يواجه الاتحاد الأوروبي قراراً صحياً جدلياً قد يقلب موازين النظافة الصحية في المستشفيات والمنازل، حيث تدرس الوكالة الأوروبية للمواد الكيميائية (ECHA) تصنيف الإيثانول — المكوّن الأساسي في معقمات اليدين والمطهرات — كمادة خطرة محتملة مرتبطة بالسرطان ومضاعفات الإنجاب، في خطوة قد تؤدي إلى حظر أو تقييد استخدامه في منتجات النظافة والتطهير.
توصية داخلية تثير القلق العالمي
بحسب تقرير نشرته صحيفة “فاينانشيال تايمز” في العشرين من أكتوبر 2025، أصدرت إحدى مجموعات العمل التابعة للوكالة الأوروبية للمواد الكيميائية في العاشر من أكتوبر الجاري توصية داخلية تصنف الإيثانول كمادة سامة قد تزيد من خطر الإصابة بالسرطان ومضاعفات الحمل، مع الدعوة إلى استبداله في منتجات التنظيف والتطهير بمواد بديلة أكثر أماناً.
من المقرر أن تجتمع لجنة المنتجات المبيدة للجراثيم التابعة للوكالة بين 25 و28 نوفمبر 2025 لمناقشة التوصية. وإذا خلصت اللجنة إلى أن الإيثانول “مسرطن”، فسيوصى باستبداله، على أن يكون القرار النهائي من قبل المفوضية الأوروبية.
رد الوكالة: لا قرار نهائي بعد
أوضحت الوكالة الأوروبية للمواد الكيميائية أن الإيثانول قد “يظل معتمداً للاستخدامات المبيدة للجراثيم المقصودة، إذا اعتُبر آمناً في ضوء مستويات التعرض المتوقعة، أو إذا لم يُعثر على بدائل”، مؤكدة أنه “لم يُتخذ أي قرار بعد”.
ومع ذلك، حذّرت الصحيفة من أن إقرار هذا التصنيف قد يؤدي فعلياً إلى حظر شبه تام على العديد من المعقمات والمطهرات المستخدمة في المستشفيات والقطاع الغذائي والمنازل.
منظمة الصحة العالمية تعتبره آمناً
في المقابل، تصنف منظمة الصحة العالمية (WHO) كلاً من الإيثانول والأيزوبروبانول على أنهما آمنان للاستخدام في نظافة اليدين، وتعتبرهما “المعيار الذهبي” للنظافة في القطاع الصحي، حيث يستخدم الأطباء والممرضون معقمات اليد المعتمدة على الإيثانول ما يصل إلى 100 مرة يومياً لحماية أنفسهم ومرضاهم من العدوى.
ويُقدّر أن عدوى المستشفيات المرتبطة بالرعاية الصحية تتسبب في وفاة 90 ألف شخص سنوياً في الاتحاد الأوروبي، وتكلف المنطقة 7 مليارات يورو سنوياً، وأن الإيثانول هو المطهر الأكثر فعالية المتاح لمكافحة هذه العدوى.
