كشف إيلون ماسك عن استراتيجيته السياسية الجديدة لتأسيس “حزب أمريكا”، في تحرك قد يعيد تشكيل المشهد السياسي الأمريكي، ويأتي ذلك وسط خلافات متصاعدة مع الرئيس ترامب حول مشروع قانون الإنفاق الضخم.
استفتاء يوم الاستقلال يعزز التأييد لـ”حزب أمريكا”
بمناسبة يوم الاستقلال الأمريكي، أطلق ماسك استفتاءً على منصة “إكس”، تساءل فيه: “هل نريد الاستقلال من النظام ثنائي الأحزاب؟”.
خلافات ماسك وترامب حول مشروع الإنفاق
تأتي دعوات ماسك لإنشاء حزب جديد بالتزامن مع تصاعد خلافه مع ترامب حول مشروع “القانون الجميل الكبير”.
ووفق تقديرات عدة جهات، قد يؤدي المشروع إلى رفع العجز الفيدرالي بما بين 3.3 و5 تريليون دولار خلال عشر سنوات، ما أثار قلق ماسك بشأن كفاءة الإنفاق الحكومي.
استقالة ماسك من إدارة الكفاءة الحكومية (DOGE)
في نهاية مايو 2025، استقال ماسك من منصبه كرئيس لإدارة الكفاءة الحكومية بعد 130 يوماً من الخدمة. جاءت الاستقالة بعد انتقاده العلني لمشروع الإنفاق.
في بيان الاستقالة، شكر ماسك ترامب على الفرصة، وأكد أن مهمة DOGE ستتواصل كمنهج عمل حكومي. وكان قد اضطر لتقليص هدفه من خفض الإنفاق من 2 تريليون إلى 150 مليار دولار.
دعم شعبي متزايد لـ”حزب أمريكا”
أظهر استطلاع حديث أن 40% من الناخبين قد يدعمون “حزب أمريكا”، منهم 14% “محتملون جداً” و26% “إلى حد ما”.
أظهرت البيانات دعماً قوياً من الرجال الجمهوريين، فيما ظل الناخبون الديمقراطيون أكثر تشككاً، حيث أبدى 36% من الرجال و32% من النساء رفضاً واضحاً للحزب المقترح.
العلاقة المالية السابقة بين ماسك وترامب
رغم الخلاف الحالي، كان ماسك من أبرز الداعمين الماليين لترامب في 2024، حيث أنفق 277 مليون دولار، ذهبت أغلبها إلى لجنة “أمريكا PAC”.
هذا التغير من دعم مالي ضخم إلى مواجهة سياسية يعكس تحولاً جذرياً في العلاقة بين الطرفين، كما يؤكد قدرة ماسك على تمويل مشروعه السياسي المستقل.
عقبات قانونية وسياسية أمام تأسيس الحزب
تأسيس حزب جديد في الولايات المتحدة يتطلب الامتثال لقوانين متباينة بين الولايات، وهو تحدٍ يواجهه ماسك حالياً.
خبراء يشيرون إلى أن الأحزاب الثالثة غالباً ما تواجه صعوبات هيكلية، ولكن الموارد المالية والنفوذ الإعلامي لماسك قد يشكلان استثناءً لهذه القاعدة.
رؤية ماسك المستقبلية لـ”حزب أمريكا”
يقدم ماسك الحزب كخيار جديد للناخبين المحبطين من النظام القائم، مستهدفاً تمثيل “80% من الوسط” الأمريكي. وتهدف الاستراتيجية إلى إحداث تأثير سياسي كبير من خلال التركيز على نقاط نفوذ محددة.
من خلال هذه الخطوة، يسعى ماسك لإعادة تشكيل المشهد السياسي الأمريكي، والسؤال الآن: هل سيتمكن “حزب أمريكا” من تحويل الحماسة الرقمية إلى نفوذ انتخابي فعلي؟