أعلن الجيش الإسرائيلي، يوم الثلاثاء 16 سبتمبر 2025، إطلاق المرحلة الرئيسية من عمليته البرية واسعة النطاق في مدينة غزة تحت اسم “مركبات جدعون 2″، مع بدء مناورات ميدانية تقودها فرقتا النخبة الرقم 162 و98، اللتان دخلتا قلب المدينة وسط قتال مكثّف وتكثيف الغارات الجوية والمدفعية.
تهدف خطة “مركبات جدعون 2” إلى السيطرة الكاملة على مدينة غزة، عبر تقدم فرق قتالية تشمل وحدات مدرعة ومشاة هندسية وجنود احتياط، وجرى استدعاء عشرات الآلاف من أفراد الجيش، مع توقعات بانضمام الفرقة 36 خلال الأيام المقبلة. بدأت العملية بتكثيف قصف جوي ومدفعي منذ فجر الثلاثاء واشتباكات في الأحياء الداخلية، لا سيما حي الزيتون وجباليا، إلى جانب فرض حصار وتمهيد لتفريغ المدينة من سكانها باتجاه مناطق الجنوب والمواصي.
إلى ذلك، تشير المصادر الإسرائيلية إلى أن المرحلة الثانية تستهدف عزل المدينة عن باقي القطاع وتطويقها، تمهيداً لهجوم تدريجي داخل الأحياء المكتظة، مع استمرار عمليات الإجلاء القسري للعائلات الفلسطينية، حيث نزح نحو 350 ألف فلسطيني وما يزال 600 ألف آخرين داخل المدينة تحت نيران الجيش.
أكد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أن العملية مرحلة حاسمة في الحرب، مشدداً على ضرورة تحقيق أهداف عسكرية واضحة بالميدان، بينما أشار رئيس الأركان إيال زامير إلى أن الحسم لن يتحقق بدون قرار سياسي نهائي بشأن مستقبل قطاع غزة. في المقابل، اعتبرت حركة حماس عملية “جدعون 2” استمراراً لحرب الإبادة ضد المدينة وسكانها، مؤكدة أنها لن تحقق أهدافها العسكرية والإنسانية، ومحذرة من تصعيد خطير يهدد حياة الرهائن المدنيين داخل غزة.
وأفادت مصادر طبية فلسطينية بمقتل 38 شخصاً في مختلف أنحاء القطاع منذ بداية المرحلة الجديدة للعملية، 35 منهم في مدينة غزة التي تتفاقم فيها أزمة الجوع والنزوح والتدمير.
