أفرجت المحكمة العليا في ولاية فيكتوريا، الجمعة 22 أغسطس 2025، عن الجراح المتدرب رايان تشو (28 عاماً) بكفالة بعد اتهامه بتسجيل نحو 4500 مقطع فيديو سرياً لزملائه العاملين في ثلاثة مستشفيات كبرى بمدينة ملبورن منذ العام 2021، وذلك باستخدام هاتف ذكي مخفي داخل حقيبة شبكية أو في مرافق الحمامات المخصّصة للموظفين.
تشو يواجه أكثر من 500 تهمة جنائية، من بينها انتهاك الخصوصية وتصوير مشاهد حميمة لما لا يقل عن 460 امرأة من العاملات الطبيات دون علمهن أو موافقتهن. المحكمة اشترطت للإفراج عنه أن يقيم لدى والديه القادمين من سنغافورة إلى ملبورن خصيصاً لهذا الغرض، مع دفع كفالة بلغت 50 ألف دولار أسترالي (نحو 32 ألف دولار أمريكي).
النيابة أكدت أمام المحكمة أن خطورة التهم تثير القلق من احتمال فرار المتهم خارج البلاد بعد تعليق عمله في المستشفيات، خاصة وأنه لا يملك ارتباطات شخصية قوية في أستراليا إثر تعليق رخصته الطبية، فيما أفاد محاميه بأنه سلّم جواز سفره السنغافوري ولا يملك علاقات جنائية أو مساعدة محتملة للهروب.
السلطات الأسترالية بدأت التحقيق بعد العثور على هاتف كان يصوّر سراً في حمام بمستشفى أوستن في يوليو الماضي، وتبين لاحقاً أنه رُصدت تسجيلات أيضاً في مستشفى رويال ملبورن ومركز بيتر ماكولوم للسرطان، وجاري فحص الأجهزة الإلكترونية العائدة للمتهم وتحديد مزيد من الضحايا.
حتى الآن، لم تقدم النيابة أدلة على توزيع المقاطع المصوّرة أو استخدامها بشكل علني، لكن حجم التسجيلات وعدد المتضررين أصاب الوسط الطبي في أستراليا بالصدمة ودفع المستشفيات لتشديد إجراءات الحماية والرقابة في الأماكن الخاصة للعاملين.
لا يزال من غير الواضح إذا كانت القضية ستحال إلى محكمة الجنايات أو تصل إلى التسوية خارج القضاء، في ظل مطالبات بتشديد العقوبة وعدم التساهل مع مثل هذه الانتهاكات غير المسبوقة لخصوصية العاملين.