أعلن المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية رافائيل غروسي أن فريقاً من مفتشي الوكالة في طريقه إلى إيران استعداداً لأي اتفاق محتمل بين طهران والقوى الأوروبية لتجنب إعادة فرض العقوبات الأممية عبر آلية “سناب باك”.
وأكد غروسي في تصريحات لوكالة رويترز على هامش أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك أن “المفتشين في طريقهم وهناك إمكانية لبدء هذا العمل تبعاً للإرادة السياسية الإيرانية”.
وأضاف غروسي أنه يجري محادثات “مكثفة” مع إيران والقوى الأوروبية والولايات المتحدة لإيجاد حل، قائلاً: “أمامنا بضع ساعات وربما أيام لنرى ما إذا كان بالإمكان تحقيق شيء ما”.
الموعد النهائي لإعادة العقوبات يقترب مع تعثر المفاوضات
تأتي هذه التطورات في ظل اقتراب الموعد النهائي لتفعيل آلية “سناب باك” يوم 28 سبتمبر الجاري، بعدما فشل مجلس الأمن الدولي الجمعة الماضية في اعتماد قرار يهدف إلى منع إعادة فرض العقوبات على إيران.
وحصل مشروع القرار الذي قدمته كوريا الجنوبية، بصفتها رئيسة مجلس الأمن لشهر سبتمبر، على 4 أصوات مؤيدة و9 أصوات معارضة مع امتناع عضوين عن التصويت.
وقد عقد وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي اجتماعات مكثفة مع نظرائه من بريطانيا وفرنسا وألمانيا – المعروفين بـ”الترويكا الأوروبية” – بالإضافة إلى مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي كايا كالاس.
وأكد بيان الخارجية الإيرانية أن الجانبين اتفقا على “استمرار المشاورات” رغم وصف التحرك الأوروبي بـ”غير المبرر وغير القانوني”.
الشروط الأوروبية الثلاثة لتأجيل العقوبات على إيران
وقد وضعت القوى الأوروبية الثلاث شروطاً واضحة لتأجيل تفعيل آلية “سناب باك” لمدة تصل إلى ستة أشهر، وتشمل: استئناف المفاوضات المباشرة وغير المشروطة مع الولايات المتحدة حول البرنامج النووي الإيراني.
وإتاحة وصول كامل لمفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية إلى المواقع النووية الإيرانية وخاصة تلك التي تعرضت للقصف في يونيو، بالإضافة لتقديم معلومات دقيقة عن مكان وجود المواد المخصبة.
وأكد مصدر دبلوماسي فرنسي أن “إيران لم تستوف الشروط حتى الآن، لكن المناقشات ستستمر لاستكشاف كل الاحتمالات”، مضيفاً أنه “إذا لم يحرز أي تقدم بحلول نهاية 27 سبتمبر، فسيعاد فرض عقوبات الأمم المتحدة”.
التصعيد السياسي الداخلي تجاه الملف النووي
وفي تطور لافت وقع أكثر من 70 نائباً في البرلمان الإيراني على رسالة تطالب بـ”مراجعة العقيدة الدفاعية” للجمهورية الإسلامية وإعادة النظر في فتوى المرشد الأعلى علي خامنئي التي تحرم إنتاج واستخدام الأسلحة النووية.
وتحتج الرسالة على أنه بينما قد يكون “استخدام القنبلة محرماً، فإن صنعها والاحتفاظ بها كرادع أمر آخر”.
ورد الرئيس بزشكيان بتأكيد قدرة إيران على تجاوز أي عقوبات جديدة، قائلاً: “قد يغلقون الطرق عبر سناب باك، لكن العقل والأفكار ستبني طرقاً جديدة، يمكنهم ضرب نطنز وفردو، لكن الشعب سيبني نطنز وأهم من نطنز”، على حد قوله.