حقق فريق من علماء جامعة كاليفورنيا في لوس أنجلوس تقدماً ثورياً في علاج الصلع باستخدام جزيء PP405، عبر تطوير كريم موضعي يعيد تنشيط بصيلات الشعر النائمة ويحفز نمو الشعر الطبيعي.
الاكتشاف العلمي وراء علاج الصلع باستخدام جزيء PP405
قاد الدكتور وليام لوري، الخبير في بيولوجيا الخلايا الجذعية، فريقاً بحثياً متميزاً في جامعة كاليفورنيا، ضم الدكتورة هيثر كريستوفك والدكتور مايكل جونغ. استمر العمل على تطوير الجزيء قرابة عشر سنوات، حيث ركز الفريق على إعادة تنشيط الخلايا الجذعية في بصيلات الشعر الخاملة.
توصل الباحثون إلى أن البصيلات الصلعاء لا تفقد خلاياها الجذعية، بل تبقى في حالة سبات، وتحتاج فقط إلى إشارة بيولوجية معينة لإعادة تفعيلها. وهنا يأتي دور جزيء PP405.
آلية عمل جزيء PP405 في علاج الصلع
يتميز PP405 بآلية جديدة كلياً تعتمد على تثبيط ناقل البيروفات في الميتوكوندريا (MPC)، مما يعيق نقل البيروفات لإنتاج الطاقة، ويؤدي إلى تراكمه في السيتوبلازم.
هذا التراكم يحفز إنتاج إنزيم لاكتات ديهيدروجيناز، ما ينتج عنه تراكم اللاكتات. اللاكتات بدوره يرسل إشارات بيولوجية قوية تنقل الخلايا الجذعية من طور الراحة إلى طور النمو النشط، ما يُعيد تنشيط بصيلات الشعر وينتج شعراً نهائياً.
نتائج سريرية مبشرة باستخدام جزيء PP405
في المرحلة الأولى من التجارب السريرية، أظهر الكريم أماناً ممتازاً لدى 20 متطوعاً، مع عدم رصد أي آثار دوائية في الدم. خلال أسبوع واحد، لوحظ تفعيل ملحوظ للخلايا الجذعية.
أما في المرحلة الثانية التي شملت 78 مشاركاً، فقد حقق العلاج زيادة تتجاوز 20% في كثافة الشعر لدى 31% من المرضى بعد أربعة أسابيع. الجدير بالذكر أن العلاج أظهر قدرته على تحفيز نمو شعر جديد في مناطق خالية تماماً من النشاط الشعري.
دعم مالي واستثماري ضخم لعلاج الصلع باستخدام جزيء PP405
حصل المشروع على تمويل يتجاوز 30 مليون دولار من شركة جوجل فنتشرز. وأكدت كاثي فريدمان من الشركة أن النتائج السريرية والتوجه العلمي الفريد للعلاج يعكسان إمكانات كبيرة لتطوير علاج فعال وجذري للصلع.
السوق العالمية وتأثير علاج الصلع باستخدام جزيء PP405
تشهد سوق علاج تساقط الشعر نمواً مطرداً، ويتوقع أن تصل إلى 5.82 مليار دولار بحلول عام 2034. يعاني أكثر من 80% من الرجال و40% من النساء من تساقط الشعر، ما يجعل الحاجة إلى علاجات فعالة ضرورية أكثر من أي وقت مضى.
العلاج الجديد يأتي ليستهدف السبب الجذري لتساقط الشعر بدلاً من مجرد تأخير العملية كما تفعل العلاجات التقليدية، مما قد يُحدث تغييراً جذرياً في السوق.
تحديات مستقبلية تواجه علاج الصلع باستخدام جزيء PP405
رغم النتائج الواعدة، تبقى فترة التجربة السريرية قصيرة نسبياً. كما أن حجم العينة محدود، ما يستدعي إجراء تجارب أوسع وأطول لتقييم الاستدامة والفعالية.
أوضح الدكتور لوري أن العلاج قد لا يكون فعالاً للجميع، مشدداً على أهمية المرحلة الثالثة من التجارب المخطط لها عام 2026 لتوسيع قاعدة المشاركين والتأكد من سلامة النتائج.
الفرق بين PP405 والعلاجات التقليدية
بعكس المينوكسيديل الذي يحسن تدفق الدم، والفيناسترايد الذي يثبط هرمون DHT، فإن PP405 يستهدف المسار البيولوجي الأساسي لنمو الشعر. هذا الفارق قد يجعله أكثر فاعلية وأسرع تأثيراً من العلاجات التقليدية، التي تحتاج إلى استخدام طويل الأمد وتحقق نتائج محدودة.
توقعات مستقبلية لعلاج الصلع
من المتوقع أن يبدأ تسويق العلاج بعد نيله الموافقة التنظيمية بين عامي 2027 و2030. ويؤكد الباحثون أن نجاحه قد يمثل أول اختراق حقيقي في علاج الصلع الوراثي منذ عقود.
في المنطقة العربية، قد يشكل هذا العلاج حلاً عملياً وآمناً بديلاً عن الخيارات الحالية، مع ملاءمته لكافة أنواع البشرة والشعر.
هل نحن أمام نهاية الصلع؟
يمثل علاج الصلع باستخدام جزيء PP405 نقلة نوعية تجمع بين الابتكار العلمي والدقة البيولوجية. وإذا ما أثبتت التجارب الموسعة فعاليته، فقد يصبح الأمل المنتظر لملايين الأشخاص الذين يعانون من تساقط الشعر حول العالم.