أعلن الأمير خالد بن طلال بن عبد العزيز آل سعود عن مبادرة إنسانية جديدة تهدف إلى إنشاء مركز طبي متخصص لرعاية مرضى الغيبوبة في مصر، ليحمل اسم نجله الراحل الأمير الوليد “الأمير النائم”. جاء هذا الإعلان خلال مداخلة هاتفية من المملكة العربية السعودية في برنامج “قلبك مع جمال شعبان” الذي يقدمه الدكتور جمال شعبان، العميد السابق لمعهد القلب القومي.
تفاصيل المشروع الخيري
كشف الأمير خالد بن طلال أنه يعتزم تنفيذ العديد من المشاريع الخيرية باسم الأمير النائم في مصر ودول أخرى، وأن هذا المركز سيكون أولى الخطوات في هذا المسار الخيري. وأوضح أن المركز سيحمل اسم “مركز الأمير النائم لرعاية مرضى الغيبوبة”، وسيعمل على توفير خدمات طبية متخصصة للمرضى الذين يعانون من فقدان الوعي الطويل، إلى جانب تقديم الدعم النفسي والمعنوي لأسرهم.
وأشار الأمير خالد إلى أن المركز سيضم فريقاً من الأطباء المتخصصين في طب الأعصاب والعناية المركزة، بالإضافة إلى تقنيات حديثة للتأهيل العصبي والعلاج الطبيعي، كما سيشمل وحدات أبحاث علمية للمساهمة في تطوير بروتوكولات علاجية حديثة لمرضى الغيبوبة.
التعاون السعودي-المصري المرتقب
أعرب الأمير خالد بن طلال عن نيته في التعاون المباشر مع الدكتور جمال شعبان لتنفيذ هذا المشروع الطبي الإنساني. وأكد أن مصر كانت دائماً حاضنة للأعمال الخيرية والإنسانية، وتستحق أن تكون بداية هذا المشروع العالمي.
كما أشار إلى أن مصر ليست فقط وجهة طبية مهمة، بل تتمتع أيضاً بكوادر طبية متميزة يمكنها تقديم رعاية متقدمة لمرضى الغيبوبة، موضحاً أنه سيعمل على توفير أحدث التقنيات الطبية والتجهيزات المتطورة داخل المركز، ليكون نموذجاً يُحتذى به في المنطقة.
إشادة بموقف مفتي مصر
أوضح الأمير خالد بن طلال أن مفتي الديار المصرية كان من أوائل الشخصيات التي قدمت واجب العزاء في وفاة نجله. وقد نعى الدكتور نظير محمد عياد، مفتي الجمهورية، الأمير الوليد بن خالد بن طلال، وأعرب عن خالص تعازيه إلى خادم الحرمين الشريفين وإلى أسرة الفقيد.
وأكد الأمير خالد أن هذه المبادرة تعكس العلاقات الإنسانية المتينة بين الشعبين المصري والسعودي، وتدل على عمق الروابط الروحية والدينية التي تجمع بينهما. وأضاف قائلاً: “هذا الموقف يحمل دلالات كثيرة بالنسبة لنا كأسرة، ويدفعنا للاستمرار في فعل الخير باسم الأمير النائم”.
سلسلة من الأعمال الخيرية المرتقبة
أكد الأمير خالد بن طلال أن الأعمال الخيرية لن تتوقف عند هذا المركز، بل ستكون بداية لمسار طويل من العطاء باسم الأمير النائم. وأشار إلى أن الفترة المقبلة ستشهد إطلاق العديد من المبادرات الخيرية التي تحمل اسم نجله.
وصرح بأن هذه الأعمال ستكون صدقة جارية عن روح نجله الذي ظل في غيبوبة لأكثر من 20 عاماً قبل وفاته. واختتم حديثه بالتعبير عن أمله في أن يكون المركز منارة للأمل لكل من يعيشون ألم الغيبوبة وفقدان الوعي.
خلفية عن “الأمير النائم”
تُوفي الأمير الوليد بن خالد بن طلال في 19 يوليو 2025، بعد أن أمضى 20 عاماً في غيبوبة إثر تعرضه لحادث مروري في عام 2005. وكان يُعرف إعلامياً بلقب “الأمير النائم”، وحظيت قصته بتعاطف واسع من الشعوب العربية.
وأُقيمت صلاة الجنازة عليه يوم الأحد 20 يوليو 2025 بعد صلاة العصر في جامع الإمام تركي بن عبدالله في مدينة الرياض.