أعلنت الأمم المتحدة أن عودة مليون لاجئ سوري إلى بلادهم تمت منذ سقوط حكومة بشار الأسد في ديسمبر الماضي، مؤكدة الحاجة إلى دعم دولي أكبر لضمان استمرار العودة الآمنة لبقية اللاجئين.
الأمم المتحدة: عودة مليون لاجئ سوري بداية التحول
في بيان رسمي لمفوضية الأمم المتحدة السامية لشؤون اللاجئين، تمت الإشارة إلى أن “خلال تسعة أشهر فقط، عاد مليون لاجئ إلى بلادهم منذ سقوط حكومة بشار الأسد”. وأكدت المنظمة الأممية ضرورة مضاعفة الدعم الدولي لوضع حد لمأساة ملايين السوريين الذين عانوا التهجير القسري لأكثر من أربعة عشر عاماً.
كما شددت الأمم المتحدة على أن ضمان عودة مستدامة يتطلب تسريع جهود إعادة الإعمار، بما يسمح للعائدين بالاستقرار مجدداً وتخفيف الأعباء عن الدول المجاورة التي استقبلت اللاجئين.
تحديات هائلة أمام السلطات السورية الجديدة
ورغم الزخم الذي تعكسه عودة مليون لاجئ سوري، ما زال نحو 13.5 مليون سوري يعيشون لاجئين في الخارج أو نازحين داخل البلاد. وقد دمر النزاع الطويل الاقتصاد والبنية التحتية، بينما لا يزال الوضع الأمني هشاً في بعض المناطق.
السلطات الجديدة بقيادة الرئيس الانتقالي أحمد الشرع تواجه مهاماً ضخمة، أبرزها إعادة إعمار بلد أنهكته الحرب ودعم ملايين المواطنين الذين يعيش معظمهم تحت خط الفقر.
النزاع السوري وجذور الأزمة
بدأت معاناة السوريين مع نزاع مسلح اندلع عام 2011 عقب قمع احتجاجات شعبية واسعة. وأدى ذلك إلى نزوح الملايين نحو الداخل والخارج، حيث لجأ كثيرون إلى دول الجوار مثل لبنان وتركيا، إضافة إلى بلدان أوروبية ودول أبعد. هذه الأزمة الإنسانية الممتدة استمرت لأكثر من عقد وأعادت تشكيل الخريطة السكانية لسوريا.
آفاق المستقبل وإعادة الإعمار
تؤكد تقارير الأمم المتحدة أن إعادة سوريا إلى مسار التعافي تتطلب تعاوناً دولياً واسعاً، عبر توفير التمويل والدعم اللوجستي لإعادة بناء المدارس والمنازل والمستشفيات. كما أن استمرار موجات العودة مرهون بمستوى الاستقرار الأمني والسياسي، إضافة إلى خلق فرص اقتصادية تمكّن العائدين من استئناف حياتهم.