سلّمت المملكة المتحدة أوكرانيا مئات الصواريخ الدفاعية الموجهة بالليزر من طراز “مارلت” (Martlet LMM)، وذلك قبل خمسة أشهر من الموعد المحدد، في خطوة وُصفت بأنها مفاجئة وتأتي في إطار تعزيز القدرات الدفاعية الأوكرانية مع اقتراب فصل الشتاء وتصاعد موجة الهجمات الروسية بالطائرات المسيّرة والصواريخ.
وأعلنت وزارة الدفاع البريطانية رسمياً أن الشحنة الجديدة تم تصنيعها في منشآت شركة “ثاليس” بمدينة بلفاست، وتشمل صواريخ خفيفة الوزن يمكن ربطها بمنصات متعددة للدفاع الجوي، والتي يميزها الدقة العالية والقدرة على تحييد الأهداف المتحركة بمدى يصل إلى 6 كم، وسرعة تقارب 1.5 ماخ. ويدخل التسليم ضمن اتفاق تعاون دفاعي تبلغ قيمته 1.6 مليار جنيه إسترليني، وتتضمن بنوداً لتدريب الفنيين والجنود الأوكرانيين على آليات الاستخدام والصيانة لضمان استدامة فعالية السلاح.
أكد وزير الاستعداد والصناعة الدفاعية البريطاني، لوك بولارد، أن التسريع في تسليم الصواريخ يهدف لمنح أوكرانيا دفعة نوعية قبل تصاعد وتيرة الهجمات الروسية في الشتاء، مشدداً على التزام لندن بدعم كييف عسكرياً وتقنياً بصورة “دائمة لا رجعة فيها”. ويرى مراقبون أن هذه الخطوة تعزز مكانة بريطانيا باعتبارها شريكاً عسكرياً رئيسياً لأوكرانيا، وتوجه رسالة سياسية قوية لموسكو حول استمرار دعم الغرب للجهود الأوكرانية في الدفاع عن السيادة ومواجهة الغزو الروسي.
تشمل الاتفاقية الدفاعية الأوسع بين لندن وكييف بنوداً لتزويد أوكرانيا بآلاف الطائرات المسيرة والذخائر والأنظمة الدفاعية، بجانب نقل التكنولوجيا والدعم اللوجستي، مع تخصيص مئات الملايين من الجنيهات الاسترلينية لتدريب وتأهيل القوات الأوكرانية طوال عام 2025. وتوقعت مصادر عسكرية أن تصل المزيد من الشحنات البريطانية خلال الأشهر المقبلة لدعم الدفاع الأوكراني في ظل استمرار المعارك وتكثيف الضغط الدولي على روسيا.