في عالم التغذية الذي تتبدل قواعده بسرعة، لم يعد البيض والزبدة واللحم الأحمر خصوماً على المائدة، بل تحولوا إلى أبطال في الأنظمة الغذائية الحديثة. ومع دخول عام 2025، نشهد صعود ما يمكن تسميته بـ”عهد البروتين”، حيث باتت الدعوات لزيادة تناوله تتصدر نصائح الصحة واللياقة.
نجوم كمال الأجسام ومدونو التغذية يشجعون على استهلاك كميات هائلة من البروتين لبناء العضلات والحفاظ على الطاقة. لكن هل هذا النهج يناسب الجميع؟
الإجابة، بحسب المختصين، هي: بالتأكيد لا.
توضح أخصائية التغذية أليس كالاهاّن أن الرجل الأميركي العادي يستهلك أكثر من 55% فوق الكمية الموصى بها من البروتين، بينما تتجاوز المرأة هذا الحد بنسبة 35%. وتشير إلى أن الجسم لا يخزن الفائض من البروتين، بل يحوله الكبد إلى طاقة، وإن لم تُستخدم، تتحول إلى دهون.
البروتين في حد ذاته ليس هو المشكلة، فهو عنصر أساسي في إصلاح العضلات، وإنتاج الهرمونات، وتعزيز المناعة، ومنح الشعور بالشبع. لكن المشكلة تبدأ عندما يتحول إلى هوس، ويُختزل الطعام إلى معادلات رقمية بدلًا من كونه مصدرًا للمتعة والتغذية.
وتسلط دراسات حديثة الضوء على جانب مقلق، إذ تبين أن عددًا من خبراء التغذية أنفسهم يعانون من اضطرابات في الأكل، ما يطرح تساؤلات حول دقة الرسائل الغذائية التي نتداولها يوميًا.
وينصح المتخصصون بالعودة إلى البساطة: نظام غذائي متنوع وطبيعي، يشمل البيض، السمك، الحبوب، المكسرات، اللحوم، ومنتجات الألبان، دون إفراط في الحساب. فالصحة لا تعني الضغط النفسي ولا الهوس، بل تتحقق في التوازن، والاعتدال، والقدرة على الاستمتاع بالحياة.