كشفت دراسة علمية حديثة، نُشرت عبر موقع “ساينس أليرت”، أن التعرض للضوء خلال ساعات الليل، لا سيما في المدن الكبرى، قد يزيد من خطر الإصابة بأمراض القلب مثل النوبات القلبية، وفشل القلب، والسكتات الدماغية.
وأوضحت الدراسة، التي أجراها فريق دولي من الباحثين، أن اضطراب الساعة البيولوجية للجسم نتيجة الإضاءة الليلية يؤثر سلبًا على وظائف داخلية حيوية، مثل ضغط الدم وتنظيم السكر، مما يشكل تهديدًا خفيًا لصحة القلب. فالجسم يعتمد على الضوء لتحديد أوقات النوم والاستيقاظ، وأي خلل في هذا النظام قد يؤدي إلى اضطرابات صحية خطيرة.
واعتمد الباحثون في دراستهم على بيانات أكثر من 88 ألف شخص بالغ، ارتدوا أجهزة استشعار ضوئية في معاصمهم لمدة أسبوع، وتمت متابعة حالتهم الصحية على مدار نحو عشر سنوات. وقد تم تصنيف المشاركين وفقًا لمستويات تعرضهم للضوء الليلي، وتبيّن أن 10% ممن تعرضوا لأعلى مستويات الإضاءة كانوا أكثر عرضة للإصابة بمشاكل قلبية، حتى بعد احتساب عوامل مثل التدخين، والنظام الغذائي، والنشاط البدني، والوضع الاقتصادي.
وأظهرت النتائج أن النساء كانوا أكثر تأثرًا بالإضاءة الليلية، كما برز التأثير بشكل واضح بين الفئات العمرية الشابة، خاصة فيما يتعلق بفشل القلب والرجفان الأذيني. ويرجّح الباحثون أن من بين الآليات المحتملة لهذا التأثير هو “فرط التجلط”، أي زيادة قابلية الدم للتجلط، وهي حالة ترتبط غالبًا باضطرابات الساعة البيولوجية.
وفي ضوء هذه النتائج، أوصى الباحثون بضرورة الحد من التعرض للضوء ليلاً، من خلال إطفاء الأجهزة الإلكترونية واستخدام الستائر المعتمة، مؤكدين أن هذه الإجراءات البسيطة قد تساهم بشكل فعّال في الوقاية من أمراض القلب.