وجّه الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو نداء علنياً إلى الولايات المتحدة، قائلاً باللغة الإنجليزية: «لا لحرب مجنونة، أرجوكم»، في وقت تتصاعد فيه حدة التوتر بين كاراكاس وواشنطن عقب تصعيد عسكري أمريكي جديد في منطقة البحر الكاريبي والمحيط الهادئ.
وجاءت تصريحات مادورو خلال اجتماع لقادة النقابات العمالية الموالية للحكومة، حيث دعا إلى التهدئة قائلاً: “نعم للسلام، نعم للسلام الأبدي… لا لحرب مجنونة، أرجوكم”.
وجاء النداء بعد ساعات من إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أنه فوض وكالة الاستخبارات المركزية (CIA) بتنفيذ عمليات سرية داخل الأراضي الفنزويلية، بحجة ملاحقة عصابات تهريب المخدرات التي تزعم واشنطن أنها مرتبطة بنظام مادورو.
وتزامنت تصريحات مادورو مع زيادة الانتشار العسكري الأمريكي قبالة سواحل فنزويلا، حيث رصدت هيئات الملاحة الجوية تحليق قاذفة استراتيجية من طراز “B-1B” فوق البحر الكاريبي، فيما أكدت تقارير عسكرية أن الولايات المتحدة نشرت سفناً حربية ومدمرات وصواريخ موجهة في إطار عمليات “مكافحة التهريب”. كما أعلنت ترينيداد وتوباغو استقبالها سفينة حربية أمريكية لإجراء مناورات مشتركة قرب الحدود البحرية الفنزويلية.
من جانبه، رد وزير الدفاع الفنزويلي فلاديمير بادرينو بأن بلاده “على أتم الاستعداد لأي عدوان خارجي”، مشدداً على أن أي عملية أمريكية سرية ستفشل، ومؤكداً امتلاك الجيش الفنزويلي نحو خمسة آلاف صاروخ مضاد للطائرات للتصدي لما وصفه بـ”التهديدات الأمريكية المباشرة”.
أزمة مفتوحة
وقالت مصادر في كاراكاس إن الحكومة تعتبر التحركات العسكرية الأمريكية محاولة تمهيدية لـ”عدوان محتمل”، تحت غطاء الحرب على المخدرات، خاصة بعدما أوقعت الضربات الأمريكية لأهداف بحرية منذ بداية سبتمبر نحو 40 قتيلاً، غالبيتهم من الصيادين والمدنيين بحسب السلطات الفنزويلية.




