اعتمد سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم نظام «أيقونات التعاون بين الإنسان والآلة» بهدف تعزيز الشفافية في إنتاج المحتوى وتحديد مساهمة الذكاء الاصطناعي بدقة.
أيقونات التعاون بين الإنسان والآلة لتعزيز الشفافية
أطلقت مؤسسة دبي للمستقبل نظام تصنيف مبتكر يتضمن خمس فئات رئيسية تُظهر درجة تدخل الآلة في المحتوى: «كامل بشري»، «بشري-موجَّه»، «مُساعَد آلياً»، «آلي-موجَّه»، و«كامل آلي».
تصنيفات فرعية توضّح مراحل تدخل الذكاء الاصطناعي
يشتمل النظام أيضاً على تسع أيقونات فرعية تحدد مراحل تدخل الذكاء الاصطناعي، مثل الفكرة، مراجعة الأدبيات، جمع البيانات، تحليل البيانات، تفسير النتائج، الكتابة، الترجمة، التصميم المرئي، وتصميم المطبوعات.
تتيح هذه الأيقونات للمستخدمين والناشرين توثيق مساهمة التقنية في كل مرحلة من مراحل الإنتاج المعرفي، مما يعزز مصداقية المخرجات ويدعم الشفافية لدى جمهور القراء وصنّاع القرار.
يعتمد النظام تعريفاً واسعاً لمصطلح «الآلة الذكية»، يشمل الخوارزميات، أدوات الأتمتة، النماذج التوليدية، والروبوتات، ليضمن شمولية التصنيف عبر مختلف المجالات.
أكد سمو الشيخ حمدان أن التفريق بين الإبداع البشري والمحتوى المُنتج آلياً أصبح ضرورة ملحّة، مشدداً على أن النظام يشكل حلاً عملياً لتعزيز المصداقية وحماية حقوق المبدعين.
ودعا سموه جميع الكُتاب، والباحثين، والمصممين حول العالم إلى اعتماد الأيقونات في أعمالهم بما يخدم المصلحة العامة ويعزز ثقة المجتمع في المخرجات الرقمية.
كما وجّه سموه الجهات الحكومية في دبي بالبدء الفوري بتطبيق النظام في مشاريعها البحثية والمعرفية، لتكون نموذجاً يُحتذى به في القطاعين الأكاديمي والخاص.
وأشار خبراء الإعلام الرقمي إلى أن الأيقونات الجديدة ستُقلل من احتمالات التضليل، وتُتيح للجمهور معرفة مدى تدخل الذكاء الاصطناعي في إنشاء المحتوى المكتوب أو المرئي.
كما ستسهم في رفع كفاءة التحقق من المحتوى، خصوصاً مع تزايد اعتماد المؤسسات على أدوات الذكاء الاصطناعي في التحرير والتصميم.
يُعد النظام امتداداً لمبادرات دبي الرائدة في الذكاء الاصطناعي، ضمن «المخطط الشامل للذكاء الاصطناعي»، الذي يهدف إلى تسريع التحول الرقمي في القطاعين الحكومي والاقتصادي.
ويتكامل النظام مع رؤية الإمارة نحو تحسين الإنتاجية عبر أدوات رقمية موثوقة، مما يعزز موقع دبي كمركز عالمي للابتكار التقني المتقدم.
ومن المتوقع أن يسهم هذا النظام في بناء بيئة بحثية أكثر شفافية، ويوطّد مكانة دبي كحاضنة عالمية لحلول الذكاء الاصطناعي الموثوقة.
تعمل مؤسسة دبي للمستقبل حالياً على إعداد دليل شامل يوضح آليات تطبيق الأيقونات، بهدف تسهيل استخدامها من قبل الجهات المعنية وضمان الامتثال الكامل للمعايير.
بهذه الخطوة، تواصل الإمارات ترسيخ موقعها كمركز عالمي للابتكار، واضعةً معايير جديدة لحوكمة الذكاء الاصطناعي بما يضمن استفادة البشرية من هذه التقنيات بشكل آمن ومسؤول.