اليونيسف صرّحت إن وضع الأمهات والرضع في غزة لم يكن أبداً أسوأ مما هو عليه الآن

مشهد يعكس الكارثة الصحية والإنسانية في مستشفيات القطاع مع تكدس المرضى وشح الموارد الطبية

فريق التحرير
فريق التحرير

ملخص المقال

إنتاج AI

حذرت اليونيسف من أن الأمهات والأطفال حديثي الولادة في غزة يواجهون أزمة صحية غير مسبوقة بسبب الحصار ونقص الوقود وانهيار النظام الصحي، مما أدى إلى ولادات في ظروف بدائية وارتفاع وفيات الخدج، ودعت إلى تدخل دولي عاجل.

النقاط الأساسية

  • اليونيسف تحذر: الأمهات والأطفال في غزة يواجهون أسوأ أزمة صحية على الإطلاق.
  • نقص حاد في الوقود والإمدادات الطبية يهدد حياة الرضع والأمهات في غزة.
  • دعوات دولية للتدخل العاجل لإنقاذ الأمهات والأطفال من المجاعة والأمراض.

في تحذير وصفته مؤسسات دولية بـ”الإنذار الأحمر”، أكدت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف) أنّ الأمهات والأطفال حديثي الولادة في غزة يعيشون اليوم أسوأ أزمة صحية في تاريخ القطاع. جاء ذلك وسط تفاقم الحصار، نقص الوقود، وانهيار البنية الصحية، في وقت تتصاعد فيه أعداد النازحين إلى مستشفيات الجنوب المزدحمة بالمرضى.

وقال المتحدث باسم اليونيسف جيمس إلدر إن الوضع “لم يكن أبداً أكثر سوءاً مما هو عليه الآن”. وأوضح أن الممرات في مستشفى ناصر بخان يونس أصبحت بمثابة أجنحة ولادة مكتظة، حيث تضع النساء أطفالهن على الأرض أو في ظروف بدائية، بلا أجهزة دعم حيوية أو رعاية طبية أساسية. وأضاف: “نشاهد أمهات يلدن دون تخدير أو أدوات معقمة، ورضع يقاتلون من أجل الحياة دون حاضنات أو أكسجين”.

التدهور لم يقتصر على غياب الإمكانات الطبية فحسب، بل طال حتى أساسيات الحياة. فمع استمرار انقطاع الكهرباء ونقص الوقود، توقفت وحدات الحضّانات في معظم المستشفيات تقريباً، ما أدى إلى ارتفاع معدلات وفيات الأطفال الخدج. وتفيد تقارير محلية أن أكثر من 60% من الأمهات في غزة لا يحصلن على رعاية ما بعد الولادة، فيما يضطر بعضهن لقطع مسافات طويلة سيراً على الأقدام وسط القصف للوصول إلى أي نقطة طبية قد تقدم لهن الحد الأدنى من المساعدة.

الأمم المتحدة بدورها وصفت الوضع بأنه “كارثة إنسانية غير مسبوقة”، مشيرة إلى أن ما يُسمى بـ”المناطق الآمنة” في غزة ليست سوى أوهام. وأكدت أن استهداف الملاجئ والمستشفيات حوّلها إلى أماكن غير آمنة، مضيفة أن آلاف الأطفال يواجهون خطر الموت جوعاً أو بسبب أمراض يمكن علاجها بسهولة في ظروف طبيعية.

دعوات عاجلة للتدخل الدولي

اليونيسف، ومعها منظمات الصحة العالمية وبرنامج الغذاء العالمي، ناشدت المجتمع الدولي التدخل العاجل لإدخال إمدادات طبية وغذائية، وإنشاء ممرات إنسانية تتيح وصول الأدوية والمساعدات للأمهات والمواليد. وأكدت أن التأخير في الاستجابة يعني “حُكماً بالموت” على جيل كامل من الأطفال الرضع.

Advertisement

كما شددت تقارير المنظمات الإغاثية على خطورة انتشار الأمراض المعدية، خاصة بين الرضع الذين يفتقرون لأي لقاحات أو حماية من العدوى. وأوضحت أن نقص المياه النظيفة وسوء التغذية يضاعفان احتمالات إصابة الأمهات بالتهابات خطيرة قد تفقدهن حياتهن في غياب أي علاج.

وتخشى المؤسسات الدولية أن يؤدي استمرار هذه الظروف إلى مجاعة موضعية، إذ تفتقر الأمهات المرضعات للغذاء الكافي الذي يتيح لهن إرضاع أطفالهن، ما يهدد حياة آلاف الرضع الذين يعتمدون على الحليب الطبيعي كمصدر وحيد للبقاء.

في ختام بيانها، أكدت اليونيسف أنّ إنقاذ الأمهات والأطفال في غزة يتطلب “تحركاً سياسياً عاجلاً وإرادة دولية جدية”، وأن أي تأخير إضافي سيضاعف من أعداد الضحايا، مشددة أن صرخة الأمهات في غزة هي نداء للعالم بأسره.