يواجه سكان مدينة غزة خيارات مأساوية في ظل التصعيد الإسرائيلي المستمر، حيث يجدون أنفسهم أمام بديلين قاسيين: الموت تحت القصف أو النزوح القسري إلى مناطق لا توفر الأمان، وسط ما وصفته منظمات حقوقية دولية بـ”ظروف الحياة الإبادية” التي تفرضها إسرائيل على قرابة مليون فلسطيني في المدينة.
أصدر الجيش الإسرائيلي في 9 سبتمبر أمراً بالنزوح الجماعي لسكان مدينة غزة، مطالباً مئات الآلاف من الفلسطينيين بمغادرة منازلهم والانتقال جنوباً إلى ما يسمى بـ”المناطق الإنسانية” في المواصي، رغم أن هذه المناطق تتعرض بانتظام للقصف الإسرائيلي. وصفت منظمة العفو الدولية هذا الأمر بأنه “وحشي وغير مشروع” ويشكل “تكراراً مروّعاً وغير إنساني” لأمر التهجير الذي صدر في أكتوبر 2023.
تحكي المسنة وطفة أبو عرمانة من حي الزيتون معاناتها، قائلة إن النزوح الحالي “الأصعب” بعد نزوحها المتكرر من بيتها المقصوف إلى مخيم النصيرات ثم رفح ثم الزوايدة، مؤكدة أنه “لا خيارات أمام الغزيين في هذه الفترة القاسية”. بينما يقول نوال كرسوع الذي اضطر للنزوح مع عائلته إن “العذاب هذه المرة سيصل إلى عشرات الأضعاف عن النزوح السابق”، مضيفاً أنه كان يفضل “الموت في بيته على أن يجرب النزوح مرة أخرى بسبب قساوته”.