شهد المجال الطبي والتقني إنجازًا غير مسبوق مع نجاح شركة “نيورالينك”، المملوكة لرائد الأعمال إيلون ماسك، في زراعة شريحة إلكترونية في دماغ مريضة تعاني من الشلل الكامل، ما يعد خطوة ثورية في علاج الإعاقات الحركية وتطوير واجهات الدماغ-الآلة.
تفاصيل العملية والنتائج الأولية
- أجريت الجراحة لمريضة تعاني من شلل دام أكثر من 20 عامًا، إذ تم زراعة شريحة دقيقة تُدعى “The Link” أو “N1 Implant” في منطقة متخصصة من الدماغ مسؤولة عن الأوامر الحركية.
- نجحت المريضة – التي عرّفت نفسها باسم أودري كروز (P9) – في استخدام الشريحة للتحكم في جهاز كمبيوتر بواسطة التفكير فقط، وكتبت اسمها لأول مرة منذ حادثة سببت شللها قبل عقدين.
- تستخدم الشريحة مجموعة من الخيوط الدقيقة تحتوي على أكثر من 1000 قطب كهربائي، وتنقل أوامر الدماغ لاسلكيًا إلى الأجهزة الرقمية، ما يسمح للمريضة بالتفاعل مع البيئة الرقمية بشكل مباشر.
كيف تعمل شريحة نيورالينك؟
- تم تطوير الشريحة لتترجم نشاط الخلايا العصبية إلى إشارات رقمية تتم معالجتها في الزمن الحقيقي، وتقوم بتوصيل الدماغ بأجهزة الكمبيوتر أو الأجهزة الأخرى من خلال واجهة لاسلكية آمنة.
- هذه التقنية تستهدف بالأساس المرضى المصابين بالشلل الحاد أو إصابات الحبل الشوكي، إذ توفر لهم إمكانية استعادة قدر من الاستقلالية في الحياة اليومية، مثل التحكم في الهواتف الذكية والكراسي المتحركة وحتى الأطراف الروبوتية.
آفاق وتطلعات مستقبلية
- كشفت الشركة عن نيتها توسيع التجارب السريرية لتشمل 20-30 مريضًا إضافيًا خلال 2025، مع توقعات بأن تصبح عمليات زرع الشريحة علاجًا روتينيًا مستقبلاً لمساعدة الكثيرين حول العالم.
- تهدف نيورالينك إلى إيصال تقنيتها لاحقًا لفئات أوسع ليستفيد منها ليس المصابون بالشلل فحسب، بل أيضًا من فقدوا القدرة على البصر أو يعانون مشكلات عصبية معقدة.
أمل جديد للمصابين بالإعاقات العصبية
هذا الإنجاز يعكس قدرة الإنسان على توظيف الذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا لعلاج مشكلات مستعصية، وتقديم فرصة واقعية لآلاف المرضى حول العالم لاستعادة أبسط حقوقهم اليومية في التواصل والحركة والاستقلالية.
قصة المريضة مع شريحة نيورالينك لم تعد مجرد خيال علمي، بل واقع ملموس يبشر بحقبة جديدة في الطب العصبي وتقنيات الدماغ.