انطلقت في العاصمة البريطانية لندن، اليوم الجمعة، قمة “تحالف الراغبين” بمشاركة عدد من قادة الدول الغربية، لبحث سبل تعزيز الدعم العسكري لأوكرانيا، وعلى رأس جدول أعمالها تزويد كييف بالمزيد من الصواريخ البعيدة المدى في إطار الجهود الغربية الرامية إلى كسر التفوق العسكري الروسي شرق البلاد.
بريطانيا تدعو إلى خطوات “حازمة” ضد موسكو
أكد رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر في كلمته الافتتاحية أن لندن ستدفع باتجاه اتخاذ “إجراءات أكثر صرامة ضد روسيا، تشمل توسيع نطاق العقوبات وحظر النفط والغاز الروسيين من الأسواق العالمية”، إضافة إلى توفير أسلحة نوعية بعيدة المدى لتعزيز القدرات الدفاعية والهجومية الأوكرانية قبل أي مفاوضات سلام محتملة.
وقال ستارمر:
“لقد قدمنا للكرملين فرصاً متكررة لإنهاء حربه غير المبررة، لكنه اختار الطريق نفسه مراراً. لذلك يجب أن نزيد الضغط ونساعد كييف على الرد بفعالية.”.
حضور غربي واسع واتفاق على الأصول الروسية
شارك في القمة إلى جانب رئيس الوزراء البريطاني كلٌّ من الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، والأمين العام لحلف الناتو مارك روته، ورئيسة الوزراء الدنماركية ميته فريدريكسن، ورئيس الوزراء الهولندي ديك شوف.
وناقش القادة استخدام الأصول الروسية المجمّدة في أوروبا لتمويل الدعم العسكري والإنساني لأوكرانيا، وهي خطوة ما تزال محل انقسام أوروبي حاد رغم تأييد لندن ووارسو وباريس لها.
سجال داخل التحالف بسبب موقف واشنطن
القمة تأتي في وقتٍ نفى فيه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب صحة تقارير تحدثت عن سماحه لأوكرانيا باستخدام أسلحة بعيدة المدى لضرب العمق الروسي، موضحاً أن واشنطن “لم تغيّر بعد سياستها في هذا الشأن” رغم مطالب كييف المتكررة.
ويبدو أن هذا التباين في الموقف الأمريكي البريطاني يعقّد جهود التحالف في تحديد سقف تسليح أوكرانيا، خاصة أن روسيا حذرت من أن تزويد كييف بصواريخ أمريكية أو بريطانية من طراز توماهوك أو ستورم شادو “سيُعد تجاوزاً خطيراً يستدعي رداً مباشراً”، وفق تصريحات نائب رئيس مجلس الأمن الروسي ديمتري ميدفيديف.
زيلينسكي يطالب بتكثيف الإمدادات الدفاعية
وفي كلمته أمام القادة، دعا زيلينسكي إلى تسريع تسليم أنظمة الدفاع الجوي “باتريوت” والصواريخ القادرة على ردع الهجمات الروسية، مضيفاً:
“الأمن الجوي هو حياتنا، وأي تأخير في التسليح يعني مزيداً من الدماء الأوكرانية.”.
كما شدد الرئيس الأوكراني على رفض بلاده “أي تبادل أراضٍ أو تنازلات سياسية”، مؤكداً أن كييف مستعدة فقط لسلام “عادل ومستدام يضمن وحدة الأراضي الأوكرانية وسيادتها الكاملة”.
تعد قمة لندن امتداداً لقمة بروكسل التي عقدت الخميس لبحث تنسيق الدعم الأوروبي لأوكرانيا، وناقشت إمكانية إنشاء صندوق أوروبي بقيمة 140 مليار يورو يُموّل من الأصول الروسية المجمدة، لاستخدامه في تسليح كييف وتعزيز اقتصادها الدفاعي.




