أعرب الرئيس التركي رجب طيب أردوغان عن انتقاده الشديد لقرار الولايات المتحدة إلغاء تأشيرات المسؤولين الفلسطينيين ومنعهم من حضور اجتماعات الأمم المتحدة في نيويورك.
وقال أردوغان في تصريحات للصحفيين على متن طائرة العودة من الصين يوم الثلاثاء الماضي إن هذه الخطوة “لا تتناسب مع مبرر وجود الأمم المتحدة”، بحسب رويترز.
وأضاف الرئيس التركي أنه “يجب مراجعة القرار بشكل عاجل، فالجمعية العامة للأمم المتحدة موجودة لمناقشة قضايا العالم وإيجاد حلول لها”.
وتابع قائلاً: “إن عدم حضور الوفد الفلسطيني للجمعية العامة لن يُرضي إلا إسرائيل. ما يُتوقع من الولايات المتحدة هو أن تقول كفى لمجازر إسرائيل ووحشيتها”.
موقف الحزب الحاكم التركي من إلغاء تأشيرات المسؤوليين الفلسطينيين
من جانبه، وصف المتحدث باسم حزب العدالة والتنمية التركي الحاكم عمر جليك القرار الأمريكي بأنه “قرار ظالم يضر بالدبلوماسية”.
وقال جليك في تصريحات عبر منصة إكس: “هذا القرار يُقوّض دور الأمم المتحدة كمنتدى يُسمع فيه صوت جميع الدول”.
وأضاف أن “عرقلة سلطة شرعية دعتها الأمم المتحدة إلى الجمعية العامة هي محاولة لإفراغ الأمم المتحدة من معناها”.
كما اعتبر أن “محاولات إسكات فلسطين في ظل الدعم الدولي المتزايد لحل الدولتين من شأنها أن تقوض جهود السلام”.
واستشهد جليك بقول الرئيس أردوغان: “العالم أكبر من خمسة، ولن يستطيع أحد إسكات صوت فلسطين، ويظل خطاب رئيسنا في الجمعية العامة للأمم المتحدة الصوت الأعلى للقضية الفلسطينية”.
تفاصيل القرار الأمريكي بإلغاء تأشيرات الفلسطينيين
وكانت وزارة الخارجية الأمريكية أعلنت الجمعة الماضي عن قرارها بإلغاء تأشيرات دخول الرئيس الفلسطيني محمود عباس ونحو 80 مسؤولاً فلسطينياً آخر قبيل الاجتماعات السنوية الرفيعة المستوى للأمم المتحدة المقررة في سبتمبر بنيويورك.
وكان عباس يعتزم إلقاء خطابه السنوي أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة وترؤس الوفد الفلسطيني في هذه الاجتماعات.
وبررت وزارة الخارجية الأمريكية قرارها بالقول إن “منظمة التحرير الفلسطينية والسلطة الفلسطينية فشلتا في الوفاء بالتزاماتهما وقوّضتا فرص السلام”.
واتهمت الخارجية الأمريكية السلطة الفلسطينية بـ”تشجيع العنف” و”السعي للاعتراف الأحادي بدولة فلسطينية”.
واشنطن علقت إصدار جميع أنواع التأشيرات لحاملي جوازات السفر الفلسطينية
يأتي هذا القرار كجزء من سياسة أوسع لإدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تجاه الفلسطينيين.
فقد كشفت صحيفة نيويورك تايمز عن أن واشنطن فرضت تعليقاً شاملاً على إصدار جميع أنواع التأشيرات تقريباً لحاملي جوازات السفر الفلسطينية.
وتشمل هذه القيود تأشيرات العلاج الطبي والدراسة الجامعية وزيارات الأقارب والأصدقاء والعمل.
وتتجاوز السياسة الجديدة القيود التي أُعلنت مؤخراً على تأشيرات الزيارة للفلسطينيين من قطاع غزة، لتشمل أيضاً فلسطينيي الضفة الغربية المحتلة وفلسطينيي الشتات، ولا تنطبق هذه القيود على الفلسطينيين ذوي الجنسيات المزدوجة الذين يستخدمون جوازات سفر أخرى.