في خطوة غير مسبوقة منذ سنوات داخل نقابة المهن التمثيلية، خضعت الفنانة آية سماحة للتحقيق رسميًا أمام لجنة خاصة شكّلتها النقابة برئاسة الدكتور أشرف زكي، وذلك على خلفية أزمتها الأخيرة مع الفنانة القديرة مشيرة إسماعيل، والتي أثارت جدلًا واسعًا داخل الوسط الفني وعلى منصات التواصل الاجتماعي.
التحقيق، الذي شهد حضور عدد من أعضاء مجلس النقابة، حمل أجواءً جادة تعكس إصرار النقابة على إعادة ضبط إيقاع العلاقة بين أعضائها، وفرض قيم الاحترام المتبادل، لا سيما تجاه الفنانين الكبار الذين يمثلون رموزًا للوسط الفني.
آية سماحة كانت قد نشرت عبر حسابها على إنستغرام منشورًا أثار استياءً واسعًا، علّقت فيه على واقعة إغلاق عيادة بيطرية تقع أسفل منزل الفنانة مشيرة إسماعيل في مصر الجديدة. المنشور تضمّن عبارات رأى فيها كثيرون تجاوزًا في حق فنانة كبيرة لها تاريخ طويل في الفن المصري. “من هي مشيرة إسماعيل حتى تُغلق العيادة؟”، هكذا كتبت آية، وأضافت في لهجة اعتُبرت استهزائية: “المهم أن مشيرة تشعر بالراحة!”، في إشارة إلى أن إغلاق العيادة تم دون مراعاة لوجود الحيوانات بداخلها. وقد اعتُبر هذا التعليق متجاوزًا لحدود اللياقة والاحترام، خاصة أن الفنانة مشيرة إسماعيل تجاوزت السبعين من عمرها وتتمتع بمكانة خاصة في قلوب الجماهير.
وفي أعقاب الضجة، تحركت النقابة سريعًا، إذ لم يسبق منذ وقت طويل أن خضع أحد أعضاء النقابة للتحقيق بهذا الشكل العلني. وبدعوة رسمية، مثلت آية سماحة أمام لجنة التحقيق، بحضور النقيب وعدد من أعضاء المجلس، وبدت علامات الجدية واضحة على مسار النقابة في التعامل مع الواقعة. وقد تداولت وسائل الإعلام صورة التُقطت لآية خلال التحقيق، تظهر فيها وهي تجلس في مواجهة اللجنة، وسط أجواء من الترقب لما ستسفر عنه الجلسة.
خلال التحقيق، قدّمت آية سماحة اعتذارًا رسميًا للفنانة مشيرة إسماعيل، عبّرت فيه عن ندمها ووصفت ما كتبته بأنه “اندفاع غير محسوب” جاء نتيجة التوتر والغضب. وأكدت في بيان لاحق عبر صفحتها الرسمية على فيسبوك أنها تحترم اللجنة وتثق في قرارات النقابة، وأعربت عن تقديرها العميق للدور الذي تقوم به المؤسسة في حماية مكانة الفن المصري وقيمه. كما أضافت: “كل الاحترام للنقابة التي أعتز بانتمائي لها، وأؤكد احترامي الكامل لأي قرار يصدر عن اللجنة.”
من جهتها، ردت الفنانة مشيرة إسماعيل بتصريحات إعلامية قالت فيها إنها لا تعرف آية سماحة من قبل، ولا تفهم أسباب هذا الهجوم، مؤكدة أن بلاغها بشأن العيادة البيطرية لم يكن له أي دوافع شخصية، بل كان بدافع حماية سكان العقار وسلامتهم، لا سيما أن الكلاب التي تدخل العيادة كانت ضخمة ومن الممكن أن تُشكّل خطرًا على الأطفال والمقيمين. مشيرة أوضحت أنها تربي الحيوانات وتحبها، لكن ما حدث من تجاوزات في تشغيل العيادة دفعها لاتخاذ إجراء قانوني.
النقابة من جانبها، أعلنت أنها لا تتهاون في مثل هذه الأمور، وأن احترام الكبار ليس خيارًا بل مبدأ أساسي. وقد ألمح أشرف زكي إلى إمكانية سحب تصريح العمل من آية سماحة، في حال رأت اللجنة أن تصرفها تجاوز المقبول.
وعبّر النقيب عن رفضه القاطع لأي إساءة من فنان تجاه زميله، لا سيما إن كانت موجهة إلى اسم فني كبير بحجم مشيرة إسماعيل.
