أكد علماء الآثار وخبراء علوم الأغذية أن العسل طعام فريد لا يفسد أبداً عند تخزينه بشكل صحيح، وهو السبب وراء بقاء آلاف الأوعية المكتشفة في المقابر الأثرية صالحة للأكل بعد آلاف السنين.
اكتشافات أثرية تؤكد خصائص العسل الاستثنائية
في عام 1922 اكتُشف عسل عمره 3000 عام في مقبرة الملك توت عنخ آمون، وبقي حلو المذاق كما لو كان حديث الإنتاج. أما في جورجيا، فتم العثور على عسل عمره 5500 عام، مما يجعله أقدم بكثير من العسل المصري القديم. كما أكدت دراسة حديثة وجود بروتينات الغذاء الملكي وسكريات الهيكسوز المميزة للعسل في جرار برونزية عمرها 2500 عام في إيطاليا.
الآليات العلمية وراء لماذا لا يفسد العسل
انخفاض محتوى الماء والضغط الأسموزي: يحتوي العسل على نسبة رطوبة منخفضة تتراوح بين 16-18%، ما يمنع نمو البكتيريا والفطريات. النشاط المائي في العسل منخفض للغاية مقارنة بالحد الأدنى المطلوب لنمو الكائنات الدقيقة.
الحموضة الطبيعية: تتراوح درجة حموضة العسل بين 3.2-4.5، ما يخلق بيئة عدائية لمعظم البكتيريا. حمض الجلوكونيك الناتج عن إنزيم أكسيداز الجلوكوز يحافظ على استقرار العسل ويمنع الفساد.
إنتاج بيروكسيد الهيدروجين: عند تجديد النحل للرحيق، ينتج العسل بيروكسيد الهيدروجين الذي يعمل كمضاد طبيعي للبكتيريا، ويثبط نمو الميكروبات بشكل فعال لفترة طويلة.
التآزر المضاد للبكتيريا
التآزر بين بيروكسيد الهيدروجين وحمض الجلوكونيك يؤدي إلى تدمير جدار الخلية البكتيرية وتثبيط نموها، مع تقليل سمية المزيج بسبب تأثير السكريات المرتبطة بالضغط التناضحي.
النشاط المضاد للميكروبات الموثق علمياً
أثبتت دراسات متعددة فعالية العسل ضد الإشريكية القولونية والسالمونيلا والمكورات العنقودية الذهبية المقاومة للميثيسيلين. كما أظهرت أبحاث من تركيا أن جميع عينات العسل لديها نشاط مضاد للبكتيريا بدرجات متفاوتة حسب نوع الكائن الدقيق.
- العسل يبقى صالحاً للأكل آلاف السنين عند التخزين الصحيح.
- محتوى الماء المنخفض والضغط الأسموزي يمنع نمو البكتيريا.
- التآزر بين بيروكسيد الهيدروجين وحمض الجلوكونيك يحافظ على سلامة العسل.
