سجّل فوز ممداني التاريخي سابقة سياسية، إذ حصد 43.5 % من الأصوات في تمهيدية الديمقراطيين لرئاسة بلدية نيويورك، متقدماً على خصوم بارزين أبرزهم أندرو كومو.
برنامج فوز ممداني التاريخي وأهم تعهداته
أطلق المرشح الشاب خطته القائمة على تجميد الإيجارات الحالية، وتوفير حافلات مجانية، إضافة إلى دعم متاجر بقالة مملوكة للمدينة لخفض أسعار السلع.
أبعاد فوز ممداني التاريخي على المشهد السياسي
- أندرو كومو اعترف بالهزيمة وهنأ منافسه مباشرة عقب النتائج الأولية.
- ناشطون يساريون وصفوا النتيجة بانتصار للطبقات العاملة والشباب.
- قطاع الأعمال عبّر عن قلقه من احتمال هجرة الشركات بسبب سياسات الأجور والضرائب.
ولد ممداني في أوغندا عام 1992، وانتقل إلى نيويورك وهو في السابعة. نشأ في كوينز، وتخرّج في ثانوية برونكس للعلوم، ثم دخل عالم السياسة مدفوعاً بخلفيته الفكرية؛ فوالدته المخرجة ميرا ناير حائزة «الأسد الذهبي» عام 2001.
منذ 2021 يشغل ممداني مقعداً في الجمعية التشريعية لولاية نيويورك عن كوينز، حيث أعيد انتخابه مرتين دون منافسة. ركز عمله التشريعي على أزمة السكن وكلفة المعيشة الباهظة.
تعهد خلال الحملة برفع الحد الأدنى للأجور إلى ثلاثين دولاراً للساعة، وإنشاء مكتب لدعم المشاريع الصغيرة. كذلك، طرح مشروع تجريبي لضمان الدخل الأساسي للأسر ذات الدخل المنخفض.
استندت حملته إلى تفاعل واسع عبر منصات التواصل، إذ استخدم فيديوهات حصد أحدها سبعة عشر مليون مشاهدة، مستهدفاً جيل «زد». سمح هذا الأسلوب بتوسيع قاعدة الدعم بعيداً عن الأساليب التقليدية للحزب.
تبنى المرشح مواقف صريحة في السياسة الخارجية، إذ انتقد الحكومة الإسرائيلية ودعا لمحاسبة بنيامين نتنياهو. وقدم مشروعاً لوقف إعفاءات ضريبية عن جمعيات تدعم المستوطنات، ما أثار جدلاً لكنه عزز صورته التقدمية.
اعتمدت التمهيدية نظام الاختيار الترتيبي، حيث يُعاد توزيع أصوات المرشحين الأقل حظاً حتى يتجاوز أحدهم عتبة الخمسين بالمئة. ومع ذلك، بلغ ممداني 43.5 % في الجولة الأولى، ما دفع منافسيه إلى الانسحاب تباعاً.
هنأ المرشح الجمهوري جونيور دايان فالنس منافسه، لكنه وصفه بـ«الشيوعي». أما ممداني فركز في خطابه على حماية الطبقة العاملة ورفض «فاشية ترامب»، مؤكداً التزامه بعدالة اجتماعية شاملة.
يُعد الفوز أول ترشيح لمسلم لرئاسة بلدية نيويورك عن الديمقراطيين، ما يكشف تحولاً ديمغرافياً وسياسياً في المدينة. ويرى محللون أن النتيجة اختبار لقدرة الحزب على استيعاب موجة تقدمية متصاعدة.
من المتوقع إعلان النتائج النهائية خلال أسابيع، لكن المؤشرات تؤكد أن فوز ممداني التاريخي سيعيد رسم تحالفات انتخابية ويثير نقاشاً وطنياً حول سياسات الإسكان، الأجور، والنقل العام.