تشير مصادر رسمية وتقارير إعلامية دولية إلى ترجيح استئناف المفاوضات بين باكستان وأفغانستان خلال الأيام القادمة، وذلك بعد فشل جولة المحادثات السابقة التي انعقدت في مدينة إسطنبول التركية برعاية قطرية وتركية مباشرة.
وأفادت وكالة رويترز نقلاً عن ثلاثة مصادر مطلعة، أن الطرفين اتفقا مبدئياً على العودة إلى طاولة الحوار في إسطنبول، بهدف معالجة القضايا الأمنية العالقة، لا سيما الاتهامات المتبادلة بشأن استخدام الجماعات المسلحة للأراضي الأفغانية في تنفيذ هجمات ضد القوات الباكستانية على الحدود المشتركة.
شهدت الأسابيع الماضية تصاعداً في التوتر بين البلدين، بعد مواجهات عسكرية على طول الحدود التي تمتد لمسافة 2600 كيلومتر، وأدت إلى سقوط عشرات القتلى من الجانبين، مع إعلان حكومة إسلام آباد عن استهداف مواقع في كابول عبر غارات جوية رداً على هجمات نفذتها طالبان الباكستانية انطلاقاً من داخل الأراضي الأفغانية.
وكشف وزير الإعلام الباكستاني عطا الله ترار، في تصريحات رسمية أعقبت فشل الجولة الأخيرة، أن المباحثات تعثرت بسبب رفض الوفد الأفغاني تقديم ضمانات واقعية وتهربه من مناقشة النقاط الحساسة المتعلقة بمكافحة الإرهاب عبر الحدود، مؤكداً في الوقت ذاته استمرار النهج الدبلوماسي والسعي الحثيث لتحقيق اتفاق مستدام.
من جهة أخرى، أكد مصدر أمني باكستاني لوكالة فرانس برس أن الحوار سيستأنف “على الأرجح”، مثمناً وساطة قطر وتركيا ومشيراً إلى دعم دولي لجهود الحفاظ على اتفاق وقف إطلاق النار الذي تم التوصل إليه في الدوحة منتصف أكتوبر2025.
جدير بالذكر أن الجولة الأخيرة لم تسفر عن أي اتفاق فعلي، بينما أبدى كبار المسؤولين في كابول وإسلام آباد رغبتهم في مواصلة التواصل لحماية الاستقرار الإقليمي، مع استمرار الاتصالات بين وفدي البلدين على مستوى رفيع برئاسة وزراء الداخلية والخارجية، وفق الجدول الزمني الذي أقرته الوساطة الدولية.
وبحسب مصادر حكومية باكستانية، فإن المفاوضات المرتقبة تركز على وقف العمليات العدائية، وتقديم ضمانات بعدم استخدام الأراضي في الأعمال الإرهابية، إضافة إلى آليات تسوية الخلافات الحدودية، وسط مراقبة دولية وثيقة لمجريات الحوار في إسطنبول وباقي العواصم الإقليمية.




