كشف بحث حديث نُشر في أغسطس 2025 عن قدرة نماذج “أورغانويدات ” الدماغ البشري (مزارع ثلاثية الأبعاد للخلايا العصبية تشبه تركيبة الدماغ) في إحداث طفرة جوهرية بمسار تطوير أدوية الزهايمر.
أورغانويدات
إنتاج AI
الأورغانويدات هي نماذج ثلاثية الأبعاد مصغرة للأعضاء أو الأنسجة الحيوية، تُزرع في المختبر لتقليد بنية ووظائف العضو الأصلي. تُستخدم هذه النماذج في البحث العلمي لدراسة تطور الأمراض، واختبار الأدوية، وفهم العمليات البيولوجية المعقدة بطريقة أكثر واقعية من استخدام الخلايا ثنائية الأبعاد أو الحيوانات.
أبرز النتائج والآليات الجديدة
- استخدم باحثون في “ShanghaiTech University” أورغانويدات ناتجة عن خلايا جذعية محوَّرة جينياً لمحاكاة الزهايمر الوراثي. أظهرت هذه النماذج ارتفاع مستويات بروتين بيتا-أميلويد السام وتراجع نضج الخلايا العصبية وزيادة تضررها.
- اكتشف الفريق أن فقدان الجين TMSB4X، المرمز للببتيد “ثايموزين بيتا 4” (Tβ4)، يفاقم الضرر العصبي في مراحل مبكرة من المرض.
- عند معالجة الأورغانويدات المصابة بالببتيد Tβ4، تحسنت وظيفة الخلايا العصبية وانخفضت مؤشرات المرض (تراكم الأميلويد، موت الخلايا)، وتم تأكيد النتائج أيضاً في فئران معدلة جينياً.
مسار مبتكر للعلاج
- يؤكد علماء من منصة Porosome Therapeutics أن العلاج الجزيئي المباشر يمكنه عكس علامات المرض في الأورغانويدات عبر هدفين رئيسيين:
- ترميم الوظيفة الإفرازية والتمثيل الغذائي للخلايا العصبية باستخدام تكنولوجيا “بوروسوم” النانوية.
- خفض مستويات بروتين تاو (Tau) السام أحد أشهر مؤشرات المرض وفق نهج معتمد من إدارة الغذاء والدواء الأميركية FDA.
- تطوير ببتيدات اصطناعية عبر الذكاء الاصطناعي لعلاج الخلل البروتيني المرتبط بالأميلويد.
التأثير العملي
- الأورغانويدات تتيح دراسة الآليات المرضية في مراحل مبكرة بدقة غير مسبوقة، واختبار فاعلية عدة مركبات علاجيّة واعدة بسرعة عالية.
- بالتوازي، استخدم باحثون تقنية “جرافين” لتحفيز تطور الأنسجة العصبية وحصد نتائج شبه فورية في التجارب المتعلقة بعلاج الزهايمر.
الخلاصة
من المتوقع أن تسرّع دراسات “أورغانويدات الدماغ البشري” اكتشاف الأهداف العلاجية وتطوير عقاقير جديدة مضادة الزهايمر، خاصة وأن بعض العلاجات التجريبية أظهرت عكس مسار المرض وتحسين القدرات العصبية خلال أسبوعين من العلاج. هذه التقنية تفتح الباب لأمل جديد في علاج وتأخير تطور الزهايمر في السنوات المقبلة.