أثار مقطع فيديو لطبيب نساء وتوليد يرقص وهو يحمل طفلًا حديث الولادة بطريقة مثيرة للجدل، جدلًا واسعًا في مصر خلال الساعات الماضية، مما دفع نقابة الأطباء للتدخل فورًا واستدعائه للمثول أمام لجنة آداب المهنة.
أظهر الفيديو المتداول الطبيب وهو يجلس على ترولي بجانب أم وضعت مولودها حديثًا، حيث وضع الطفل أمامه وبدأ في أداء حركات راقصة على أنغام مهرجان شعبي. كما ظهر في مقطع آخر وهو يرقص رقصة لعبة “بابجي” الشهيرة ويرتدي طربوش أسود اللون واضعًا الطفل بين قدميه.
وصف كثيرون من المتابعين المشهد بأنه “سقوط أخلاقي” ومحاولة للحصول على الشهرة والترند على حساب مهنة الطب. وأعربوا عن قلقهم من أن هذا السلوك قد يعرض المولود للخطر ويؤثر سلبًا على صورة الأطباء في المجتمع.
تعليق نقابة الأطباء
في أول رد رسمي، أعلنت نقابة الأطباء في بيان رسمي استدعاء الطبيب المتخصص في أمراض النساء والتوليد للتحقيق أمام لجنة آداب المهنة. وأكدت النقابة رفضها القاطع لمثل هذه السلوكيات التي تتنافى مع قدسية مهنة الطب ومع القيم الإنسانية والمهنية والأخلاقية التي تفرض احترام خصوصية المرضى وصون كرامتهم.
وشددت النقابة على أنها لن تتهاون في اتخاذ الإجراءات الرادعة بحق أي عضو يسيء للمهنة أو يخل بواجباتها، مؤكدة التزامها الكامل بحماية شرف المهنة والحفاظ على ثقة المجتمع في الأطباء ورسالتهم السامية.
من جانبه، دافع الطبيب المتورط في الفيديو عن تصرفه، مؤكدًا أن الفيديو تم تصويره بموافقة الأب الذي كان حاضرًا وطلب منه ذلك. وأضاف: “الفيديو لطيف ومحترم ومفيهوش أي تجاوز والأم مظهرتش ولا فيه أي مشكلة”، مبررًا أن الاحتفال جاء بعد إتمام عملية الولادة بنجاح لسيدة كانت تحاول الإنجاب لفترة طويلة.

حذف الفيديو
وأوضح الطبيب أن والد الطفل كان موجودًا ولم تحدث أي مشكلة في طريقة حمله للطفل، مشيرًا إلى أنه احترم رأي الناس وحذف الفيديو من حساباته على مواقع التواصل الاجتماعي.
رغم دفاع الطبيب عن نفسه، تعالت الأصوات المطالبة بتشديد الرقابة داخل المستشفيات وعدم التساهل مع من يتعامل مع حياة الناس بخفة وتسلية. واعتبر النقاد أن الضحك والرقص داخل غرف العمليات سلوك غير مهني يفقد الفريق الطبي تركيزه ويعرض حياة المريض للخطر، كما يسيء إلى صورة المؤسسة الصحية بأكملها.
من المتوقع أن تتولى لجنة آداب المهنة بالنقابة مراجعة تفاصيل الواقعة بعد استدعاء الطبيب المعني وسماع أقواله، تمهيدًا لاتخاذ الإجراءات اللازمة وفقًا للوائح النقابية. وقد تصل العقوبات إلى الشطب من جدول نقابة الأطباء مما يترتب عليه منعه من ممارسة مهنة الطب.
تؤكد لائحة آداب المهنة ضرورة أن يكون الطبيب قدوة حسنة في المجتمع بالالتزام بالمبادئ والمثل العليا، وأن يراعي الأمانة والدقة في جميع تصرفاته وأن يلتزم السلوك القويم وأن يحافظ على كرامته وكرامة المهنة.
تأتي هذه الواقعة في سياق تزايد الجدل حول استخدام وسائل التواصل الاجتماعي من قِبل الأطباء، وضرورة الحفاظ على قدسية المهنة الطبية وآدابها، خاصة في بيئة العمل الحساسة مثل غرف الولادة والعمليات.