أعلنت سفارة النمسا في العاصمة الإيرانية يوم الأربعاء 20 أغسطس 2025، تعليق جميع خدماتها القنصلية حتى إشعار آخر، وذلك حسب بيان رسمي أصدرته السفارة ونشرته عبر موقعها الإلكتروني ومنصات إعلامية دولية مختصة.
وأوضح البيان أن جميع المواعيد القنصلية المحجوزة مسبقاً حتى 31 أغسطس الجاري أُلغيت بشكل كامل، وأن السفارة لن تتمكن من تحديد مواعيد بديلة في الوقت الراهن. ويأتي هذا القرار في ظل تصاعد التهديدات العسكرية والتحذيرات الأمنية التي أطلقتها جهات رسمية أوروبية بشأن تدهور الوضع الداخلي في إيران، فضلاً عن تصريحات لمسؤولين عسكريين إيرانيين أشارت بشكل صريح إلى استهداف المصالح الغربية والأمريكية في المنطقة، الأمر الذي انعكس فوراً على قدرة البعثات الدبلوماسية الأجنبية في طهران على متابعة خدماتها للقادمين والرعايا.
تحفظات أمنية
وبحسب تقارير إعلامية نمساوية، أرجعت وزارة الخارجية النمساوية قرار تعليق الخدمات إلى تحفظات أمنية متزايدة بعد تصاعد التحذيرات الأوروبية إزاء الأزمة الداخلية في إيران، مشيرةً إلى أن خلية الأزمة بالوزارة تتابع الوضع على مدار الساعة، مع استعداد السفارة لإعادة نقل موظفيها بشكل مؤقت إلى أذربيجان إذا استدعى الأمر ذلك.
في سياق متصل، نفت وزارة الخارجية الإيرانية عبر متحدثها الرسمي الأخبار المتداولة عن إغلاق السفارات الأجنبية، إلا أن التناقضات في التصريحات الرسمية الإيرانية لم تبدد القلق لدى الجاليات الأوروبية والرعايا الأجانب، وسط حالة ارتباك واضحة في طهران بسبب الضغوط الأمنية المتزايدة والمخاوف من تفاقم التصعيد العسكري في المنطقة.
الخطوة النمساوية تأتي بالتزامن مع قرار مماثل للسفارة الألمانية، حيث أعلنت الخارجية الألمانية عن تعليق عمل سفارتها مؤقتًا في طهران لذات الأسباب الأمنية، ما يُعد مؤشراً على اتساع دائرة التخوف الأوروبي من تداعيات الوضع الإيراني الراهن على سلامة الطواقم الدبلوماسية والأجانب داخل إيران.
وتشكل هذه الإجراءات تحذيرًا واضحًا للجمهور الدولي حول خطورة المرحلة الحالية في إيران، وتؤكد تصاعد الأزمة الأمنية التي دفعت سفارات أوروبية رئيسية لتعليق أنشطتها ومراجعة خططها التشغيلية حتى استقرار الوضع.