أعلنت صحيفة “وول ستريت جورنال” الأمريكية أن الملياردير الأمريكي إيلون ماسك تخلى بهدوء عن خططه لإطلاق حزب سياسي جديد في الولايات المتحدة خلال أغسطس 2025، وذلك نقلاً عن مصادر مطلعة على توجهاته الأخيرة، حيث أكد ماسك لمقربيه رغبته في التركيز الكامل على إدارة شركاته العالمية مثل “تسلا” و”سبيس إكس” و”إكس” (تويتر سابقاً). جاء هذا القرار بعد أشهر قليلة من كشف ماسك رسمياً عن فكرة إنشاء “حزب أمريكا” في يوليو الماضي، في أعقاب خلاف حاد مع الرئيس السابق دونالد ترامب بشأن قانون خفض الضرائب والإنفاق الحكومي.
وأوضحت الصحيفة أن ماسك ركز في الآونة الأخيرة على تعزيز علاقاته مع نائب الرئيس الأمريكي جيه دي فانس، معترفاً أمام حلفائه بأن المضي قدماً في تأسيس حزب سياسي من شأنه أن يضر بتلك العلاقة السياسية المهمة. وذكرت الصحيفة الأمريكية أن ماسك ومساعديه أبلغوا المقربين من فانس باحتمالية تقديم دعم مالي مباشر له إذا قرر الأخير خوض الانتخابات الرئاسية لعام 2028.
وقد أكد جيه دي فانس، نائب الرئيس الأمريكي، هذه المعطيات قائلاً إنه طلب من إيلون ماسك العودة إلى الحزب الجمهوري وعدم المضي في مشروع حزب سياسي منفرد. ويأتي هذا التحول بعد شهور من تصاعد الخلافات ما بين ماسك والرئيس ترامب بلغ ذروته مع تمرير قانون خفض الضرائب الذي عارضه ماسك بشكل علني، واعتبره سبباً محتملاً في زيادة ديون الولايات المتحدة وإفلاسها مستقبلاً.
لم تتخذ أي خطوات رسمية
وكان إعلان ماسك عن تأسيس “حزب أمريكا” قد أثار اهتماماً واسعاً في الساحة السياسية الأمريكية ولدى وسائل الإعلام العالمية، حيث أكد في حينها عبر منشور على منصة “إكس” بتاريخ 6 يوليو 2025 أن حزب أمريكا سينشأ ليعيد الحريات للمواطنين الأميركيين، استناداً إلى نتائج استطلاع أجراه بين متابعيه حظي بتأييد قوي لفكرة الحزب الجديد. ومع ذلك، لم تتخذ أي خطوات رسمية لغاية الآن لتسجيل الحزب رسمياً لدى لجنة الانتخابات الفيدرالية، وفضّل ماسك العودة للتركيز على استقرار شركاته خاصة مع نهاية الدعم الحكومي للسيارات الكهربائية، بحسب ما ذكرت شبكة “سي إن إن” الأميركية.
وقد تزايد قلق المستثمرين مؤخراً حول قدرة ماسك على تخصيص الوقت الكافي لمتابعة مصالح شركة “تسلا”، خاصة بعد احتدام النقاشات السياسية حول استقلالية رجال الأعمال عن السياسة. وتؤكد التطورات الأخيرة أن ماسك بات يولي أولوية قصوى لأعماله التجارية والتقنية، مفضلاً إبقاء دوره السياسي ضمن دائرة الدعم المالي لبعض المرشحين، بدلاً من الدخول في مغامرات حزبية جديدة في المشهد السياسي المعقد بالولايات المتحدة.
وبهذا القرار، يكون ماسك قد أنهى مرحلة الجدل حول إمكانية انضمامه للمنافسة السياسية بشكل مباشر من خلال حزب ثالث، مؤكداً عبر قنوات رسمية التزامه بدعم الاستقرار المؤسسي لشركاته والتركيز على الشأن المالي والتقني في المرحلة المقبلة، كما نقلت صحيفة “وول ستريت جورنال”