أطلقت دولة الإمارات، عبر مؤسساتها الصحية الوطنية، برنامج “صحة المجتمع” في عام 2025، في خطوة استراتيجية تهدف إلى تعزيز جودة الحياة لجميع سكان الدولة وتحويل مفهوم الرعاية الصحية من العلاج التقليدي إلى الوقاية الاستباقية، وتنمية الوعي الصحي بين الأفراد والأسَر في مختلف المناطق.
برنامج وطني بآفاق شاملة
يركز البرنامج على تطوير مهارات الكوادر الطبية والتمريضية، ورفع كفاءتهم لخدمة المجتمع عبر حملات توعوية وفحوصات دورية، وبناء شبكات دعم صحية محلية للشباب وكبار السن وذوي الاحتياجات الخاصة. ويعد أول برنامج وطني متكامل متخصص في صحة المجتمع، ويربط بين المبادرات الحكومية المتقدمة مثل الخدمات الرقمية للتشخيص المبكر، وبرنامج “مسار” لتحسين جودة الحياة داخل المدارس، والمبادرة الذكية لتطوير بيانات الرعاية الصحية والوقائية باستخدام الذكاء الاصطناعي. تأتي هذه الخطوات لتعكس التزام الإمارات بتطوير منظومة رعاية صحية ذكية وقائية ومستدامة تواكب تحديات المستقبل، انسجاماً مع مستهدفات رؤية “نحن الإمارات 2031”.
المبادرات والمشاريع النوعية
يشمل البرنامج عدة مبادرات استراتيجية منها:
- الفحص الشامل للأمراض المزمنة وتقديم الاستشارات الطبية والنفسية لجميع أفراد المجتمع.
- دعم برامج الصحة المدرسية بالتركيز على الوقاية والتغذية السليمة وتعزيز نشاط الطلبة البدني والذهني.
- إطلاق منصة التفاعل مع أفراد المجتمع لجمع آرائهم واقتراحاتهم حول تطوير الخدمات الصحية.
- مشروع التدقيق الذكي على المنشآت الصحية عبر الذكاء الاصطناعي لتحقيق أعلى معايير الأمان والجودة.
- برنامج “حياة” للتبرع بالأعضاء وزراعتها، والذي حقق نتائج رائدة إقليمياً لدعم الحالات الحرجة والارتقاء بنسب الشفاء.
أهداف البرنامج
- تحويل الرعاية الصحية من الاستجابة للأمراض إلى الوقاية المبكرة ومكافحة عوامل الخطر.
- رفع مستوى الوعي الصحي وغرس ثقافة المسؤولية لدى كافة فئات المجتمع.
- ضمان التكامل بين القطاعين الحكومي والخاص في تقديم أفضل الخدمات الصحية.
- الاستثمار في تطوير مهارات الكوادر الطبية والتقنية الوطنية، بالشراكة مع كبرى المؤسسات العالمية.
تأكيد إماراتي على الاستدامة والابتكار
أكد معالي عبد الرحمن العويس، وزير الصحة ووقاية المجتمع، أن إطلاق البرنامج ومجموعة المبادرات النوعية خلال معرض ومؤتمر الصحة العربي هذا العام يمثلان نقلة نوعية في تحقيق تنافسية القطاع الصحي الإماراتي إقليمياً وعالمياً. كما شدد قادة القطاع على أهمية تعزيز التكامل المؤسسي واستخدام التقنيات الحديثة في بناء مظلة صحية وقائية شاملة ومستدامة تواكب تطلعات الإمارات للريادة العالمية.
واعتبر مسؤولون وأطباء أن البرنامج ليس فقط منصة لتنفيذ الاستراتيجيات الصحية، بل حافز رئيسي لتعزيز مفاهيم الشراكة المجتمعية وتحفيز أنماط الحياة الصحية بين جميع أفراد الدولة، ما يرسخ نموذج الإمارات كمرجعية للابتكار والاستدامة وجودة الحياة الصحية على المستوى العالمي.
هكذا تمضي الإمارات بخطوات متسارعة نحو بناء مجتمع أكثر صحة وسعادة، واضعة صحة الإنسان وجودة حياته في قلب استراتيجيتها الوطنية للمستقبل.