دعا رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري، في تصريحات رسمية، إلى ضرورة صدور موقف رسمي لبناني واضح وسريع في مواجهة التصريحات الأخيرة للمبعوث الأميركي توم براك، والتي حملت انتقادات حادة لمواقف الدولة اللبنانية تجاه ملف سلاح “حزب الله” وإعادة إعمار الجنوب.
أثارت تصريحات براك، التي اتهم فيها لبنان بالاكتفاء بالكلام دون اتخاذ إجراءات فعلية لنزع سلاح “حزب الله”، أجواء سياسية وإعلامية متوترة في بيروت، خصوصًا بعد اعتباره أن ما يجري من حراك حكومي لا يتعدى مرحلة التصريحات. نبيه بري عبّر عن استيائه من تصاعد حدة الانتقادات الأميركية وعدّ التصريحات استفزازية وحمّل الحكومة اللبنانية مسؤولية الرد السياسي والإعلامي بحزم، معتبرًا أن إرجاء الرد يكرس صورة سلبية عن لبنان على الساحة الدولية ويمنح الأطراف الخارجية فرصة لفرض تصوراتها.
المبعوث الأميركي توم براك شدد، في مقابلات إعلامية وتغريدات، على أن الخطط اللبنانية بشأن نزع سلاح الفصائل لم تتجاوز حدود الكلام، مؤكدًا ضرورة إعلان بيروت الالتزام فعليًا بهذا المسار إذا رغبت في دعم دولي مستدام. واعتبر أن إسرائيل لن تنسحب من جنوب لبنان أو تسمح بإعادة الإعمار ما لم يشهد الملف الأمني اختراقًا حقيقيًا، مطالبًا بجدول زمني واضح وخطة عمل مفصلة لإتمام هذه الخطوة.
يأتي هذا التصعيد بينما تواصل الحكومة اللبنانية مناقشة خطة شاملة للأمن في الجنوب، وسط انقسام سياسي داخلي بشأن آلية معالجة ملف السلاح. ودعم بري موقف الجيش في الجنوب لكنه شدد على أن أي خلاف داخلي حول الخيارات الوطنية الكبرى من شأنه تعميق أزمة الثقة بين الدولة والرأي العام، مطالبًا بإجماع وطني ورسالة سياسية واحدة في جميع المحافل.
ترافقت تصريحات المبعوث الأميركي مع تهديدات ضمنية بحجب الدعم الدولي عن لبنان، مما دفع مسؤولين لبنانيين – بينهم بري – لمطالبة الحكومة بالتحرك السريع وإصدار رد رسمي يوازي حجم الضغوط الخارجية ويحفظ هيبة السيادة الوطنية في الموقف العلني.
