طرحت وزيرة المواصلات الإسرائيلية، ميري ريغيف، خلال اجتماع للمجلس الوزاري الأمني المصغر في تل أبيب، مقترحاً مثيراً للجدل يقضي بحرق جثمان يحيى السنوار، زعيم حركة “حماس” الذي قُتل في أكتوبر 2024 خلال عملية عسكرية إسرائيلية في رفح جنوب قطاع غزة.
وأوضحت ريغيف أن فكرتها تستند إلى النموذج الأميركي في التعامل مع جثمان أسامة بن لادن، حيث تم التخلص من جثمانه بطريقة لا تسمح بعودة “رموز الإرهاب” إلى دفن تقليدي أو نصب تذكاري. وقالت في تصريحات لإذاعة “كول باراما” الإسرائيلية: “بعض الرموز لا يجب أن تعود نهائياً. طرحت المقترح في الكابينت ليتم حرق جثمان السنوار تماماً كما فعل الأميركيون ببن لادن”. جاء المقترح بعد أن طالبت حركة “حماس” خلال مفاوضات وقف إطلاق النار ومبادرة الرئيس الأميركي دونالد ترامب بإعادة جثماني يحيى ومحمد السنوار ضمن صفقة تبادل الأسرى، وهو ما رفضته إسرائيل رسمياً.
تناقل الإعلام الإسرائيلي والخبراء خبر المقترح باعتباره خطوة رمزية تهدف إلى “كسر أسطورة الزعيم” وحجب أي إمكانية لتحويله إلى رمز أو قبر يزوره أنصار الحركة، إذ نقلت الصحف الإسرائيلية عن مصادر أمنية أن الاقتراح قيد الدراسة لكنه لم يناقش بشكل نهائي في المجلس حتى الآن، وأن جثمان السنوار محتجز في موقع سري منذ مقتله ولا يُسمح بدفنه.
في المقابل، أثار المقترح انتقادات شديدة من قِبل منظمات حقوقية ومراقبين دوليين، معتبرين أن هذا السلوك يُعد انتهاكاً للأعراف والقوانين الدولية التي تُلزم بدفن جثامين القتلى بكرامة وإنسانية، بصرف النظر عن طبيعة الصراعات أو الانتماءات السياسية. وشددت حماس في بيان إعلامي على رفضها للمقترح، مؤكدة أن استمرار احتجاز جثامين القادة يعكس قسوة الموقف الإسرائيلي، ويهدد بتجميد أي اتفاقات مستقبلية حول صفقة الأسرى وتبادل الجثامين.
