من تصاعد الحماية التجارية عالمياً وتأثيرها السلبي على الاقتصادات الناشئة.
يؤكد الخبراء أن التمسك بالتعددية وتفعيل دور منظمة التجارة العالمية يسهمان في ضبط التوازن الدولي وحماية الاقتصادات الوطنية من الصدمات الأحادية. كما يعد التعاون الاقتصادي بين الهند والبرازيل مثالاً على إمكانية بناء تحالفات جنوبية لمواجهة تحديات العولمة غير المتوازنة.
