أطلق علماء بريطانيون مشروعاً علمياً طموحاً لإنشاء الحمض النووي البشري الاصطناعي، في خطوة تُعد الأولى من نوعها عالمياً وتفتح آفاقاً جديدة في علم الأحياء.
العقل المدبر وراء مشروع الحمض النووي البشري الاصطناعي
يقود المشروع البروفيسور جايسون تشين من معهد إليسون للتكنولوجيا بجامعة أكسفورد، بالتعاون مع خمس جامعات بريطانية مرموقة، من بينها كامبريدج ومانشستر. وقد حصل المشروع على تمويل أولي بقيمة 10 ملايين جنيه إسترليني من مؤسسة “ويلكوم ترست”.
سبق لفريق تشين أن نجح في تخليق الجينوم الكامل لبكتيريا الإشريكية القولونية، لكن التحدي الحالي يتمثل في أن الجينوم البشري أكثر تعقيداً بنحو 700 مرة.
الدكتور جوليان سيل، المشارك في المشروع، أشار إلى أن “لا حدود لإمكانيات هذا العمل، ونسعى من خلاله لتطوير علاجات تعزز الشيخوخة الصحية وتقلل من الإصابة بالأمراض”.
التحديات الأخلاقية التي تواجه مشروع الحمض النووي البشري الاصطناعي
رغم الطموحات العلمية، أثار المشروع نقاشاً واسعاً حول مخاطره الأخلاقية. ويحذر النقاد من استخدام هذه التقنية في إنتاج “أطفال مصممين” أو أسلحة بيولوجية، أو ظهور طفرات غير متوقعة تنتقل وراثياً.
الدكتورة بات توماس نبهت إلى أن التكنولوجيا يمكن إعادة توظيفها لأغراض ضارة، رغم نوايا العلماء الطيبة. أما البروفيسور بيل إيرنشو، فقد أكد أن “التكنولوجيا خرجت عن السيطرة، وقد يصعب ضبطها مستقبلاً”.
البعد الأخلاقي والاجتماعي لمشروع الحمض النووي البشري الاصطناعي
للتعامل مع هذه التحديات، يتضمن المشروع برنامجاً للبحث الاجتماعي والأخلاقي تقوده البروفيسورة جوي تشانغ من جامعة كنت. وتهدف المبادرة إلى إشراك المجتمع العلمي والعام في مناقشة الأبعاد الأخلاقية للمشروع.
سيعمل فريق تشانغ مع مؤسسات مدنية حول العالم لتقييم الأثر الاجتماعي للتقنيات الجديدة المرتبطة ببناء الجينوم من الصفر.
السياق التاريخي لمشروع الحمض النووي البشري الاصطناعي
يأتي هذا المشروع بعد مرور 25 عاماً على مشروع الجينوم البشري الذي مكّن العلماء من قراءة كامل الشيفرة الوراثية البشرية. أما المشروع الجديد، فيسعى إلى “كتابة” الحمض النووي وصنعه بشكل كامل.
توم كولينز، مدير البحوث في “ويلكوم”، صرح بأنهم اختاروا تطوير هذه التقنية بشكل مسؤول بدلاً من تجاهلها وترك المجال مفتوحاً لجهات أخرى.