أعلن المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية إسماعيل بقائي أن طهران وباريس تمتلكان “الإرادة اللازمة” لحل قضية السجناء بين البلدين، وذلك في إشارة إلى إمكانية التوصل إلى اتفاق لتبادل المحتجزين رغم التوترات الدبلوماسية المتصاعدة.
وصرح بقائي خلال مؤتمره الصحفي الأسبوعي قائلا: “نحن نتعامل مع هذه القضية بجدية. نعتقد أن كلا الطرفين يمتلكان الإرادة الضرورية لإيجاد حل”.
وجاءت تصريحات المسؤول الإيراني بعد أسبوع واحد من إصدار محكمة إيرانية أحكاماً بالسجن لفترات طويلة بحق مواطنين فرنسيين اثنين بتهم التجسس، في خطوة أثارت غضب باريس واتهامات متبادلة بين البلدين.
أحكام ثقيلة على مواطنين فرنسيين تثير أزمة دبلوماسية
وأعلنت السلطة القضائية الإيرانية يوم الثلاثاء 14 أكتوبر أن المحكمة الثورية في طهران أصدرت أحكاماً قاسية بحق سيسيل كوهلر وشريكها جاك باري، المحتجزين في إيران منذ عام 2022، بتهم التجسس لصالح الاستخبارات الفرنسية والتعاون مع إسرائيل.
وفقاً لوكالة “فارس” شبه الرسمية ووكالة “ميزان” القضائية، حُكم على أحد المواطنين الفرنسيين بالسجن 6 سنوات بتهمة التجسس لصالح فرنسا، إضافة إلى 5 سنوات بتهمة التآمر لارتكاب جريمة ضد الأمن القومي، و20 عاماً بتهمة مساعدة الاستخبارات الإسرائيلية.
وحُكم على الآخر بالسجن 10 سنوات بتهمة التجسس لصالح فرنسا، و5 سنوات بتهمة التآمر، و17 عاماً بتهمة مساعدة إسرائيل.
وأشارت السلطة القضائية الإيرانية إلى أن الأحكام أولية ويمكن استئنافها أمام المحكمة العليا خلال عشرين يوماً.
فرنسا تدين الأحكام وتطالب بالإفراج الفوري
وردت وزارة الخارجية الفرنسية بشدة على الأحكام، واصفة إياها بأنها “تعسفية” وأن التهم الموجهة إلى المواطنين الفرنسيين “غير مبررة تماماً ولا تستند إلى أي أساس”.
وقال المتحدث باسم الوزارة باسكال كونفافرو: “نود توجيه تفكير خاص لمواطنينا سيسيل كوهلر وجاك باري، اللذين احتُجزا لأكثر من ثلاث سنوات في إيران. كلاهما حُكم عليهما بشكل تعسفي بعقوبات سجن طويلة جداً. ندعو إلى الإفراج الفوري عنهما”.
مهدية إسفنديار: الورقة الإيرانية في المفاوضات
وتتمحور جهود التبادل حول مهدية إسفنديار، الطالبة الإيرانية البالغة من العمر 39 عاماً والمقيمة في مدينة ليون الفرنسية منذ عام 2018، والتي اعتُقلت في 28 فبراير 2025 بتهمة “تمجيد الإرهاب” بسبب منشورات على وسائل التواصل الاجتماعي تتعلق بحرب غزة.
وأشارت تقارير إلى أن السلطات الفرنسية اتهمتها بنشر محتوى “يمجد هجمات حماس في 7 أكتوبر 2023″، و”التحريض على أعمال إرهابية”، و”الإساءة للمجتمع اليهودي”.
واعتُقلت إسفنديار بعد مداهمة منزلها في ليون من قبل عناصر الشرطة الملثمين في عملية فجرية، دون تقديم أي توضيحات لعائلتها.