نقلة نوعية في أدوات التشخيص الطبي الحديث
نجح فريق بحثي في تطوير نموذج ذكاء اصطناعي قادر على اكتشاف سرطان بطانة الرحم بدقة غير مسبوقة بلغت 99%.
ويأتي هذا الإنجاز في الحيز الكبير لاستخدامات تقنيات الذكاء الاصطناعي في القطاع الصحي، حيث أصبحت الخوارزميات الذكية تؤدي دوراً محورياً في تحليل كميات كبيرة من البيانات الطبية في وقت قياسي، لتحسين دقة التشخيص وسرعة اكتشاف الأمراض مبكراً.
وقد أثبتت هذه التقنية فعاليتها في عدد من المجالات الطبية مثل: التصوير الشعاعي، وتحليل صور الأشعة والرنين المغناطيسي.
نموذج ECgMLP الجديد للكشف عن السرطان
يُعتبر سرطان بطانة الرحم من أكثر أنواع السرطان التي تصيب النساء، لكن التحدي الأكبر يكمن في اكتشافه في مراحله المبكرة، حيث غالبًا ما تمر الأعراض دون ملاحظة.
هنا يبرز دور نموذج الذكاء الاصطناعي الجديد ECgMLP، الذي أثبت تفوقًا واضحًا على النماذج السابقة التي لم تتجاوز دقتها 80%.
النموذج، المطور حديثًا، يتمتع بقدرة تحليلية عالية للصور الطبية، وقد دعّم الباحثون هذا التفوق بدراسة علمية تؤكد فاعليته في الكشف عن سرطان بطانة الرحم.
حيث تعتمد هذه التقنية على آلية تحليل بصري متقدمة، تُحسن جودة الصور الطبية وتتخلص من العناصر غير الضرورية، مما يساعده في التركيز في الأنسجة المهمة، ثم يستخدم تقنيات الانتباه الذاتي المتطورة (نوع من تقنيات تعرف الأنماط الرقمية) لتحليل هذه الأنسجة بدقة فائقة وتقديم توقعات تشخيصية.
وقد أثبت النموذج فعاليته في مجالات أخرى أيضًا، فعند اختباره على أنواع مختلفة من السرطان، تمكّن من تعرّف سرطان القولون بدقة بلغت 98.57%.
سرطان الثدي بنسبة 98.2%، وسرطان الفم بنسبة 97.34%، مما يفتح آفاقًا واسعة لاستخدامه في مجالات طبية متعددة.
لا يقتصر دور هذا النموذج على تحسين نتائج التشخيص فقط، بل يمتد إلى دعم الأطباء في اتخاذ القرارات السريرية من خلال تعزيز فرص الكشف المبكر.
ومع أن تطبيق هذا النموذج بنحو واسع في المستشفيات ما يزال بحاجة إلى بعض الوقت، فإن نجاحه يُعد خطوة مهمة نحو توظيف هذه التقنية لتعزيز الرعاية الصحية، ليس كبديل عن الأطباء، بل كأداة قوية تُمكّنهم من أداء مهامهم بكفاءة أعلى وسرعة أكبر.