حذر الدكتور أحمد الفرا، مدير مستشفى الأطفال في مجمع ناصر الطبي، من ارتفاع أعداد ضحايا التجويع في قطاع غزة، مع تركيز خاص على الأطفال، ما لم يتم السماح بسرعة دخول المواد الغذائية وحليب الأطفال إلى القطاع. وفقا لقناة الجزيرة.
وأشار الدكتور الفرا إلى أن نحو مليون طفل في غزة مهددون بخطر شديد جراء الجوع وسوء التغذية، موضحًا أن العديد من الأطفال في قسم التغذية في مستشفى ناصر يعانون من فقدان كبير في العضلات والأنسجة الدهنية، وتحولت أجسادهم إلى عظام مغطاة بالجلد فقط.
ولفت إلى أن نحو مليون مواطن في منطقة محافظة خان يونس، جنوب القطاع، يعانون من درجات متفاوتة من سوء التغذية، إلا أن الحالة الأخطر تتركز بين الأطفال بسبب نقص حليب الرضاعة.
وفي حديثه لقناة الجزيرة، أكد الدكتور الفرا أن الأمهات يلجأن إلى استخدام المحليات والماء، وأحيانًا شوربة العدس لإطعام أطفال لا تتجاوز أعمارهم أشهرًا قليلة، وهو ما يخالف البروتوكولات الدولية الخاصة بالتغذية.
وأوضح أن الأطفال أكثر تأثرًا بسوء التغذية مقارنة بالكبار، لأن أجسامهم أصغر وحصيلة الطاقة المخزنة في كبدهم محدودة، كما أن لديهم كميات أقل من العضلات والأنسجة الدهنية.
وأكد أن الحليب، سواء طبيعيًا أو صناعيًا، هو المصدر الأساسي للطاقة للأطفال، وعند انقطاعه لمدة 24 ساعة، ينخفض معدل استقلاب الطاقة في الجسم بنسبة 35%.
وحذر من أن استنفاد مصادر الطاقة يؤدي إلى توقف تدريجي للعمليات الحيوية في الجسم، ويُظهر ذلك بانخفاض حاد في ضغط الدم، ومعدل ضربات القلب والتنفس، ودرجة الحرارة، حتى تقل وظائف الكلى إلى أدنى مستوياتها.
وأشار إلى أن هذا التدهور يسبب اختلالًا في توازن أملاح الدم، وينتهي بدخول الطفل في حالة سبات عميق تُعد مرحلة ما قبل الوفاة، مضيفًا أن هذه المراحل تتقدم ببطء لدى الكبار مقارنة بالأطفال.