أعلنت شركة بورش الألمانية رسميًا تخليها عن خطط إنتاج بطارياتها الكهربائية الخاصة بسياراتها، حيث قررت إيقاف توسيع مصنع “سيلفورس” Cellforce المسؤول عن تطوير خلايا البطاريات عالية الأداء بعد تقييم اقتصادي وتقني أظهر أن حجم الطلب العالمي، خصوصًا في السوقين الأمريكي والصيني، لا يبرر الاستثمار الضخم المطلوب لتحقيق إنتاج واسع النطاق وتنافسية في الأسعار.
أسباب القرار وتداعياته
أوضحت بورش أن السبب الرئيسي للتخلي عن مشروع البطاريات هو ضعف الإقبال على السيارات الكهربائية في عدة أسواق، وصعوبة منافسة الموردين الآسيويين من حيث التقنيات الحديثة وحجم الإنتاج، إضافة إلى غياب اقتصاديات الحجم الذي يضمن القدرة على مواجهة التكاليف المرتفعة. وسيؤدي القرار إلى وقف التوظيف في مصنع سيلفورس وتسريح نحو 200 موظف، مع تحويل الوحدة إلى مركز للبحوث والتطوير والدعم الفني لنماذج البطاريات المستقبلية بالتعاون مع مجموعة فولكسفاغن.
انعكاسات على استراتيجية بورش
سيتم التركيز مستقبلاً على شراء البطاريات الجاهزة من الشركات الرائدة عالميًا والاستفادة من شراكة فولكسفاغن مع شركات متخصصة، مع مواصلة الاستثمار في حلول الأداء العالي وتطوير منظومات البرمجيات والخدمات المرتبطة بالسيارات الكهربائية. يأتي ذلك ضمن سلسلة تحديات كبرى تواجه مصانع البطاريات الأوروبية بعد انهيار شركة Northvolt السويدية وصعوبات توريد المواد الأولية، حسب تصريحات المدير التنفيذي أوليفر بلوم.
ويعكس قرار بورش تحولًا تدريجيًا لدى المصنعين الأوروبيين في قطاع السيارات الكهربائية، لصالح التوجه نحو دمج سلاسل الإمداد بدل تصنيع البطاريات بالكامل داخليًا، خاصة في ظل التفاوت في الطلب بين أوروبا، أمريكا والصين، وبتأثير كبير من متغيرات الأسواق والتشريعات التقنية