أنجزت الجزائر القسم الأول من مشروع السكك الحديدية الرابط بين تندوف ومنجم جارة جبيليت، ما يعكس تقدماً مهماً في تطوير البنية التحتية لنقل خام الحديد.
أهمية مشروع السكك الحديدية
يُعد مشروع السكك الحديدية من أضخم مشاريع النقل في الجزائر، حيث يمتد على مسافة 950 كلم لربط منجم جارة جبيليت بموانئ الشمال. وقد تم بالفعل الانتهاء من أول 135 كلم من الخط، بما يتيح الانطلاق في عمليات شحن الخام بشكل تدريجي.
مشروع السكك الحديدية يدعم التنمية والتصدير
أوضح مدير الاتصال في الوكالة الوطنية لدراسات وتنفيذ استثمارات السكك الحديدية أن البنية التحتية والتجهيزات التقنية للمرحلة الأولى أنجزت بالكامل وفي الوقت المحدد. وأكد أن المشروع سيُحدث تحولاً في عمليات نقل المواد الخام من الجنوب إلى الشمال، كما يسهم في تسهيل التصدير نحو الأسواق العالمية.
بلغت نسبة الإنجاز العامة للمشروع أكثر من 80%، ويجري العمل على الجزء المتبقي الممتد من تندوف إلى حماقير بسرعة عالية. من المتوقع أن يُستكمل الخط كاملاً قبل نهاية السنة الجارية، مما يسمح باستغلال طاقة منجم جبيليت كاملة وتوفير وظائف جديدة للسكان المحليين.
تسعى وزارة الطاقة والمناجم إلى رفع الإنتاج السنوي من خام الحديد تدريجياً من 3 ملايين طن إلى 12 مليون طن في عام 2025، ثم إلى 40 مليون طن بحلول عام 2040. ويضم المنجم احتياطياً ضخماً يقدر بـ3.5 مليار طن، منها 1.7 مليار طن قابلة للاستغلال التجاري.
المشروع يعتمد على شراكة بين المكتب الوطني للسكك الحديدية وشركة CRCC الصينية، التي أنجزت نصف الخط تقريباً منذ 2023، كما أنشأت مصنعاً خاصاً لإنتاج البلوكات الإسمنتية اللازمة لتثبيت السكة بطاقة تصل إلى 1.2 مليون كتلة سنوياً. وتشارك أيضاً مؤسسة “كوسيدر للأشغال العمومية” الجزائرية في مراحل التنفيذ.
يسهم مشروع السكك الحديدية في تعزيز التكامل الاقتصادي بين مناطق التعدين والصناعة التحويلية، ويُعَدُّ خطوة نحو تنويع الاقتصاد الوطني بعيداً عن النفط والغاز. ويؤكد المراقبون أن نجاح مثل هذه المبادرات يبرز قدرة الجزائر على تطوير مواردها وتحقيق تنمية شاملة.