شهد العنف المنزلي في ألمانيا تصاعداً مقلقاً عام 2024، حيث بلغ عدد الضحايا المسجلين رسمياً 265,942 شخصاً. يمثل هذا الرقم أعلى مستوى يُسجَّل في البلاد، بزيادة نسبتها 3.7% مقارنة بالعام السابق، وكالة الأنباء الألمانية “د ب أ”.
النساء الأكثر تضرراً من العنف المنزلي في ألمانيا
تُعد النساء الفئة الأكثر عرضة للعنف المنزلي في ألمانيا، إذ يمثلن نحو 80% من إجمالي الضحايا. وتحديداً، تعرضت 171,069 امرأة للعنف من قبل شركائهن الحاليين أو السابقين. أما عدد ضحايا العنف الأسري الداخلي خارج العلاقات الزوجية، فقد بلغ 94,873 شخصاً، 54% منهم فتيات ونساء.
تصريحات رسمية تُبرز خطورة العنف المنزلي في ألمانيا
قالت وزيرة الداخلية الألمانية إن بلادها تشهد جريمة قتل لامرأة كل يوم تقريباً، وإن امرأة أو فتاة تتعرض للعنف كل ثلاث دقائق. وأكدت أن النساء يقعن ضحايا لأنهن نساء، ووصفت هذا الواقع بأنه “لا يُطاق”.
من جانبها، أكدت وزيرة شؤون الأسرة أن شخصاً واحداً يتعرض للعنف المنزلي كل دقيقتين تقريباً. وبيّنت أن ما يقارب 400 امرأة يتعرضن للعنف يومياً، ما يجعل الظاهرة أزمة مجتمعية خطيرة.
وفق البيانات الرسمية، قُتلت 360 امرأة في ألمانيا عام 2023، من بينهن 155 على يد شركائهن. ويدل هذا على أن الجاني غالباً ما يكون من المقربين. وذكر تقرير الشرطة الجنائية الاتحادية أن غالبية الجرائم تُرتكب على أساس النوع الاجتماعي.
أسباب ارتفاع العنف المنزلي في ألمانيا
عزت وزارة شؤون الأسرة هذا الارتفاع إلى الأزمات المجتمعية والتحديات النفسية، إضافة إلى وجود وعي متزايد يدفع الضحايا للإبلاغ. لكن ذلك لا يُنقص من خطورة الأرقام التي تشير إلى ارتفاع بنسبة تقارب 14% خلال خمس سنوات.
تشريعات جديدة لمواجهة العنف المنزلي في ألمانيا
اعتمد المجلس الاتحادي الألماني قانوناً جديداً لتعزيز حماية ضحايا العنف المنزلي. يُلزم القانون الولايات بتقديم خدمات حماية واستشارات، ويمنحها 2.6 مليار يورو بين 2027 و2036 لهذا الغرض.
وسيدخل الحق القانوني في الحصول على الاستشارات المجانية حيز التنفيذ في الأول من يناير 2032. وتُعد هذه الخطوة جزءاً من استراتيجية طويلة الأمد تهدف إلى تقليص آثار العنف المنزلي في ألمانيا وتحسين حياة الضحايا.