أثار افتتاح أول عيادة من نوعها لعلاج “عدم الرغبة في الذهاب للعمل” في الصين ضجة واسعة على وسائل التواصل الاجتماعي وأوساط الصحة النفسية، بعدما بادرت مستشفى بمدينة تشينهوانغداو في إقليم خبي إلى عرض هذا النوع من الخدمات الاستشارية لمواجهة ضغوط العمل والاحتراق النفسي.
تفاصيل المبادرة
- بدأت العيادة كاستجابة لطلبات أولياء الأمور الذين استفادوا سابقاً من عيادة الأطفال الذين “لا يرغبون في الذهاب للمدرسة” وسألوا عن وجود خدمات مماثلة للبالغين الذين يواجهون صعوبات مع ضغوط العمل وانعدام الدافع.
- تركز العيادة على معالجة أعراض مثل التعب، التقلبات المزاجية، والإحساس بعدم جدوى العمل، دون تشخيصها مباشرة بالقلق أو الاكتئاب لتجنب وصمة العار.
كيف تعمل العيادة؟
- يُجرى تقييم نفسي وجسدي أولي، يبدأ بحوار مع المختصين لفهم الحالة العامة للمريض واستبعاد الأمراض العضوية مثل فرط نشاط الغدة الدرقية.
- تُوضع خطة علاجية تناسب كل حالة على حدة، قد تشتمل على استشارات سلوكية، ودعم نفسي، وتوصيات لتعديل روتين الحياة والنوم، بجانب تقنيات علاجية من الطب الصيني والغربي.
- تهدف العيادة إلى مساعدة من يعانون من الاحتراق المهني، فقدان الدافع، وضغوط العمل الشديد لاستعادة التوازن والقدرة على التعامل مع العمل بشكل صحي.
تفاعل المجتمع وانتشار الفكرة
- أثارت الفكرة تفاعلاً كبيراً بين الصينيين، حيث رأى البعض أنها تقنين لمشاكل متزايدة يعاني منها جيل جديد من الموظفين تحت ضغط ساعات العمل الطويلة وثقافة العمل المتواصل.
- وتأتي هذه الخطوة في ظل بروز ظواهر اجتماعية مثل “الانسحاب الصامت” و”التسطح الوظيفي” بين الشباب الصيني، وما صاحبها من مطالبات بتوازن أفضل بين الحياة والعمل.
نموذج رائد في رعاية الصحة النفسية
- المبادرة لاقت إشادات من متخصصين أثنوا على كسر الصورة النمطية ورفع الوعي بآثار ضغوط العمل على الصحة النفسية.
- تعتمد العيادة على الدمج بين العلاج النفسي والسلوكي وتقنيات مساندة من الطب الصيني، في بيئة آمنة تساعد المرضى على الحديث عن مشكلاتهم دون تعرضهم للضغط أو الإحراج.
رأي الخبراء
- يؤكد القائمون على العيادة أن معظم الأعراض التي تظهر على المرضى ليست مجرد تهاون أو كسل بل هي انعكاس لمشكلات عميقة في بيئة العمل أو نمط الحياة الحديث.
- يقدم الفريق نصائح ونماذج لتقليل الضغوط وإدارة التوتر وتنمية مهارات التكيف مع متطلبات العمل العصري.
افتتاح هذه العيادة يمثل مؤشراً على تنامي الاهتمام بالصحة النفسية في الصين، ودعوة للمؤسسات حول العالم للنظر بجدية أكبر إلى قضايا الاحتراق المهني وفقدان الدافع الوظيفي.