يُعرَّف مرض السكري بأنه حالة صحية مزمنة، أي أنها تستمر لفترة طويلة، وتؤثر بشكل أساسي على الطريقة التي يحول بها الجسم الطعام المتناول إلى طاقة قابلة للاستخدام. وبشكل أكثر تحديداً، يشير مصطلح السكري إلى مجموعة من الأمراض التي تعيق قدرة الجسم على تنظيم واستخدام سكر الدم، المعروف علمياً بالجلوكوز. يحدث هذا المرض عندما يعجز البنكرياس، وهو عضو حيوي في الجسم، عن إنتاج كمية كافية من هرمون الأنسولين، أو عندما تصبح خلايا الجسم غير قادرة على الاستجابة بفعالية للأنسولين الذي يتم إنتاجه، وهي حالة تُعرف بمقاومة الأنسولين.
محتويات الموضوع
دور الأنسولين والجلوكوز في الجسم
لفهم مرض السكري، من الضروري فهم الدور الحيوي الذي يلعبه كل من الجلوكوز والأنسولين في الجسم.
الجلوكوز
أو سكر الدم، هو المصدر الرئيسي للطاقة الذي تعتمد عليه خلايا الجسم، بما في ذلك خلايا العضلات والأنسجة المختلفة، وهو أيضاً الوقود الأساسي للدماغ. يحصل الجسم على الجلوكوز بشكل أساسي من الطعام الذي نتناوله، كما يقوم الكبد بتخزين وتصنيع الجلوكوز وإطلاقه في الدم عند الحاجة للحفاظ على مستويات الطاقة.
الأنسولين
فهو هرمون بروتيني يُفرز من خلايا متخصصة تسمى خلايا بيتا، موجودة في البنكرياس، وهي غدة تقع خلف المعدة. يعمل الأنسولين بمثابة مفتاح حيوي؛ فبعد إفرازه في مجرى الدم، ينتشر في الجسم ليسمح للجلوكوز بالدخول من الدم إلى داخل الخلايا لاستخدامه كوقود لإنتاج الطاقة. عندما يدخل الجلوكوز إلى الخلايا، ينخفض مستواه في الدم، وهذا الانخفاض بدوره يشير إلى البنكرياس لتقليل إفراز الأنسولين، في دورة تنظيمية دقيقة.
في حالة مرض السكري، تتعطل هذه الآلية. يتراكم الجلوكوز في مجرى الدم إما بسبب عدم إنتاج البنكرياس لكمية كافية من الأنسولين (كما في النوع الأول)، أو لأن خلايا الجسم أصبحت لا تستجيب بشكل جيد للأنسولين الموجود (مقاومة الأنسولين، كما في النوع الثاني وسكري الحمل). نتيجة لذلك، تُحرم الخلايا من مصدر الطاقة الرئيسي لها، مما يؤدي إلى الشعور بالتعب وظهور أعراض السكري الأخرى، بينما يسبب تراكم السكر في الدم أضراراً طويلة الأمد للأعضاء.
الانتشار المتزايد والتداعيات الأوسع لمرض السكري
إن الانتشار المتزايد لمرض السكري يمثل تحدياً صحياً عالمياً كبيراً يتجاوز كونه مجرد حالة فردية. تشير بيانات منظمة الصحة العالمية إلى زيادة هائلة في أعداد المصابين بالسكري على مستوى العالم، حيث ارتفع العدد من حوالي 200 مليون شخص في عام 1990 إلى ما يقدر بـ 830 مليون شخص في عام 2022. ومما يثير القلق بشكل خاص أن وتيرة انتشار المرض تتسارع في البلدان المنخفضة والمتوسطة الدخل مقارنة بالبلدان المرتفعة الدخل.
هل مرض السكري خطير؟ نعم، فهذه الأرقام وحدها تكفي للإجابة. هذا الانتشار الواسع له تداعيات خطيرة على الصحة العامة والأنظمة الصحية والاقتصاد. فالسكري يعد سبباً مباشراً لعدد كبير من الوفيات سنوياً (حوالي 1.6 مليون وفاة في عام 2021).
بالإضافة إلى كونه مساهماً رئيسياً في وفيات أخرى ناجمة عن أمراض الكلى (التي يسببها السكري) وأمراض القلب والأوعية الدموية. على سبيل المثال، تشير تقديرات مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها (CDC) في الولايات المتحدة إلى أن السكري هو السبب الرئيسي الثامن للوفاة هناك، ويكلف الاقتصاد مئات المليارات من الدولارات سنويًا نتيجة التكاليف الطبية المباشرة وفقدان الإنتاجية بسبب المرض.
علاوة على ذلك، هناك فجوة مقلقة في الحصول على العلاج؛ ففي عام 2022، لم يتلق أكثر من نصف المصابين بالسكري البالغين الأدوية اللازمة، وكانت هذه المشكلة أكثر حدة في البلدان منخفضة ومتوسطة الدخل. كل هذه العوامل مجتمعة تؤكد أن مرض السكري ليس مجرد مشكلة صحية فردية، بل هو قضية صحة عامة عالمية ملحة تتطلب استراتيجيات شاملة للوقاية والكشف المبكر والعلاج الفعال، مع ضرورة معالجة فجوات عدم المساواة في الوصول إلى الرعاية الصحية.
أنواع مرض السكري الرئيسية
يصنف مرض السكري بشكل عام إلى عدة أنواع رئيسية، لكل منها أسبابه وخصائصه وطرق إدارته. فهم الفروقات بين هذه الأنواع أمر بالغ الأهمية للتشخيص الدقيق والعلاج الفعال، وكذلك لتوجيه جهود الوقاية بشكل صحيح.
السكري من النوع الأول (Type 1 Diabetes)
يُعد السكري من النوع الأول حالة مزمنة، وغالباً ما يتم تشخيصه في مرحلة الطفولة أو المراهقة أو الشباب (لذلك كان يُعرف سابقًا باسم “سكري الأحداث” أو “سكري الشباب”)، على الرغم من إمكانية ظهوره في أي عمر.
يمثل هذا النوع نسبة أقل من إجمالي حالات السكري، تتراوح بين 5% إلى 10% فقط. السمة المميزة للنوع الأول هي الاعتماد الكلي على الأنسولين الخارجي مدى الحياة للبقاء على قيد الحياة، حيث يكون إنتاج الجسم للأنسولين قليلاً جداً أو معدوماً. غالباً ما تظهر أعراض هذا النوع بشكل مفاجئ وتكون أكثر حدة مقارنة بالأنواع الأخرى.
الأسباب:
من أسباب مرض السكري من النوع الأول هو تفاعل مناعي ذاتي، حيث يقوم الجهاز المناعي للجسم بمهاجمة وتدمير خلايا بيتا الموجودة في البنكرياس، وهي الخلايا المسؤولة عن إنتاج الأنسولين، وذلك عن طريق الخطأ.
يُصنف السكري من النوع الأول ضمن أمراض المناعة الذاتية. السبب الدقيق الذي يحفز هذا الهجوم المناعي الذاتي لا يزال غير مفهوم تماماً. يُعتقد أن هناك تفاعلاً بين الاستعداد الوراثي وعوامل بيئية معينة، مثل التعرض لبعض أنواع الفيروسات (كفيروسات النكاف، الحصبة الألمانية، أو الفيروسات المعوية) أو ربما بعض السموم البيئية، التي قد تعمل كمحفز لبدء العملية المناعية الذاتية لدى الأشخاص المؤهبين وراثياً. من المهم التأكيد على أن عادات النظام الغذائي أو نمط الحياة لا تسبب الإصابة بالسكري من النوع الأول.
عوامل الخطر:
تتضمن العوامل التي قد تزيد قليلاً من خطر الإصابة بالسكري من النوع الأول:
- التاريخ العائلي: وجود قريب من الدرجة الأولى (أب، أم، أخ، أخت) مصاب بالسكري من النوع الأول يزيد من الخطر بشكل طفيف.
- الوراثة: وجود جينات معينة يزيد من الاستعداد للإصابة.
- الجغرافيا: يلاحظ أن معدلات الإصابة بالسكري من النوع الأول تميل إلى الزيادة كلما ابتعدنا عن خط الاستواء.
- عوامل بيئية محتملة: التعرض لبعض الفيروسات في سن مبكرة، وربما عوامل أخرى مثل نقص فيتامين د (وفقًا لبعض الدراسات).
ملاحظة هامة:
من الضروري معرفة أنه لا توجد حالياً طريقة معروفة للوقاية من الإصابة بمرض السكري من النوع الأول.
السكري من النوع الثاني (Type 2 Diabetes)
هذا هو النوع الأكثر شيوعاً من مرض السكري، حيث يمثل حوالي 90% إلى 95% من جميع حالات السكري المشخصة. يحدث عادة لدى البالغين، وتزداد احتمالية الإصابة به مع التقدم في العمر (غالباً بعد سن 40 أو 45 عاماً)، ولكنه يشهد زيادة مقلقة في معدلات الإصابة بين الأطفال والمراهقين والشباب في العقود الأخيرة، بالتزامن مع زيادة معدلات السمنة.
على عكس النوع الأول، قد تكون أعراض السكري من النوع الثاني خفيفة جداً أو تتطور ببطء شديد على مدى سنوات، مما قد يؤدي إلى تأخر التشخيص أحياناً. وفي بعض الحالات، قد لا يلاحظ المصاب أي أعراض على الإطلاق، ويتم اكتشاف المرض عن طريق الصدفة أثناء الفحوصات الروتينية.
الأسباب:
ينشأ السكري من النوع الثاني بشكل أساسي نتيجة لمزيج من مشكلتين رئيسيتين تتطوران تدريجياً:
- مقاومة الأنسولين: تصبح خلايا الجسم (خاصة في العضلات والدهون والكبد) أقل استجابة لتأثير الأنسولين. ونتيجة لذلك، لا يتمكن الأنسولين من إدخال الجلوكوز إلى الخلايا بكفاءة، مما يؤدي إلى تراكم السكر في الدم.
- عدم كفاية إفراز الأنسولين: في المراحل الأولى، يحاول البنكرياس التعويض عن مقاومة الأنسولين عن طريق إنتاج كميات أكبر منه. ولكن مع مرور الوقت، قد تُصاب خلايا بيتا بالإرهاق وتفقد قدرتها على إنتاج ما يكفي من الأنسولين لتلبية احتياجات الجسم المتزايدة، مما يؤدي إلى ارتفاع مستويات السكر في الدم بشكل أكبر.
يرتبط تطور هاتين المشكلتين بشكل وثيق بالعوامل الوراثية (الاستعداد الجيني) والعوامل البيئية ونمط الحياة.
عوامل الخطر:
هناك العديد من العوامل التي تزيد بشكل كبير من احتمالية الإصابة بالسكري من النوع الثاني، وتشمل:
- زيادة الوزن أو السمنة: يعتبر هذا من أهم عوامل الخطر، خاصة تراكم الدهون في منطقة البطن.
- قلة النشاط البدني (الخمول): نمط الحياة غير النشط يساهم في زيادة الوزن ومقاومة الأنسولين.
- النظام الغذائي غير الصحي: استهلاك كميات كبيرة من الأطعمة المصنعة، والدهون المشبعة، والسكريات المضافة، والمشروبات المحلاة، وقلة تناول الألياف.
- التقدم في العمر: يزداد الخطر بشكل ملحوظ بعد سن 35 أو 45 عاماً.
- التاريخ العائلي: وجود إصابة بالسكري (خاصة النوع الثاني) لدى أحد الوالدين أو الإخوة يزيد من الاستعداد الوراثي.
- مقدمات السكري: وجود مستويات سكر دم أعلى من الطبيعي ولكن ليست ضمن نطاق السكري.
- تاريخ الإصابة بسكري الحمل: النساء اللاتي أصبن بسكري الحمل أكثر عرضة للإصابة بالنوع الثاني لاحقًا.
- العرق أو الأصول الإثنية: بعض المجموعات العرقية لديها استعداد أعلى للإصابة، بما في ذلك الأشخاص من أصول أفريقية، إسبانية، أمريكية أصلية، آسيوية، سكان جزر المحيط الهادئ، والعرب.
- ارتفاع ضغط الدم
- اضطراب مستويات الدهون في الدم: ارتفاع الكوليسترول الضار أو الدهون الثلاثية، أو انخفاض الكوليسترول الجيد.
- متلازمة المبيض المتعدد الكيسات (PCOS): حالة هرمونية شائعة لدى النساء.
- عوامل أخرى: انخفاض وزن الطفل عند الولادة أو الولادة المبكرة، التدخين، التوتر المزمن والاكتئاب.
سكري الحمل (Gestational Diabetes)
هو نوع من السكري يتم تشخيصه لأول مرة خلال فترة الحمل لدى نساء لم يكن لديهن تشخيص سابق بالسكري. يظهر عادةً في الثلث الثاني أو الثالث من الحمل (غالباً بين الأسبوع 24 و 28).
في معظم الحالات، تعود مستويات السكر في الدم إلى طبيعتها بعد الولادة بفترة قصيرة. قد لا تسبب الحالة أعراضاً واضحة، وغالباً ما يتم اكتشافها من خلال فحوصات الدم الروتينية التي تجرى أثناء متابعة الحمل.
الأسباب:
السبب الرئيسي هو التغيرات الهرمونية الطبيعية التي تحدث أثناء الحمل. تنتج المشيمة هرمونات ضرورية لدعم نمو الجنين، ولكن هذه الهرمونات يمكن أن تجعل خلايا الأم أقل استجابة للأنسولين (تسبب مقاومة الأنسولين).
عادةً، يستجيب بنكرياس الأم بإنتاج كمية إضافية من الأنسولين للتغلب على هذه المقاومة. ومع ذلك، إذا لم يتمكن البنكرياس من مواكبة هذه الحاجة المتزايدة للأنسولين، فإن مستويات السكر في الدم ترتفع، مما يؤدي إلى تشخيص سكري الحمل.
عوامل الخطر:
العوامل التي تزيد من احتمالية الإصابة بسكري الحمل تشمل:
- زيادة الوزن أو السمنة قبل الحمل
- قلة النشاط البدني
- التاريخ العائلي للإصابة بالسكري (النوع الثاني)
- الإصابة بسكري الحمل في حمل سابق
- ولادة طفل سابق بوزن كبير: (أكثر من 4 أو 4.1 أو 4.5 كجم حسب المصدر)
- التقدم في العمر: (عادة أكبر من 25 أو 30 عاماً)
- متلازمة المبيض المتعدد الكيسات (PCOS)
- الانتماء لعرق أو أصول إثنية معينة
- الإصابة بمقدمات السكري قبل الحمل
مرحلة ما قبل السكري (Prediabetes)
تمثل مرحلة ما قبل السكري حالة إنذار مبكر، حيث تكون مستويات السكر في الدم أعلى من المعدل الطبيعي ولكنها لم تصل بعد إلى الحد الذي يشخص به مرض السكري من النوع الثاني. هذه الحالة شائعة جدا، والكثير من المصابين بها لا يعلمون ذلك، غالبًا لعدم وجود أعراض واضحة.
تكمن أهمية التعرف على هذه المرحلة في أنها تزيد بشكل كبير من خطر التطور إلى السكري من النوع الثاني الكامل، بالإضافة إلى زيادة خطر الإصابة بأمراض القلب والسكتة الدماغية. الخبر الجيد هو أن اكتشاف مرحلة ما قبل السكري يتيح فرصة للتدخل؛ فمن خلال إجراء تغييرات في نمط الحياة، مثل تحسين النظام الغذائي وزيادة النشاط البدني وفقدان الوزن، يمكن في كثير من الأحيان إعادة مستويات السكر في الدم إلى المعدل الطبيعي أو على الأقل تأخير أو منع تطور المرض إلى السكري من النوع الثاني.
أهمية التمييز بين الأنواع
إن الفهم الدقيق للفروقات الجوهرية بين أنواع السكري المختلفة ليس مجرد تفصيل علمي، بل له أهمية بالغة على مستويات متعددة. أولاً، تختلف آليات حدوث المرض بشكل كبير؛ فالنوع الأول هو نتيجة هجوم مناعي ذاتي يؤدي إلى نقص مطلق في الأنسولين، بينما ينجم النوع الثاني عن مقاومة الأنسولين ونقص نسبي في إفرازه، ويرتبط بقوة بعوامل وراثية ونمط حياة. سكري الحمل له آلية خاصة مرتبطة بهرمونات الحمل.
هذه الاختلافات في الأسباب تنعكس مباشرة على استراتيجيات العلاج والوقاية. فبينما يتطلب النوع الأول العلاج بالأنسولين مدى الحياة، يمكن إدارة النوع الثاني في البداية بتغيير نمط الحياة والأدوية الفموية، وقد يحتاج إلى الأنسولين في مراحل لاحقة. أما سكري الحمل، فيمكن إدارته بالتغذية والرياضة، وقد يتطلب أدوية أو أنسولين بشكل مؤقت. الأهم من ذلك، أن جهود الوقاية المجتمعية يجب أن تركز بشكل أساسي على عوامل خطر النوع الثاني القابلة للتعديل (مثل الوزن، النشاط البدني، النظام الغذائي)، حيث لا توجد حالياً طرق للوقاية من النوع الأول.
علاوة على ذلك، فإن الخلط بين الأنواع يمكن أن يؤدي إلى مفاهيم خاطئة ووصمة عار غير مبررة، خاصة تجاه مرضى النوع الأول، حيث قد يُعتقد خطأ أن حالتهم ناتجة عن خيارات نمط حياتهم. لذلك، فإن نشر الوعي بالفروقات الدقيقة بين أنواع السكري يساعد على فهم أفضل للمرض، وتوجيه الدعم المناسب للمرضى، وتطبيق استراتيجيات الوقاية والعلاج الأكثر فعالية.
الأعراض الشائعة لمرض السكري وكيفية التشخيص
يعد التعرف على أعراض مرض السكري وفهم كيفية تشخيصه خطوة أساسية نحو الإدارة الفعالة للمرض والوقاية من مضاعفاته.
الأعراض العامة للسكري
على الرغم من وجود اختلافات طفيفة بين أنواع السكري، إلا أن هناك مجموعة من الأعراض الشائعة التي قد تظهر نتيجة لارتفاع مستوى السكر في الدم. تشمل هذه الأعراض:
- العطش الشديد (Polydipsia): الشعور المستمر بالحاجة إلى شرب الماء بكميات كبيرة.
- كثرة التبول (Polyuria): الحاجة المتكررة للذهاب إلى الحمام للتبول، بكميات أكبر من المعتاد، وقد يلاحظ البعض زيادة التبول ليلًا (خاصة في النوع الثاني).
- الجوع الشديد (Polyphagia): الشعور المستمر بالجوع أو زيادة الشهية، حتى بعد تناول الطعام بفترة قصيرة. يحدث هذا لأن الخلايا لا تحصل على الجلوكوز الذي تحتاجه للطاقة.
- فقدان الوزن غير المبرر: خسارة الوزن دون محاولة أو تغيير في النظام الغذائي أو النشاط البدني. يكون هذا العرض أكثر شيوعًا ووضوحاً في السكري من النوع الأول، حيث يبدأ الجسم في تكسير الدهون والعضلات للحصول على الطاقة بسبب النقص الحاد في الأنسولين.
- التعب والإرهاق: الشعور المستمر بالتعب والضعف ونقص الطاقة، نتيجة عدم قدرة الخلايا على استخدام الجلوكوز بشكل فعال.
- تشوش الرؤية: عدم وضوح الرؤية أو ضبابيتها، قد يكون ناتجًا عن تغير مستويات السوائل في عدسة العين بسبب ارتفاع سكر الدم.
- بطء التئام الجروح: الجروح أو القروح أو الكدمات تستغرق وقتًا أطول للشفاء من المعتاد، بسبب تأثير ارتفاع السكر على الدورة الدموية والأعصاب ووظائف المناعة.
- العدوى المتكررة: زيادة التعرض للإصابة بالعدوى، مثل التهابات الجلد (البكتيرية أو الفطرية)، التهابات اللثة، التهابات المسالك البولية، أو الالتهابات الفطرية المهبلية لدى النساء.
أعراض أخرى:
قد تشمل أيضًا جفاف الفم، حكة الجلد، الشعور بالخدر أو الوخز في اليدين أو القدمين (خاصة في النوع الثاني)، تغيرات في المزاج أو سهولة الاستثارة، وجود الكيتونات في البول (خاصة في النوع الأول)، التبول اللاإرادي ليلاً عند الأطفال الذين لم تكن لديهم هذه العادة (في النوع الأول)، ومشاكل في الانتصاب عند الرجال.
ملاحظات خاصة بالأعراض حسب النوع
من المهم ملاحظة أن طريقة ظهور الأعراض قد تختلف بين أنواع السكري:
- النوع الأول: غالبًا ما تظهر الأعراض بشكل مفاجئ وتكون شديدة وواضحة خلال فترة قصيرة (أيام أو أسابيع).
- النوع الثاني: قد تكون الأعراض خفيفة جدًا أو غائبة تمامًا في المراحل المبكرة، وتتطور ببطء على مدى سنوات عديدة. لهذا السبب، قد لا يدرك الكثير من الأشخاص إصابتهم بالمرض إلا بعد ظهور المضاعفات أو عند إجراء فحوصات الدم لأسباب أخرى.
- سكري الحمل: في كثير من الأحيان، لا تظهر أعراض ملحوظة. الأعراض التي قد تظهر، مثل التعب أو كثرة التبول، قد تُعزى خطأً إلى التغيرات الطبيعية في الحمل. الأعراض الأكثر وضوحًا مثل العطش الشديد قد تظهر فقط إذا ارتفعت مستويات السكر بشكل كبير.
إن غياب الأعراض الواضحة أو تطورها البطيء، خاصة في النوع الثاني وسكري الحمل ومرحلة ما قبل السكري، يؤكد على حقيقة مهمة: لا يمكن الاعتماد على ظهور الأعراض وحدها للكشف عن المرض.
فالكثير من الحالات، خاصة النوع الثاني وسكري الحمل، تُكتشف فقط من خلال الفحوصات المخبرية الروتينية أو الفحص الاستباقي للأشخاص المعرضين للخطر. لذلك، يُعد الفحص الدوري، خاصة للأفراد الذين لديهم عوامل خطر معروفة (مثل السمنة، التاريخ العائلي، قلة النشاط)، أمراً ضرورياً للكشف المبكر عن المرض أو مرحلة ما قبل السكري، مما يسمح بالتدخل في الوقت المناسب وتجنب أو تأخير المضاعفات الخطيرة.
طرق التشخيص المعتمدة
يعتمد تشخيص مرض السكري بشكل أساسي على قياس مستوى الجلوكوز (السكر) في الدم. ونظراً لأن مستويات السكر تتقلب على مدار اليوم وتتأثر بالوجبات، يتم استخدام اختبارات محددة ومعايير دقيقة لتأكيد التشخيص. يعتبر التشخيص المبكر أمراً بالغ الأهمية لبدء العلاج الفعال والحد من الأضرار طويلة الأمد.الاختبارات الرئيسية المستخدمة لتشخيص السكري ومقدمات السكري هي:
اختبار الهيموغلوبين السكري (Glycated Hemoglobin – A1c أو HbA1c):
يقيس هذا الاختبار نسبة الهيموغلوبين (البروتين الحامل للأكسجين في خلايا الدم الحمراء) المرتبط بالجلوكوز. نظراً لأن خلايا الدم الحمراء تعيش لمدة شهرين إلى ثلاثة أشهر، فإن هذا الاختبار يعطي صورة عن متوسط مستوى السكر في الدم خلال هذه الفترة السابقة.
الميزة: لا يتطلب الصيام قبل إجرائه.
المعايير التشخيصية (حسب الجمعية الأمريكية للسكري ADA ومايو كلينك):
- طبيعي: أقل من 5.7%.
- مقدمات السكري: 5.7% إلى 6.4%.
- السكري: 6.5% أو أعلى (عادةً ما يتطلب تأكيد النتيجة باختبار ثانٍ).
اختبار سكر الدم الصائم (Fasting Plasma Glucose – FPG):
يقيس مستوى الجلوكوز في الدم بعد فترة صيام لا تقل عن 8 ساعات (عادةً يتم إجراؤه في الصباح قبل تناول وجبة الإفطار).
المعايير التشخيصية:
- طبيعي: أقل من 100 ملغم/ديسيلتر (5.6 مليمول/لتر).
- مقدمات السكري: 100 إلى 125 ملغم/ديسيلتر (5.6 إلى 6.9 مليمول/لتر).
- السكري: 126 ملغم/ديسيلتر (7.0 مليمول/لتر) أو أعلى (عادةً ما يتطلب تأكيد النتيجة باختبار ثانٍ).
اختبار تحمل الجلوكوز الفموي (Oral Glucose Tolerance Test – OGTT):
يقيس هذا الاختبار كيفية تعامل الجسم مع كمية محددة من الجلوكوز. يتطلب صياماً طوال الليل، ثم يتم قياس سكر الدم الصائم. بعد ذلك، يشرب الشخص محلولاً يحتوي على كمية قياسية من السكر (عادة 75 جراماً)، ويتم قياس مستوى السكر في الدم مرة أخرى بعد ساعتين. يستخدم هذا الاختبار بشكل شائع لتشخيص سكري الحمل.
المعايير التشخيصية (بعد ساعتين):
- طبيعي: أقل من 140 ملغم/ديسيلتر (7.8 مليمول/لتر).
- مقدمات السكري: 140 إلى 199 ملغم/ديسيلتر (7.8 إلى 11.0 مليمول/لتر).
- السكري: 200 ملغم/ديسيلتر (11.1 مليمول/لتر) أو أعلى.
اختبار سكر الدم العشوائي (Random Plasma Glucose):
يتم أخذ عينة دم في أي وقت من اليوم، بغض النظر عن موعد آخر وجبة. يستخدم هذا الاختبار بشكل أساسي عندما يكون لدى الشخص أعراض واضحة وشديدة للسكري.
المعايير التشخيصية:
السكري: 200 ملغم/ديسيلتر (11.1 مليمول/لتر) أو أعلى، بالإضافة إلى وجود أعراض كلاسيكية لمرض السكري (مثل العطش الشديد، كثرة التبول، فقدان الوزن غير المبرر).6 في هذه الحالة، قد لا يتطلب الأمر إجراء اختبار تأكيدي ثانٍ.
الاختبار | المعدل الطبيعي | مقدمات السكري | السكري |
---|---|---|---|
الهيموغلوبين السكري (A1c) | أقل من 5.7% | 5.7% – 6.4% | 6.5% أو أعلى (في اختبارين منفصلين عادةً) |
سكر الدم الصائم (FPG) | أقل من 100 ملغم/دل (5.6 مليمول/لتر) | 100 – 125 ملغم/دل (5.6 – 6.9 مليمول/لتر) | 126 ملغم/دل (7.0 مليمول/لتر) أو أعلى (في اختبارين منفصلين عادةً) |
تحمل الجلوكوز (OGTT) (بعد ساعتين) | أقل من 140 ملغم/دل (7.8 مليمول/لتر) | 140 – 199 ملغم/دل (7.8 – 11.0 مليمول/لتر) | 200 ملغم/دل (11.1 مليمول/لتر) أو أعلى |
سكر الدم العشوائي | – | – | 200 ملغم/دل (11.1 مليمول/لتر) أو أعلى مع وجود أعراض واضحة للسكري |
فحوصات إضافية:
- فحص البول: يمكن استخدامه للكشف عن وجود الجلوكوز أو الكيتونات في البول. وجود الجلوكوز يشير إلى ارتفاع مستواه في الدم فوق العتبة الكلوية (حوالي 180 ملغم/دل)، لكنه لا يكفي للتشخيص وحده. فحص الكيتونات مهم بشكل خاص لمرضى النوع الأول، خاصة عند المرض أو ارتفاع السكر، للكشف المبكر عن خطر الحماض الكيتوني السكري.
- فحوصات لتحديد النوع الأول: قد يلجأ الأطباء أحياناً إلى قياس مستوى “الببتيد C” في الدم، وهو جزء يتكون عند إنتاج الأنسولين الذاتي، فنقصه الشديد يشير إلى النوع الأول. كما يمكن البحث عن وجود أجسام مضادة ذاتية معينة تهاجم خلايا البنكرياس، والتي تكون مميزة للنوع الأول.
طرق علاج مرض السكري
يهدف علاج مرض السكري بشكل أساسي إلى الحفاظ على مستويات السكر في الدم ضمن النطاق المستهدف قدر الإمكان، وذلك لتقليل الأعراض اليومية ومنع أو تأخير ظهور المضاعفات الحادة والمزمنة الخطيرة. على الرغم من عدم وجود علاج شافٍ لمرض السكري (بنوعيه الأول والثاني) في الوقت الحالي، إلا أنه يمكن إدارته والسيطرة عليه بفعالية من خلال مجموعة من الاستراتيجيات العلاجية.
يعتمد اختيار العلاج المناسب على نوع السكري، شدة الحالة، عمر المريض، حالته الصحية العامة، وجود مضاعفات أخرى، وتفضيلاته الشخصية. بشكل عام، يتضمن العلاج نهجًا متعدد الأوجه يجمع بين تعديلات نمط الحياة (وهي حجر الزاوية في العلاج)، والأدوية (الفموية أو الحقن)، والمراقبة الذاتية المنتظمة.
تعديلات نمط الحياة
تعتبر التغييرات في نمط الحياة أساسية لإدارة جميع أنواع السكري، وهي الخط الأول في علاج السكري من النوع الثاني ومقدمات السكري، وجزء لا يتجزأ من علاج النوع الأول وسكري الحمل.
النظام الغذائي الصحي:
الأهمية: يلعب الغذاء دوراً محورياً في التحكم بمستويات السكر في الدم.
التخطيط: يوصى بوضع خطة غذائية شخصية بالتعاون مع طبيب أو أخصائي تغذية معتمد، تأخذ في الاعتبار احتياجات المريض وتفضيلاته وأهدافه العلاجية.
المكونات الرئيسية:
يجب التركيز على تناول مجموعة متنوعة من الأطعمة الصحية، بما في ذلك:
- الخضروات والفواكه: غنية بالفيتامينات والمعادن والألياف.
- الحبوب الكاملة: مثل الشوفان، والأرز البني، والخبز الأسمر، بدلاً من الحبوب المكررة.
- البروتينات الخالية من الدهون: مثل الأسماك، والدواجن منزوعة الجلد، والبقوليات (الفول، العدس، الحمص).
- الدهون الصحية: مثل الدهون الأحادية غير المشبعة الموجودة في زيت الزيتون، والأفوكادو، والمكسرات، والدهون المتعددة غير المشبعة الموجودة في الأسماك الدهنية (السلمون، السردين).
الأطعمة التي يجب تقليلها أو تجنبها:
- السكريات المضافة: الموجودة في الحلويات، الكعك، البسكويت، المشروبات الغازية والعصائر المحلاة.
- الكربوهيدرات المكررة: مثل الخبز الأبيض، والأرز الأبيض، والمعكرونة المصنوعة من الدقيق الأبيض.
- الدهون المشبعة والمتحولة: الموجودة في اللحوم الحمراء الدهنية، والزبدة، والسمن، والأطعمة المقلية، والوجبات السريعة.
- الأطعمة المصنعة: غالبًا ما تكون عالية بالصوديوم والدهون غير الصحية والسكريات.
تنظيم الوجبات: يُفضل تناول وجبات أصغر حجمًا وموزعة على مدار اليوم (3 وجبات رئيسية و2-3 وجبات خفيفة) للحفاظ على استقرار مستويات السكر في الدم وتجنب الارتفاعات والانخفاضات الحادة. من المهم عدم تفويت الوجبات، خاصة عند تناول بعض أدوية السكري أو الأنسولين.
حساب الكربوهيدرات: قد يكون تعلم تقدير كمية الكربوهيدرات في الوجبات ضروريًا لبعض المرضى، خاصة أولئك الذين يستخدمون الأنسولين، لتحديد الجرعة المناسبة.
السوائل: شرب كمية كافية من الماء ضروري للحفاظ على رطوبة الجسم. يجب تجنب المشروبات المحلاة بالسكر. يمكن تناول القهوة والشاي باعتدال. يجب استشارة الطبيب بشأن تناول الكحول، حيث يمكن أن يؤثر على مستويات السكر في الدم.
التمارين الرياضية والنشاط البدني:
الأهمية: النشاط البدني المنتظم هو عنصر حيوي في إدارة السكري.
الفوائد: تساعد التمارين على خفض مستويات السكر في الدم عن طريق زيادة حساسية الخلايا للأنسولين (مما يسمح بدخول المزيد من الجلوكوز إلى الخلايا)، وتساعد في التحكم بالوزن، وتحسين مستويات الكوليسترول وضغط الدم، وتعزيز الدورة الدموية، وتقليل التوتر وتحسين المزاج.
التوصيات:
- التمارين الهوائية (Aerobic): يوصى بممارسة ما لا يقل عن 150 دقيقة أسبوعيًا من التمارين الهوائية متوسطة الشدة (مثل المشي السريع، السباحة، ركوب الدراجات، الركض الخفيف). يمكن توزيعها على 30 دقيقة في معظم أيام الأسبوع (5 أيام أو أكثر).
- تمارين القوة (Resistance): يوصى أيضًا بممارسة تمارين تقوية العضلات (مثل رفع الأثقال الخفيفة، استخدام أشرطة المقاومة، تمارين وزن الجسم) مرتين إلى ثلاث مرات في الأسبوع، لاستهداف مجموعات العضلات الرئيسية.
احتياطات هامة:
- استشارة الطبيب: من الضروري استشارة الطبيب قبل البدء بأي برنامج تمارين جديد أو زيادة شدته، خاصة إذا كان المريض غير نشط سابقًا أو لديه مضاعفات أخرى.
- فحص سكر الدم: يجب على المرضى الذين يستخدمون الأنسولين أو بعض الأدوية الفموية التي يمكن أن تسبب نقص السكر، فحص مستوى السكر في الدم قبل وأثناء وبعد التمرين.
- قد تخفض التمارين الرياضية نسبة السكر في الدم، وقد يستمر هذا التأثير لعدة ساعات أو حتى اليوم التالي. يجب الانتباه لأعراض نقص السكر (الرجفة، التعرق، الدوخة، الجوع، الارتباك) وحمل مصدر سريع للكربوهيدرات (مثل أقراص الجلوكوز أو الحلوى الصلبة) لاستخدامه عند الحاجة.
- الإحماء والتمدد: تخصيص 5-10 دقائق للإحماء قبل التمرين والتمدد بعده يساعد على منع الإصابات.
- الترطيب: شرب كمية كافية من الماء قبل وأثناء وبعد التمرين.
- الأحذية: ارتداء حذاء رياضي مناسب ومريح لحماية القدمين.
إدارة الوزن:
الأهمية: الحفاظ على وزن صحي أو فقدان الوزن الزائد هو أمر بالغ الأهمية، خاصة لمرضى السكري من النوع الثاني أو المعرضين لخطر الإصابة به.
الهدف: حتى فقدان نسبة صغيرة من الوزن (5-10%) يمكن أن يحسن بشكل كبير من حساسية الأنسولين ويساعد في السيطرة على مستويات السكر في الدم ويقلل من خطر الإصابة بالنوع الثاني.1 يوصى بوضع أهداف واقعية لفقدان الوزن (مثل 0.5-1 كجم أسبوعيًا) بالتشاور مع الطبيب أو أخصائي التغذية.
الأدوية الفموية (Oral Medications)
تُستخدم الأدوية الفموية بشكل أساسي لعلاج مرض السكري من النوع الثاني، وعادةً ما يتم وصفها عندما لا تكون تعديلات نمط الحياة وحدها كافية للسيطرة على مستويات السكر في الدم.
تعمل هذه الأدوية بآليات متنوعة للمساعدة في خفض نسبة الجلوكوز في الدم. يعتمد اختيار الدواء أو مجموعة الأدوية على عدة عوامل، بما في ذلك مستوى السكر في الدم لدى المريض، ووجود أمراض أخرى مصاحبة (مثل أمراض القلب أو الكلى)، والتأثيرات الجانبية المحتملة، والتكلفة، وتفضيلات المريض.
اسم المجموعة الدوائية | آلية العمل (مبسطة) | أمثلة شائعة (أسماء علمية وتجارية) | ملاحظات هامة |
---|---|---|---|
البيغوانيدات (Biguanides) | تقلل إنتاج السكر من الكبد، تزيد حساسية الأنسولين | ميتفورمين (Metformin) (Glucophage®, Glumetza®) | غالباً الخيار الأول، لا يسبب نقص سكر الدم عادةً، قد يسبب اضطرابات هضمية |
السلفونيل يوريا (Sulfonylurea) | تحفز البنكرياس لإفراز المزيد من الأنسولين | غليبيزيد (Glipizide) (Glucotrol®), غليميبرايد (Glimepiride) (Amaryl®), غليبوريد (Glyburide) (DiaBeta®, Micronase®) | فعالة في خفض السكر، لكنها قد تسبب نقص سكر الدم وزيادة الوزن |
الميجليتينايدز (Meglitinides) | تحفز البنكرياس لإفراز الأنسولين بسرعة (خاصة بعد الوجبات) | ريباغلينيد (Repaglinide) (Prandin®), ناتيغلينيد (Nateglinide) (Starlix®) | مفعول أسرع وأقصر من السلفونيل يوريا، تؤخذ قبل الوجبات، خطر نقص السكر أقل نسبيًا ولكن لا يزال قائماً |
الثيازوليدينديون (TZDs / Glitazones) | تزيد حساسية العضلات والدهون والكبد للأنسولين | بيوغليتازون (Pioglitazone) (Actos®), روزيغليتازون (Rosiglitazone) (Avandia®) | تحسن مقاومة الأنسولين، قد تسبب زيادة الوزن، تورم (وذمة)، ولها محاذير استخدام تتعلق بصحة القلب والكبد |
مثبطات ألفا جلوكوزيداز (Alpha-glucosidase inhibitors) | تبطئ هضم وامتصاص الكربوهيدرات في الأمعاء | أكاربوز (Acarbose) (Precose®), ميغليتول (Miglitol) (Glyset®) | تخفض سكر الدم بعد الوجبات، لا تسبب نقص سكر الدم وحدها، قد تسبب آثار جانبية هضمية (غازات، انتفاخ) |
مثبطات DPP-4 (DPP-4 inhibitors / Gliptins) | تزيد من تأثير هرمونات الإنكريتين (التي تحفز الأنسولين وتثبط الجلوكاجون بعد الوجبات) | سيتاغلبتين (Sitagliptin) (Januvia®), ساكساغلبتين (Saxagliptin) (Onglyza®), ليناغلبتين (Linagliptin) (Tradjenta®), ألوغليبتين (Alogliptin) (Nesina®) | جيدة التحمل عمومًا، خطر نقص السكر منخفض عند استخدامها وحدها، تأثير محايد على الوزن |
مثبطات SGLT2 (SGLT2 inhibitors) | تجعل الكلى تطرح المزيد من السكر في البول | كاناغليفلوزين (Canagliflozin) (Invokana®), داباغليفلوزين (Dapagliflozin) (Farxiga®), إمباغليفلوزين (Empagliflozin) (Jardiance®) | تخفض السكر، تساعد في خفض الوزن وضغط الدم، لها فوائد قلبية وكلوية مثبتة لبعضها، تزيد خطر التهابات الجهاز البولي والتناسلي 14 |
ملاحظة: توجد أدوية أخرى أقل شيوعًا مثل الأدوية العازلة لحمض الصفراء ومنشطات الدوبامين. كما أن ناهضات مستقبلات GLP-1، التي تُعطى غالباً بالحقن، تتوفر منها أشكال فموية أيضاً.
العلاج بالأنسولين (Insulin Therapy)
يعتبر الأنسولين العلاج الأساسي والوحيد لمرضى السكري من النوع الأول، حيث أن أجسامهم لا تنتجه. كما أنه يستخدم بشكل متزايد في علاج السكري من النوع الثاني في مراحل لاحقة من المرض.
عندما تصبح التغييرات في نمط الحياة والأدوية الفموية غير كافية للسيطرة على مستويات السكر في الدم، أو في ظروف خاصة مثل أثناء المرض الشديد، أو العمليات الجراحية، أو الحمل. قد يستخدم أيضًا في علاج سكري الحمل إذا لم تكن التغذية والتمارين كافية.7 في بعض حالات النوع الثاني، قد يوصف الأنسولين للمساعدة في زيادة الوزن لدى المرضى الذين يعانون من النحافة الشديدة.
الهدف:
يهدف العلاج بالأنسولين إلى تقليد أو محاكاة نمط إفراز الأنسولين الطبيعي في الجسم قدر الإمكان، لتوفير تغطية مستمرة (قاعدية) بين الوجبات وأثناء الليل، وتغطية إضافية (بلعة) للتعامل مع ارتفاع السكر بعد تناول الطعام.
أنواع الأنسولين:
تختلف أنواع الأنسولين المتاحة بشكل أساسي في سرعة بدء مفعولها، ووقت وصولها إلى ذروة فعاليتها، ومدة استمرار تأثيرها في الجسم. يساعد هذا التنوع الأطباء على تصميم نظام علاجي يناسب احتياجات كل مريض.
نوع الأنسولين | وقت بدء المفعول (تقريبي) | وقت ذروة المفعول (تقريبي) | مدة المفعول (تقريبي) | أمثلة شائعة | ملاحظات |
---|---|---|---|---|---|
سريع المفعول (Rapid-acting) | 5-15 دقيقة | 1-2 ساعة | 3-5 ساعات | ليسبرو (Lispro), أسبارت (Aspart), جلوليزين (Glulisine) | يؤخذ قبل الوجبات مباشرة أو بعدها بقليل لتغطية ارتفاع السكر الناتج عن الطعام |
قصير المفعول (Short-acting / Regular) | 30 دقيقة | 2-3 ساعات | 3-6 ساعات | أنسولين بشري منتظم (Regular human insulin) | يؤخذ قبل الوجبات بحوالي 30 دقيقة |
متوسط المفعول (Intermediate-acting) | 1-2 ساعة | 4-12 ساعة | 12-18 ساعة | NPH (Humulin N, Novolin N) | يوفر تغطية قاعدية لجزء من اليوم، غالبًا ما يحتاج إلى حقنتين يوميًا |
طويل المفعول (Long-acting) | ساعات قليلة (يختلف) | لا يوجد ذروة واضحة (أو ذروة خفيفة جدًا) | حتى 24 ساعة | غلارجين (Glargine) (Lantus®, Basaglar®), ديتيمير (Detemir) (Levemir®) | يوفر تغطية قاعدية ثابتة نسبيًا لمدة يوم كامل، عادةً ما يحقن مرة واحدة يوميًا |
فائق الطول (Ultra long-acting) | ساعات قليلة | لا يوجد ذروة واضحة | أكثر من 24 ساعة (حتى 42 ساعة) | ديجلوديك (Degludec) (Tresiba®) | يوفر تغطية قاعدية ثابتة وممتدة، يحقن مرة واحدة يوميًا |
مخلوط مسبقًا (Pre-mixed) | يختلف (يعتمد على المكونات) | له ذروتان عادةً | يختلف (حتى 24 ساعة) | خليط NPH/Regular, خليط أنسولين سريع/متوسط (مثل NovoMix®) | يجمع بين أنسولين سريع أو قصير المفعول مع أنسولين متوسط المفعول بنسب ثابتة، يبسط نظام الحقن ولكنه أقل مرونة |
طرق إعطاء الأنسولين:
- الحقن تحت الجلد: هي الطريقة الأكثر شيوعاً، وتتم باستخدام إما محقنة (سرنجة) تقليدية ذات إبرة دقيقة، أو باستخدام “قلم أنسولين” مسبق التعبئة أو قابل لإعادة التعبئة، والذي يسهل حملة وتحديد الجرعة بدقة.
أماكن الحقن: تشمل المناطق التي تحتوي على طبقة دهنية تحت الجلد، مثل البطن (وهو الأسرع امتصاصاً، مع تجنب المنطقة المحيطة بالسرة مباشرة)، والجزء العلوي والخارجي من الفخذين، والجزء العلوي والخلفي من الذراعين، ومنطقة الأرداف.
تقنية الحقن الصحيحة: تتضمن غسل اليدين، تحضير الجرعة بدقة، تعقيم مكان الحقن بالكحول وتركه ليجف، إمساك ثنية بسيطة من الجلد (خاصة إذا كان المريض نحيفاً أو يستخدم إبرة أطول)، إدخال الإبرة بشكل عمودي (زاوية 90 درجة) أو بزاوية 45 درجة إذا لزم الأمر، حقن الأنسولين ببطء، الانتظار لمدة 5-10 ثوانٍ قبل سحب الإبرة لمنع تسرب الدواء، ثم الضغط برفق على مكان الحقن دون فركه.
أهمية تدوير أماكن الحقن: يجب تغيير مكان الحقن في كل مرة ضمن نفس المنطقة (مثلاً، التنقل في منطقة البطن) أو بين المناطق المختلفة (البطن، الفخذ، الذراع) لتجنب حدوث تغيرات في الأنسجة الدهنية تحت الجلد (تسمى الحثل الشحمي أو lipohypertrophy)، والتي يمكن أن تؤثر سلبًا على امتصاص الأنسولين وتجعل التحكم في السكر أكثر صعوبة.
مضخة الأنسولين: هي جهاز إلكتروني صغير يمكن ارتداؤه، يقوم بضخ الأنسولين سريع المفعول بشكل مستمر (بمعدل قاعدي basal rate) لمحاكاة إفراز الأنسولين الطبيعي بين الوجبات.
كما يسمح للمستخدم بإعطاء جرعات إضافية (بلعات bolus doses) لتغطية الكربوهيدرات في الوجبات أو لتصحيح ارتفاع مستويات السكر في الدم. يوصل الأنسولين عبر أنبوب رفيع (قنية) يتم إدخاله تحت الجلد ويُغير كل بضعة أيام. توفر المضخات مرونة أكبر في نمط الحياة والتحكم في السكر، ولكنها تتطلب تدريبًا ومتابعة دقيقة.
الأنسولين الاستنشاقي: هو شكل من الأنسولين سريع المفعول يتم استنشاقه عن طريق الفم باستخدام جهاز خاص (مِنشَقة) في بداية كل وجبة. استخدامه محدود ولا يناسب جميع المرضى، خاصة المدخنين أو الذين يعانون من أمراض رئوية مثل الربو أو مرض الانسداد الرئوي المزمن.
أهمية النهج الشخصي والمتعدد الأوجه
تؤكد المصادر الطبية الموثوقة باستمرار على أن الوقاية من مرض السكري بفعالية تتطلب نهجًا شخصيًا يتجاوز مجرد وصف دواء واحد. لا يوجد حل سحري يناسب الجميع، بل يجب تصميم خطة العلاج لتناسب احتياجات كل فرد بناءً على نوع السكري لديه، ومرحلة المرض، واستجابته للعلاجات المختلفة، ووجود أي مضاعفات أو أمراض أخرى مصاحبة، بالإضافة إلى ظروف حياته وتفضيلاته.
إن الجمع بين تعديلات نمط الحياة المستدامة (النظام الغذائي الصحي والنشاط البدني المنتظم وإدارة الوزن) واختيار الأدوية المناسبة (سواء كانت فموية أو أنسولين أو مزيجًا منهما) هو أساس العلاج الناجح.
علاوة على ذلك، يقع جزء كبير من مسؤولية الإدارة اليومية على عاتق المريض نفسه. فالالتزام بتناول الأدوية كما هو موصوف، والمراقبة المنتظمة لمستويات السكر في الدم واستخدام هذه المعلومات لاتخاذ قرارات مستنيرة بشأن الطعام والنشاط والأدوية، والعناية بالقدمين، وحضور المواعيد الطبية، كلها جوانب حاسمة لا يمكن للطبيب القيام بها نيابة عن المريض.
لذلك، يجب أن يُنظر إلى علاج السكري على أنه شراكة بين المريض وفريق الرعاية الصحية (الذي قد يشمل الطبيب، وممرض مثقف السكري، وأخصائي التغذية، وغيرهم). دور الفريق الطبي هو تقديم التشخيص الدقيق، ووضع خطة علاج أولية، وتوفير التثقيف والدعم والمتابعة وتعديل الخطة حسب الحاجة. ودور المريض هو فهم حالته، والمشاركة بنشاط في وضع الخطة، والالتزام بتنفيذها يوميًا، والتواصل الفعال مع فريقه الطبي. إن تمكين المريض بالمعرفة والمهارات اللازمة للإدارة الذاتية هو مفتاح تحقيق أفضل النتائج الصحية على المدى الطويل.
مضاعفات مرض السكري
يعد مرض السكري حالة مزمنة يمكن أن تؤدي إلى مضاعفات خطيرة إذا لم يتم التحكم في مستويات السكر في الدم بشكل جيد ومستمر. تؤثر هذه المضاعفات على العديد من أعضاء وأنظمة الجسم، ويمكن تقسيمها بشكل عام إلى مضاعفات حادة (تحدث فجأة وتتطلب تدخلًا عاجلاً) ومضاعفات مزمنة (تتطور تدريجياً على مدى سنوات). إن فهم هذه المضاعفات المحتملة يؤكد على أهمية الإدارة الدقيقة والمستمرة لمرض السكري.
المضاعفات الحادة (قصيرة المدى)
تنشأ هذه المضاعفات بسرعة ويمكن أن تكون مهددة للحياة إذا لم تعالج فوراً.
نقص سكر الدم (Hypoglycemia):
هو انخفاض مستوى السكر في الدم إلى ما دون المعدل الطبيعي، والذي يُحدد عادةً بأقل من 70 ملغم/ديسيلتر.
الأسباب:
يحدث بشكل أساسي كأثر جانبي لعلاج السكري، خاصة عند استخدام الأنسولين أو بعض الأدوية الفموية (مثل السلفونيل يوريا والميجليتينايدز) التي تزيد من إفراز الأنسولين. قد يحدث بسبب أخذ جرعة زائدة من الدواء، أو تأخير أو تفويت وجبة طعام، أو ممارسة نشاط بدني أكثر من المعتاد دون تعديل الجرعة أو تناول كربوهيدرات إضافية.
الأعراض:
تظهر الأعراض عادةً بسرعة وتشمل: الارتجاف أو الرعشة، التعرق، الشعور بالدوخة أو الدوار، الجوع الشديد والمفاجئ، الصداع، خفقان القلب (تسارع ضربات القلب)، شحوب الجلد، صعوبة التركيز، الارتباك، تغيرات في المزاج (مثل القلق أو الهياج)، وفي الحالات الشديدة قد يؤدي إلى فقدان الوعي أو التشنجات.
العلاج:
يتطلب علاجا فوريا بتناول مصدر سريع للسكر (مثل 15-20 جراما من الجلوكوز أو السكر، كأقراص الجلوكوز، نصف كوب عصير فواكه، أو ملعقة كبيرة من السكر أو العسل)، ثم إعادة فحص السكر بعد 15 دقيقة.
الحماض الكيتوني السكري (Diabetic Ketoacidosis – DKA):
حالة طبية طارئة وخطيرة، تحدث بشكل أساسي لدى مرضى السكري من النوع الأول (وقد تكون أول علامة للمرض لدى البعض)، ولكن يمكن أن تحدث أيضاً في النوع الثاني في ظروف معينة (مثل العدوى الشديدة أو التوقف عن تناول الأدوية).
الأسباب:
تنجم عن نقص حاد وشديد في الأنسولين. بدون الأنسولين الكافي، لا يستطيع الجسم استخدام الجلوكوز للحصول على الطاقة، فيلجأ إلى حرق الدهون بمعدل سريع جداً. عملية حرق الدهون هذه تنتج أحماضاً تسمى الكيتونات، والتي تتراكم في الدم وتجعله حمضياً بشكل خطير. يمكن أن يحدث بسبب عدم أخذ جرعات الأنسولين، أو الإصابة بعدوى أو مرض آخر يزيد من حاجة الجسم للأنسولين، أو التعرض لصدمة جسدية أو نفسية.
الأعراض:
تتطور الأعراض بسرعة نسبياً (خلال ساعات أو يوم) وتشمل: أعراض ارتفاع السكر الشديد (عطش شديد، كثرة تبول، جفاف)، غثيان وقيء، ألم في البطن، رائحة نفس مميزة تشبه رائحة الفاكهة أو الأسيتون، تنفس سريع وعميق (يُعرف بتنفس كوسماول)، شعور بالضعف والتعب الشديد، جفاف الجلد والفم، تشوش ذهني، صعوبة في الانتباه، وفي الحالات المتقدمة قد تؤدي إلى فقدان الوعي والغيبوبة.
العلاج:
يتطلب علاجاً فورياً في المستشفى، ويشمل عادة إعطاء السوائل عن طريق الوريد لتعويض الجفاف وتخفيف السكر، وإعطاء الأنسولين عن طريق الوريد لوقف إنتاج الكيتونات والسماح للخلايا باستخدام الجلوكوز، وتصحيح اضطرابات الكهارل (مثل البوتاسيوم) التي تحدث غالبًا.
متلازمة فرط الأسمولية بفرط سكر الدم (Hyperosmolar Hyperglycemic State – HHS):
حالة طارئة أخرى مهددة للحياة، تحدث بشكل أكثر شيوعاً لدى مرضى السكري من النوع الثاني، خاصة كبار السن أو الأشخاص الذين يعانون من أمراض أخرى مصاحبة (مثل أمراض القلب أو الكلى) أو الذين يعانون من عدوى أو جفاف.
الأسباب:
تتميز بارتفاع شديد جداً في مستوى السكر في الدم (غالباً أعلى من 600 ملغم/ديسيلتر)، مما يؤدي إلى زيادة تركيز الدم بشكل كبير (فرط الأسمولية) وجفاف شديد. على عكس الحماض الكيتوني، لا يكون هناك عادةً تراكم كبير للكيتونات في الدم (أو يكون بكميات قليلة)، لأن الجسم لا يزال ينتج كمية صغيرة من الأنسولين تمنع تكسير الدهون بشكل كبير.
غالباً ما يكون السبب هو مرض حاد (مثل الالتهاب الرئوي أو عدوى المسالك البولية)، أو عدم الالتزام بخطة علاج السكري، أو استخدام بعض الأدوية (مثل مدرات البول أو الستيرويدات).
الأعراض:
تتطور الأعراض عادةً بشكل أبطأ من الحماض الكيتوني (على مدى أيام أو أسابيع) وقد تكون أقل وضوحاً في البداية. تشمل: عطش شديد جداً، جفاف شديد في الفم والجلد (قد يكون الجلد دافئاً ولكن غير متعرق)، زيادة التبول في البداية ثم قد تقل مع تفاقم الجفاف، حمى، ضعف شديد ونعاس، تشوش ذهني وارتباك، تغيرات في الرؤية، هلاوس، ضعف في جانب واحد من الجسم (يشبه السكتة الدماغية)، وفي الحالات الشديدة قد تحدث تشنجات وغيبوبة.
العلاج:
يتطلب أيضاً علاجاً طارئاً في المستشفى، ويركز بشكل أساسي على تعويض السوائل بكميات كبيرة عن طريق الوريد لخفض تركيز الدم وتصحيح الجفاف، وإعطاء الأنسولين لخفض مستوى السكر في الدم تدريجيًا، وتصحيح أي اضطرابات في الكهارل، وعلاج أي سبب كامن مثل العدوى.
المضاعفات المزمنة (طويلة المدى)
تتطور هذه المضاعفات ببطء على مدى سنوات عديدة نتيجة للضرر التدريجي الذي يلحقه ارتفاع مستوى السكر في الدم غير المنضبط بالأوعية الدموية (الكبيرة والصغيرة) والأعصاب في جميع أنحاء الجسم. السيطرة الجيدة على سكر الدم وضغط الدم والدهون يمكن أن تقلل بشكل كبير من خطر حدوث هذه المضاعفات أو تأخيرها.
أمراض القلب والأوعية الدموية (Cardiovascular Disease):
يعتبر مرض السكري عامل خطر رئيسي لأمراض القلب والأوعية الدموية. يزيد بشكل كبير من احتمالية الإصابة بـ:
- مرض الشريان التاجي: تضيق أو انسداد الشرايين التي تغذي القلب، مما قد يسبب ألمًا في الصدر (ذبحة صدرية) أو نوبة قلبية.
- السكتة الدماغية: انسداد أو نزيف في أحد الأوعية الدموية في الدماغ.
- ارتفاع ضغط الدم.
- تصلب الشرايين (Atherosclerosis): تراكم الترسبات الدهنية داخل الشرايين مما يؤدي إلى تضيقها وفقدان مرونتها. تعتبر أمراض القلب والأوعية الدموية السبب الرئيسي للوفاة بين مرضى السكري.
تلف الأعصاب (الاعتلال العصبي السكري – Diabetic Neuropathy):
هو أحد أكثر مضاعفات السكري شيوعاً. يؤدي ارتفاع السكر المزمن إلى إتلاف الأوعية الدموية الدقيقة التي تغذي الأعصاب، مما يؤثر على وظيفتها. يمكن أن يؤثر على أنواع مختلفة من الأعصاب:
- الاعتلال العصبي المحيطي (Peripheral neuropathy): يؤثر بشكل أساسي على الأعصاب في الأطراف (القدمين والساقين أولاً، ثم اليدين والذراعين). يسبب أعراضًا مثل الوخز، التنميل، الحرقان، الألم (خاصة في الليل)، أو فقدان الإحساس باللمس أو الحرارة أو الألم. فقدان الإحساس هذا خطير لأنه قد يؤدي إلى عدم الشعور بالإصابات في القدمين.
- الاعتلال العصبي اللاإرادي (Autonomic Neuropathies): يؤثر على الأعصاب التي تتحكم في وظائف الجسم الداخلية اللاإرادية. يمكن أن يسبب مشاكل في الجهاز الهضمي (مثل الشعور بالامتلاء بسرعة، الغثيان، القيء، الإسهال، الإمساك، أو بطء تفريغ المعدة المعروف بخزل المعدة)، مشاكل في التحكم بالمثانة، ضعف الانتصاب لدى الرجال، تغيرات في ضغط الدم (مثل الدوار عند الوقوف)، مشاكل في تنظيم درجة حرارة الجسم (التعرق المفرط أو القليل)، وعدم انتظام ضربات القلب.
- أنواع أخرى: مثل الاعتلال العصبي القريب (يؤثر على أعصاب الفخذين والوركين) أو الاعتلال العصبي البؤري (يؤثر على عصب واحد فجأة، مسببًا ألمًا أو ضعفًا في منطقة معينة).
تلف الكلى (اعتلال الكلية السكري – Diabetic Nephropathy):
يعد السكري السبب الرئيسي لأمراض الكلى المزمنة والفشل الكلوي في العديد من البلدان. يؤدي ارتفاع السكر المستمر إلى إتلاف الأوعية الدموية الدقيقة في الكلى التي تعمل على تصفية الفضلات من الدم (الكبيبات).
مع مرور الوقت، تفقد الكلى قدرتها على أداء وظيفتها بشكل صحيح، مما يؤدي إلى تراكم الفضلات والسوائل في الجسم. في المراحل المتقدمة، قد يتطلب الأمر غسيل الكلى (تنقية الدم بشكل اصطناعي) أو زراعة الكلى. غالبًا لا تظهر أعراض في المراحل المبكرة، ولكن لاحقًا قد يحدث تورم في الساقين والقدمين والوجه (وذمة) وزيادة في الوزن بسبب احتباس السوائل.
تلف العين (اعتلال الشبكية السكري – Diabetic Retinopathy):
يعتبر السكري سبباً رئيسياً لفقدان البصر والعمى لدى البالغين في سن العمل. يؤدي ارتفاع السكر إلى إتلاف الأوعية الدموية الدقيقة في الشبكية (الجزء الحساس للضوء في مؤخرة العين).
قد يؤدي هذا التلف إلى تسرب السوائل أو الدم في الشبكية، أو نمو أوعية دموية جديدة غير طبيعية وهشة، مما قد يسبب تشوش الرؤية، أو ظهور بقع عائمة، أو انفصال الشبكية، وفي النهاية فقدان البصر إذا لم يعالج. كما يزيد السكري من خطر الإصابة بأمراض أخرى في العين مثل إعتام عدسة العين (عتامة عدسة العين، أو المياه البيضاء) والزرق (ارتفاع ضغط العين، أو المياه الزرقاء).
تلف القدم (القدم السكري – Diabetic Foot):
تعتبر مشاكل القدم من المضاعفات الشائعة والخطيرة لمرض السكري، وهي السبب الرئيسي لعمليات بتر الأطراف السفلية غير الناتجة عن الحوادث. تنجم هذه المشاكل عن مزيج من عاملين رئيسيين:
- تلف الأعصاب (الاعتلال العصبي المحيطي): يؤدي إلى فقدان الإحساس في القدمين، مما يعني أن المريض قد لا يشعر بالجروح أو البثور أو الضغط الزائد من الحذاء.
- ضعف الدورة الدموية (مرض الشرايين المحيطية): يقلل من تدفق الدم إلى القدمين، مما يبطئ عملية التئام الجروح ويزيد من صعوبة مكافحة العدوى.
نتيجة لذلك، يمكن لجرح بسيط أو بثرة صغيرة أن تتطور بسرعة إلى قرحة عميقة لا تلتئم، وقد تصاب بالعدوى. إذا لم تعالج العدوى بشكل فعال، يمكن أن تنتشر إلى الأنسجة العميقة والعظام (التهاب العظم والنقي)، وقد يصبح البتر ضرورياً لإنقاذ حياة المريض.
أمراض الجلد والفم:
مرضى السكري أكثر عرضة للإصابة بمشاكل جلدية مختلفة، بما في ذلك العدوى البكتيرية والفطرية (مثل قدم الرياضي أو عدوى الخميرة)، وجفاف الجلد والحكة، وبعض الحالات الجلدية المرتبطة بالسكري. كما أنهم أكثر عرضة لأمراض اللثة (التهاب اللثة وأمراض دواعم السن)، والتي يمكن أن تؤدي إلى فقدان الأسنان إذا لم تعالج.
مضاعفات أخرى:
تشمل ضعف السمع، وزيادة خطر الإصابة بانقطاع النفس الانسدادي النومي (خاصة مع النوع الثاني والسمنة)، وزيادة خطر الإصابة ببعض أنواع الخرف مثل مرض الزهايمر (خاصة مع النوع الثاني وضعف التحكم في السكر)، ومشاكل في العظام والمفاصل.
مضاعفات سكري الحمل
يمكن أن يؤثر سكري الحمل غير المنضبط على كل من الأم والجنين:
على الجنين/الطفل:
- العملقة (Macrosomia): زيادة وزن الطفل عند الولادة بشكل كبير (أكثر من 4 أو 4.5 كجم)، مما يزيد من صعوبة الولادة الطبيعية وخطر إصابة الطفل أثناء الولادة والحاجة إلى ولادة قيصرية.
- الولادة المبكرة: زيادة خطر الولادة قبل الأوان.
- متلازمة الضائقة التنفسية: قد يعاني الأطفال المولودون مبكرا أو لأمهات مصابات بسكري غير منضبط من صعوبة في التنفس بعد الولادة.
- نقص سكر الدم (Hypoglycemia) لدى الوليد: قد يعاني الطفل من انخفاض حاد في سكر الدم بعد الولادة مباشرة، مما قد يتطلب تغذية فورية أو محلول جلوكوز وريدي.
- اليرقان (Jaundice): زيادة خطر الإصابة بالصفراء.
- مخاطر طويلة الأمد: زيادة خطر إصابة الطفل بالسمنة ومرض السكري من النوع الثاني في وقت لاحق من حياته.
- مضاعفات أخرى: نقص الكالسيوم، وفي حالات نادرة جداً وغير معالجة، ولادة جنين ميت.
على الأم:
- تسمم الحمل (Preeclampsia): زيادة خطر الإصابة بارتفاع ضغط الدم وظهور البروتين في البول وتورم الجسم، وهي حالة خطيرة تتطلب مراقبة وعلاجًا دقيقًا.
- الحاجة إلى ولادة قيصرية: بسبب حجم الطفل الكبير أو مضاعفات أخرى.
- الإصابة بسكري الحمل في الحمل المستقبلي: النساء اللاتي أصبن به مرة أكثر عرضة للإصابة به مرة أخرى.
- زيادة خطر الإصابة بالسكري من النوع الثاني لاحقًا: تعتبر الإصابة بسكري الحمل عامل خطر قوي لتطور السكري من النوع الثاني في المستقبل (بعد 5-10 سنوات أو أكثر).
الطبيعة الجهازية للمرض
إن استعراض هذه المجموعة الواسعة من المضاعفات المحتملة يكشف بوضوح أن مرض السكري ليس مجرد مشكلة تتعلق بارتفاع مستوى السكر في الدم، بل هو اضطراب استقلابي مزمن يؤثر على الجسم بأكمله. الآلية الأساسية وراء العديد من المضاعفات المزمنة هي الضرر الذي يلحق بالأوعية الدموية، سواء الكبيرة (التي تغذي القلب والدماغ والأطراف) أو الصغيرة (الشعيرات الدموية التي تغذي الكلى والعينين والأعصاب).4 كما يؤدي ارتفاع السكر إلى إتلاف الأعصاب بشكل مباشر وغير مباشر.
هذه الطبيعة الجهازية للمرض تعني أن إهمال السيطرة على سكر الدم يمكن أن يؤدي إلى سلسلة من المشاكل الصحية المتتالية التي تؤثر بشكل كبير على جودة حياة المريض ومتوسط عمره المتوقع. فمشاكل القلب قد تؤدي إلى العجز أو الوفاة المبكرة، وتلف الكلى قد ينتهي بالحاجة إلى غسيل كلوي مدى الحياة، وتلف العينين قد يسبب العمى، وتلف الأعصاب والقدمين قد يؤدي إلى آلام مزمنة وبتر الأطراف.
لذلك، فإن الهدف من إدارة السكري يتجاوز مجرد التخلص من الأعراض اليومية مثل العطش والتبول المتكرر. الهدف الحقيقي والأهم هو الحفاظ على مستويات السكر في الدم (بالإضافة إلى ضغط الدم والدهون) ضمن النطاق المستهدف قدر الإمكان، وذلك لحماية الأوعية الدموية والأعصاب والأعضاء الحيوية من التلف التدريجي، وبالتالي منع أو تأخير ظهور هذه المضاعفات المدمرة. إن الالتزام بخطة العلاج والمتابعة المنتظمة هو استثمار طويل الأمد في صحة المريض ومستقبله.
الوقاية من مرض السكري والإدارة اليومية الفعالة
على الرغم من أن مرض السكري من النوع الأول لا يمكن الوقاية منه حاليًا، إلا أن هناك الكثير الذي يمكن فعله للوقاية من مرض السكري من النوع الثاني أو تأخير ظهوره، وكذلك لإدارة جميع أنواع السكري بفعالية وتقليل خطر المضاعفات.
تظهر الأبحاث بقوة أن إجراء تغييرات مستدامة في نمط الحياة يمكن أن يقلل بشكل كبير من خطر الإصابة بالسكري من النوع الثاني لدى الأشخاص المعرضين للخطر (مثل المصابين بمقدمات السكري أو الذين لديهم عوامل خطر أخرى). تشمل الاستراتيجيات الرئيسية للوقاية:
- فقدان الوزن الزائد: يعتبر الوزن الزائد والسمنة من أقوى عوامل الخطر. إنقاص حتى نسبة صغيرة من وزن الجسم (5-10%، أو حوالي 6-9 كجم لشخص يزن 90 كجم) يمكن أن يقلل من خطر الإصابة بالسكري بنسبة تصل إلى 58% أو أكثر. التركيز يجب أن يكون على فقدان الوزن بشكل تدريجي ومستدام.
- اتباع نظام غذائي صحي: اختيار الأطعمة الصحية هو حجر الزاوية في الوقاية. ينصح بالتركيز على نظام غذائي غني بالألياف من خلال تناول الكثير من الخضروات والفواكه والحبوب الكاملة والبقوليات. وفي المقابل، يجب الحد من تناول السكريات المضافة، والكربوهيدرات المكررة (مثل الخبز الأبيض والأرز الأبيض)، والدهون المشبعة والمتحولة (الموجودة في الأطعمة المصنعة والمقلية واللحوم الدهنية)، وتقليل حجم الحصص الغذائية.
- ممارسة النشاط البدني بانتظام: النشاط البدني يساعد على التحكم بالوزن، ويحسن من حساسية الجسم للأنسولين. الهدف الموصى به هو ممارسة 150 دقيقة على الأقل أسبوعيًا من النشاط الهوائي متوسط الشدة (مثل المشي السريع). من المهم أيضًا تقليل فترات الجلوس الطويلة والخمول عن طريق الحركة لبضع دقائق كل نصف ساعة.
- الإقلاع عن التدخين: يرتبط التدخين بزيادة خطر الإصابة بالسكري من النوع الثاني، بالإضافة إلى زيادة خطر المضاعفات بشكل كبير إذا كان الشخص مصابًا بالسكري بالفعل.
- الفحص الدوري: خاصة للأشخاص الذين تزيد أعمارهم عن 35-45 عامًا، أو الذين يعانون من زيادة الوزن، أو لديهم تاريخ عائلي للمرض، أو عوامل خطر أخرى. الكشف المبكر عن مقدمات السكري يتيح فرصة للتدخل ومنع تطور المرض.
- الأدوية (في حالات خاصة): في بعض الحالات، قد يصف الطبيب دواء الميتفورمين للأشخاص المعرضين لخطر عالٍ جدًا للإصابة بالسكري (مثل المصابين بمقدمات السكري مع عوامل خطر إضافية) للمساعدة في الوقاية.
نصائح عملية لإدارة السكري يوميًا (التعايش مع المرض)
تتطلب الإدارة الفعالة لمرض السكري التزامًا يوميًا ومتابعة دقيقة للسيطرة على مستويات السكر في الدم ومنع المضاعفات. إليك بعض النصائح العملية للتعايش مع السكري:
- الالتزام بالخطة العلاجية: تناول الأدوية الموصوفة (سواء كانت أقراصًا فموية أو حقن أنسولين) بالجرعات المحددة وفي الأوقات المحددة، تمامًا كما وجهك الطبيب. لا تتوقف عن تناول الدواء أو تغيير الجرعة من تلقاء نفسك، حتى لو شعرت بتحسن أو كانت قراءات السكر لديك جيدة.
- المراقبة الذاتية لسكر الدم: يعد فحص مستوى السكر في الدم بانتظام باستخدام جهاز قياس السكر المنزلي جزءًا أساسيًا من الإدارة، خاصة للمرضى الذين يستخدمون الأنسولين. تساعدك معرفة قراءتك على فهم كيف يؤثر الطعام والنشاط البدني والأدوية والتوتر على مستويات السكر لديك.
- الاستمرار في نمط الحياة الصحي: النظام الغذائي الصحي والنشاط البدني ليس فقط للوقاية أو العلاج الأولي، بل يجب أن يصبحا جزءًا دائمًا من روتينك اليومي للتحكم في السكري على المدى الطويل.
- افحص قدميك يوميًا: ابحث عن أي جروح، خدوش، بثور، احمرار، تورم، تغير في لون الجلد، أو أي شيء غير طبيعي. استخدم مرآة إذا كنت تجد صعوبة في رؤية باطن قدميك.
- اغسل قدميك يوميًا: استخدم ماءً دافئًا (ليس ساخنًا) وصابونًا لطيفًا.
- جفف قدميك جيدًا: خاصة بين الأصابع.
- رطب الجلد: استخدم كريمًا مرطبًا على القدمين (ما عدا بين الأصابع) لمنع الجفاف والتشققات.
- قص الأظافر بعناية: قصها بشكل مستقيم وليس بشكل منحني، وقم ببرد الحواف الحادة بمبرد أظافر. إذا كنت تعاني من مشاكل في الرؤية أو صعوبة في الوصول لقدميك، اطلب المساعدة.
- ارتدِ أحذية وجوارب مناسبة دائمًا: اختر أحذية مريحة وذات مقاس مناسب لا تضغط على أي منطقة من القدم. تجنب ارتداء الصنادل المفتوحة أو الأحذية ذات الكعب العالي لفترات طويلة. ارتدِ جوارب نظيفة وجافة مصنوعة من مواد تسمح بالتهوية (مثل القطن أو الصوف). تأكد من عدم وجود أي أشياء داخل الحذاء قبل ارتدائه.
- لا تمشِ حافي القدمين: حتى داخل المنزل، لحماية قدميك من الإصابات غير المتوقعة.
- فحص القدمين من قبل الطبيب: تأكد من أن طبيبك يفحص قدميك في كل زيارة روتينية.
- المتابعة الطبية المنتظمة: الالتزام بالمواعيد الدورية مع طبيبك وفريق الرعاية الصحية (مثقف السكري، أخصائي التغذية) أمر ضروري. خلال هذه الزيارات، سيتم مراجعة قراءات السكر، وتقييم فعالية العلاج، وفحص ضغط الدم، والوزن، والقدمين، ومناقشة أي مشاكل أو أسئلة لديك.
- فحص العين (فحص قاع العين): سنويًا على الأقل للكشف عن اعتلال الشبكية
- فحص وظائف الكلى: عن طريق اختبارات الدم والبول (لقياس البروتين في البول) بانتظام.
- فحص مستويات الدهون (الكوليسترول والدهون الثلاثية): بانتظام.
- فحص A1c: كل 3-6 أشهر لتقييم التحكم العام في السكر.
- التعامل مع التوتر: يمكن أن يؤثر التوتر والإجهاد النفسي على مستويات السكر في الدم. تعلم طرق صحية للتعامل مع التوتر، مثل ممارسة تقنيات الاسترخاء، أو الحصول على قسط كافٍ من النوم، أو ممارسة الهوايات، أو التحدث مع صديق أو مستشار.
- التثقيف الذاتي المستمر: كلما عرفت أكثر عن مرض السكري وكيفية إدارته، كلما كنت أكثر قدرة على التحكم فيه. استمر في التعلم من مصادر موثوقة، واطرح الأسئلة على فريقك الطبي. من المهم بشكل خاص معرفة علامات وأعراض ارتفاع السكر في الدم (Hyperglycemia) وانخفاض السكر في الدم (Hypoglycemia) وكيفية التعامل مع كل منهما بسرعة وفعالية.
- حمل تعريف طبي: قد يكون من المفيد حمل بطاقة أو سوار يوضح إصابتك بمرض السكري، خاصة إذا كنت تستخدم الأنسولين، وذلك لإعلام الآخرين بحالتك في حالات الطوارئ.
الخلاصة إن إدارة مرض السكري بنجاح ليست حدثًا لمرة واحدة، بل هي عملية مستمرة تتطلب التزامًا يوميًا وتغييرات مستدامة في نمط الحياة والسلوكيات. لا يتعلق الأمر فقط بتناول الدواء، بل بتبني نهج شامل للعناية بالصحة يشمل التغذية والنشاط والمراقبة والعناية بالقدمين والمتابعة الطبية والتعامل مع الجوانب النفسية للمرض
الأسئلة الشائعة
ما هي أعراض بداية مرض السكري؟
أعراض بداية مرض السكري تشمل العطش الشديد وكثرة التبول، خاصة خلال الليل.
قد يشعر الشخص أيضًا بجوع مفرط رغم تناول الطعام، مع تعب غير مبرر وفقدان وزن غير مقصود. في بعض الحالات، تظهر أعراض مثل تشوش الرؤية أو التئام الجروح ببطء.
ما هو الأكل الممنوع على مريض السكر؟
يُمنع مريض السكر من تناول الأطعمة الغنية بالسكريات البسيطة مثل الحلويات والمشروبات الغازية. كما يجب تجنب الكربوهيدرات المكررة مثل الخبز الأبيض والأرز الأبيض. الأطعمة المقلية والدهون المشبعة والمصنعات أيضًا يجب الحد منها بشدة.
ما هو المشروب الذي ينزل السكر بسرعة؟
من أبرز المشروبات المفيدة لخفض السكر: الحلبة، القرفة، والشاي الأخضر بدون سكر، تساعد هذه المشروبات على تحسين حساسية الجسم للأنسولين، لكنها ليست بديلًا للعلاج الطبي ويجب استشارة الطبيب قبل الاعتماد عليها.
ما هي الفاكهة التي تنزل السكر؟
الفواكه التي تساعد على خفض السكر تشمل التوت، الأفوكادو، والجوافة، تتميز بأنها منخفضة السكر وغنية بالألياف التي تبطئ امتصاص الجلوكوز، يُنصح بتناولها باعتدال ضمن نظام غذائي متوازن لمريض السكري.