نحو رعاية أفضل للخصوبة تستند إلى العلم والابتكار

انخفاض الخصوبة يواجه تحديات صحية واجتماعية، والإمارات تقود جهود التوعية والعلاج المبكر والتقنيات الحديثة لدعم الأسرة.

فريق التحرير
فريق التحرير
نحو رعاية أفضل للخصوبة

ملخص المقال

إنتاج AI

يناقش المقال تحديات الخصوبة وانخفاض معدلات المواليد، مع التركيز على أهمية الوعي المبكر، وتوفير العلاجات المتقدمة، وتخفيف الأعباء المالية على الأسر. كما يستعرض المؤتمر الأوروبي للخصوبة والحلول المتاحة، مع التأكيد على دور الإمارات في دعم الصحة الإنجابية.

النقاط الأساسية

  • تواجه المنطقة والعالم انخفاضًا في معدلات المواليد والخصوبة بسبب تغير نمط الحياة.
  • الإمارات تتبنى رؤية متقدمة وشاملة لتعزيز الوعي بالخصوبة وتقديم حلول متطورة.
  • التقدم العلمي يتطلب وعيًا مجتمعيًا وتخفيفًا للأعباء المالية لتوفير رعاية متكاملة.

أحمد أبو الفضل، المدير العام لميرك الخليج.. تعتبر الرغبة في تكوين أسرة أمراً في غاية الأهمية، ولكنها قد تصطدم ببعض التحديات والعراقيل، ففي وقتنا الحالي، تشهد معدلات المواليد ومعدلات الخصوبة انخفاضاً ملحوظاً في المنطقة وحول العالم. وهذا التراجع ليس مفاجئاً إذا نظرنا إلى التغيرات في أسلوب الحياة وتأجيل الزواج والإنجاب، إضافة إلى انتشار العديد من المشاكل الصحية مثل السمنة ومتلازمة تكيس المبايض. وتؤثر كل هذه العوامل على فرص الحمل. ومع ذلك، لا تزال الكثير من المفاهيم الخاطئة والمجتمعية تمنع الناس من مناقشة موضوع الخصوبة في وقت مبكر، ما يؤدي إلى تأخير طلب المساعدة الطبية.

الرغبة في تكوين الأسرة موضوع إنساني مشترك حيث تعتبر الخصوبة أمراً مهماً يؤثر بشكل مباشر على الصحة العامة. وفي الوقت الذي تؤثر فيه تحديات الخصوبة على واحد من كل ستة أزواج في دولة الإمارات، فإن الدولة تتعامل مع هذا الأمر برؤية متقدمة وشاملة لا تركز فقط على توفير أحدث وسائل العلاج، بل تقود جهوداً حثيثة لبناء منظومة متكاملة تعزز الوعي المبكر، وتكسر الحواجز الاجتماعية، وتُمكّن الأفراد من اتخاذ قرارات مستنيرة حول صحتهم الإنجابية. وبفضل ما تمتلكه من بنية تحتية طبية متطورة ودعم حكومي مستمر، أصبحت الإمارات نموذجاً يحتذى به في تمكين المجتمعات وتقديم حلول متقدمة لمواجهة تحديات الخصوبة من خلال دفع هذا الفهم الجديد للجهات المعنية – من الحكومات إلى مقدمي الرعاية الصحية والشركات – للعمل معاً لتقديم حلول شاملة ومبكرة.

وفي المجمل ومع التقدم العلمي، أصبح بالإمكان تخصيص علاجات أكثر دقة وفعالية، بفضل استخدام الذكاء الاصطناعي والتقنيات الحديثة. فعلى سبيل المثال، ناقش الخبراء خلال مؤتمر الجمعية الأوروبية للخصوبة وعلم الأجنة (ESHRE) في باريس دور العلاجات الهرمونية المصممة خصيصاً لكل حالة في تحقيق النتائج الأفضل. الابتكار يجب أن يكون له أثر ملموس في حياة الناس. لذلك، تعمل العديد من الشركات مثل ميرك على مبادرات بالتعاون مع الخبراء في مجال صحة المرأة تشمل توفير فحوصات مجانية للهرمون المضاد لمولر (AMH)، لتعزيز وعي النساء فيما يتعلق بالخصوبة والتعرف على وضعهن الصحي.

ولا يجب أن تبدأ الرعاية عند ظهور المشكلات الصحية فحسب، بل يجب أن تبدأ في المراحل الأولى، من خلال إجراء فحوصات الخصوبة وتتبع الدورة الشهرية لدى المرأة، وصولاً إلى توفير خيار تجميد البويضات، حيث يمكن أن تساعد هذه الوسائل النساء على التخطيط للمستقبل بثقة قبل أن يصبح الوقت عائقاً أمام العلاج. كما أن العوامل المرتبطة بأسلوب الحياة لها دور كبير، فالغذاء الصحي والنوم الجيد والحالة النفسية المستقرة تؤثر بشكل مباشر على القدرة الإنجابية. ولذلك يتبنى عدد متزايد من الأطباء اليوم نهجاً شاملاً يدمج بين العلاج الطبي وأسلوب الحياة الصحي.

وخلال مؤتمر الجمعية الأوروبية للخصوبة وعلم الأجنة، برزت حقيقة واحدة بوضوح، فعلى الرغم من كل هذا التقدم المحرز، لا تزال هناك تحديات كبيرة، أهمها الوعي المجتمعي، تكلفة العلاج وضعف التغطية التأمينية في العديد من دول المنطقة، ما يؤكد على أهمية نشر الوعي وتخفيف العبء المالي على الأسر بجانب الاستثمار في التقنيات المتطورة. وقد اجتمع نخبة من الخبراء الدوليين خلال هذا المؤتمر لمناقشة الحلول العلمية والسياسات التي يمكن أن تدعم الأزواج الراغبين في الإنجاب، لأننا نؤمن أن الحوار هو أول خطوة نحو التغيير.

في النهاية، يعتمد المستقبل الأفضل في منطقتنا على قدرتنا على تقليص الفجوة بين ما نعرف أنه ممكن وما هو متاح فعلياً، والتحول من نماذج الرعاية المقسّمة إلى برامج الرعاية المتكاملة. إضافة إلى ذلك، يجب أن تهدف البرامج العلاجية إلى التمكين والتثقيف، وتخفيف الوصمة المجتمعية. ونحن بحاجة إلى نظام رعاية يبدأ بالتفكير في الخصوبة، ويدعم كل فرد في رحلته، ويمنح الأمل لأسر المستقبل.

Advertisement