على شواطئ مدينة الشلاتين المصرية جنوب البحر الأحمر، تنتشر أشجار المانجروف كأنها قصيدة صامتة تكتبها الطبيعة على الرمال والماء، تغزل سطورها بأغصان خضراء وصمت عميق يحمل في داخله أسرار الحياة والتجدد.

جمال طبيعي وأهمية بيئية فريدة
- تشكل غابات المانجروف في الشلاتين لوحة ساحرة من التناقض بين اليابسة والماء، إذ تنتشر الأشجار في المياه المالحة على طول الساحل، وتخلق موائل فريدة لمئات الطيور والأسماك والكائنات البحرية النادرة.
- وتُعد المانجروف صمّام أمان بيئي يدعم التنوع الحيوي، حيث تعمل جذورها المتشابكة على تثبيت التربة ومقاومة عوامل التعرية، وتحافظ على نقاء المياه وتحمي الشواطئ من آثار موجات المد والجزر.
ملاذ للحياة البرية والإنسان
- وسط صمت الصباح الباكر، تتسلل أسراب الطيور المهاجرة إلى أغصان المانجروف هربًا من صخب العالم، لتجد مأواها الآمن بين الأوراق الكثيفة وظلال الجذور الغارقة في مياه البحر.
- وتلتقي على تلك الشواطئ حياة الإنسان بالطبيعة، حيث يعتمد الصيادون وسكان الشلاتين على عطايا تلك الغابات: الأسماك الصغيرة، والحطب، وحكايات قديمة عن صبر المانجروف على قسوة الشمس والملوحة.
قصيدة الحياة والوجود
في كل جذع مانجروف حكاية عن الصمود، ومع كل موجة بحر يحمل النسيم رسالة من الطبيعة للناس: حافظوا على هذا التراث الأخضر.
ترقص ظلال الأشجار على صفحة الماء وكأنها أبيات شعرية تهدهد الأمل في قلوب كل من يمر هناك، من سائح وعابر سبيل أو فنان يبحث عن إلهام.
المانجروف على شواطئ الشلاتين ليست مجرد أشجار، بل قصيدة أبدعتها البيئة المصرية، تُقرأ بلا كلمات، وتبقى شاهدًا على التناغم النادر بين الإنسان والطبيعة في أقصى الجنوب.