سباق فضائي جديد بين ماسك وبيزوس حول التزود بالوقود في الفضاء

سباق فضائي جديد بين ماسك وبيزوس حول تطوير تقنية التزود بالوقود في الفضاء، التي تُعد مفتاحاً لمهام القمر والمريخ المستقبلية

فريق التحرير
فريق التحرير
سباق فضائي جديد بين ماسك وبيزوس حول التزود بالوقود في الفضاء

ملخص المقال

إنتاج AI

يتنافس إيلون ماسك وجيف بيزوس في تطوير تقنية التزود بالوقود في المدار، مما يمثل ثورة في استكشاف الفضاء. سبيس إكس تخطط لاختبار نقل الوقود في 2025، بينما حققت بلو أوريجين إنجازات في هذا المجال. هذه التقنية تواجه تحديات مثل الحفاظ على الوقود فائق التبريد.

النقاط الأساسية

  • يتنافس ماسك وبيزوس لتطوير تقنية التزود بالوقود في المدار.
  • تهدف التقنية لتمكين المركبات من استكشاف الفضاء بكفاءة أكبر.
  • الاختبارات في 2025-2026 ستحدد مستقبل استكشاف الفضاء العميق.

يشهد القطاع الفضائي منافسة محتدمة بين المليارديرين إيلون ماسك وجيف بيزوس في سباق يُعتبر ثورة حقيقية لا تقل أهمية عن السعي للوصول إلى القمر أو المريخ، وذلك حول تطوير تقنية التزود بالوقود في المدار، والتي تُمثل نقطة تحول استراتيجية في مستقبل استكشاف الفضاء العميق.

تقنية التزود بالوقود في الفضاء

تعتمد فكرة التزود بالوقود في المدار على تزويد المركبات الفضائية بالوقود بعد وصولها إلى مداراتها المحددة. هذه التقنية تتيح للمركبات زيادة قدرتها على التحرك واستكشاف مساحات أكبر في الفضاء الخارجي دون الحاجة لحمل كامل الوقود منذ الإطلاق. يُعتبر هذا التطور أساسياً لإرسال مركبات إلى القمر والمريخ، مما يقلل تكلفة الإطلاق ويزيد من كفاءة المهمات الفضائية.

مساعي شركة سبيس إكس

أعلن إيلون ماسك أن التزود بالوقود في المدار يُمثل التحدي الهندسي الأكبر التالي لصاروخ ستارشيب الطموح. تخطط سبيس إكس لإجراء أول اختبار لنقل الوقود بين مركبتين ستارشيب في المدار خلال مارس 2025، وفقاً لما أكده كينت تشوجناكي، نائب مدير برنامج نظام الهبوط البشري في ناسا.

تتطلب مهمات أرتيميس القمرية من ناسا تزويد مركبة ستارشيب للهبوط البشري بالوقود من حوالي 10 إلى 20 رحلة صاروخ ناقلة في المدار. هذا العدد من المهمات ضروري لتخزين كمية الوقود المطلوبة في مستودعات الوقود المدارية قبل انطلاق المركبة نحو القمر.

Advertisement

جهود بلو أوريجين

حققت شركة بلو أوريجين التابعة لجيف بيزوس إنجازاً مهماً في يناير 2025 عندما وصل صاروخ نيو جلين إلى المدار بنجاح في رحلته الأولى. يُصمم هذا الصاروخ لحمل أكثر من 45 طناً إلى المدار الأرضي المنخفض و13 طناً إلى مدار النقل الثابت بالنسبة للأرض.

يُشغل الطابق العلوي لصاروخ نيو جلين محركان من طراز BE-3U يستخدمان الأكسجين السائل والهيدروجين السائل. تُركز بلو أوريجين على تطوير مركبة بلو رينغ المخصصة لنقل الوقود إلى مركبات الهبوط القمرية، والتي يمكنها حمل حمولة تصل إلى 3000 كيلوجرام وتزويد المركبات الزائرة بالوقود.

التحديات التقنية الرئيسية

تواجه عملية التزود بالوقود في المدار تحديات معقدة، أبرزها الحفاظ على الوقود فائق التبريد سائلاً في درجات حرارة منخفضة للغاية. يُعتبر نقل الوقود المبرد مثل الأكسجين السائل والميثان السائل التحدي الأساسي، حيث يمكن للوقود أن يغلي في فراغ الفضاء إذا لم تُدار حرارته بشكل صحيح.

تتطلب العملية أيضاً إتقان ثلاث قدرات أساسية: الالتحام في الفضاء، والحفاظ على الوقود في درجات حرارة مبردة، ونقل الوقود بين المركبات الفضائية. كل هذه التحديات يجب التغلب عليها لضمان نجاح المهمات طويلة المدى خارج مدار الأرض.

Advertisement

أهمية السباق الفضائي

يُراهن كلا المليارديرين على أن تقنية التزود بالوقود في المدار ستفتح آفاقاً واسعة للمهام الفضائية طويلة المدى. هذه التقنية تُمكن المركبات من الوصول إلى أهداف أبعد دون قيود الوقود التقليدية، مما يُحقق ثورة حقيقية في عالم الفضاء الحديث.

أكد ديف ليمب، الرئيس التنفيذي لبلو أوريجين، أن شركته أحرزت تقدماً في منع غليان الوقود أثناء التخزين. في المقابل، أجرت سبيس إكس بالفعل اختبارات أولية لنقل الوقود داخل مركبة ستارشيب واحدة خلال اختبار الطيران الثالث، مما يُمهد للاختبار الأكثر طموحاً المقرر في 2025.

المستقبل والآثار الاستراتيجية

تُمثل هذه المنافسة بين ماسك وبيزوس نقطة تحول في صناعة الفضاء، حيث تُوفر بديلاً قوياً لهيمنة سبيس إكس في خدمات الإطلاق. وجود منافس قوي مثل بلو أوريجين يُحفز الابتكار ويُقلل التكاليف، كما يُوفر خيارات بديلة للعملاء في حالة تعطل أحد الأساطيل الصاروخية.

تُساهم هذه التطورات في برنامج أرتيميس التابع لناسا، والذي يهدف إلى إعادة البشر إلى القمر. كما تُدعم خطط سبيس إكس الطموحة لإرسال بعثات مأهولة إلى المريخ، حيث ستُستخدم تقنية التزود بالوقود المداري كعنصر أساسي في هذه المهمات التاريخية.

Advertisement

يُتوقع أن يُحدد نجاح أو فشل اختبارات التزود بالوقود المقررة في 2025 و2026 مسار هذا السباق الفضائي الجديد، والذي قد يُعيد تشكيل مستقبل استكشاف الفضاء العميق للعقود القادمة.