يصوت مجلس الأمن الدولي التابع للأمم المتحدة اليوم الجمعة على مشروع قرار اقترحته روسيا والصين لتأجيل إعادة فرض العقوبات على إيران لمدة ستة أشهر، وسط توقعات بعدم نيل المقترح الأصوات الكافية لإقراره، وفقاً لرويترز.
آلية إعادة فرض العقوبات على إيران تدخل المرحلة الحاسمة
ومن المقرر إعادة فرض جميع عقوبات الأمم المتحدة على إيران عند الساعة الثامنة مساء الجمعة (منتصف ليل السبت بتوقيت غرينتش)، إذا فشل التصويت المرتقب في مجلس الأمن.
وتأتي هذه الخطوة بعد أن أطلقت بريطانيا وفرنسا وألمانيا المعروفة بـ”الترويكا الأوروبية” عملية مدتها 30 يوماً في أواخر أغسطس الماضي، متهمة طهران بانتهاك الاتفاق النووي المبرم عام 2015.
ويحتاج صدور أي قرار في مجلس الأمن المكون من 15 عضواً إلى تأييد تسعة أصوات على الأقل وعدم استخدام أي من الأعضاء الدائمين حق النقض.
وتوقع دبلوماسيون امتناع عدد كبير من الدول عن التصويت، مما يقلل من احتمالية إقرار المشروع الروسي الصيني.
جهود دبلوماسية مكثفة في اللحظات الأخيرة لوقف إعادة العقوبات
وتحاول إيران والقوى الأوروبية هذا الأسبوع التوصل إلى اتفاق في اللحظة الأخيرة لتأجيل إعادة فرض العقوبات.
وعرضت الترويكا الأوروبية تأجيلاً يصل إلى ستة أشهر من أجل إتاحة المجال لإجراء محادثات بشأن اتفاق طويل الأجل حول البرنامج النووي الإيراني.
ويتطلب هذا العرض الأوروبي أن تعيد إيران السماح بدخول مفتشي الأمم المتحدة النوويين، وأن تعالج المخاوف بشأن مخزونها من اليورانيوم المخصب، وأن تنخرط في محادثات مع الولايات المتحدة.
موقف إيراني متشدد رغم الضغوط
وأكد الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان يوم الخميس أن طهران “مستعدة تماماً لمواجهة أي سيناريو” وأنها ستعدل سياساتها إذا أُعيد فرض عقوبات الأمم المتحدة.
وعبر بزشكيان عن أمله في عدم إعادة فرض العقوبات خلال اجتماعه مع الرئيس البوليفي على هامش الجمعية العامة للأمم المتحدة.
وصرح بزشكيان في وقت سابق قائلاً: “من خلال آلية إعادة فرض العقوبات يسدون الطريق، لكن العقول والأفكار هي التي تفتح الطريق أو تبنيها”.
وأضاف: “لا يمكنهم إيقافنا.. لن نستسلم أبداً في مواجهة المطالب المفرطة لأن لدينا القدرة على تغيير الوضع”.
تداعيات واسعة في حالة إعادة فرض العقوبات على إيران
وحذر المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني من أن تعاون البلاد مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية “سيُعلق فعلياً” إذا أُعيد فرض عقوبات الأمم المتحدة.
وستعيد الآلية فرض حظر على الأسلحة وعلى تخصيب اليورانيوم وإعادة معالجته، وعلى أنشطة الصواريخ الباليستية، فضلاً عن تجميد أصول إيرانية حول العالم.
وكان مجلس الأمن قد صوت يوم الجمعة 19 سبتمبر ضد مشروع قرار لرفع العقوبات عن إيران بشكل دائم، حيث صوتت روسيا والصين وباكستان والجزائر لصالح المشروع، بينما صوت تسعة أعضاء ضده وامتنع عضوان.
وهذا التصويت فتح المجال أمام أسبوع من الدبلوماسية المكثفة على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة.