السيارات الحديثة تجسس عليك: إليك ما يمكنك فعله حيال ذلك

السيارات الحديثة تجمع بيانات شخصية ضخمة عن السائقين وتشاركها مع أطراف ثالثة، مما يجعل الخصوصية الرقمية في خطر كبير.

فريق التحرير
فريق التحرير
شاشة سيارة ذكية تعرض نظام التنقل وتتبع الموقع مع خريطة رقمية وتعليمات القيادة

ملخص المقال

إنتاج AI

أصبحت السيارات الحديثة تجمع بيانات شخصية حساسة، مثل الموقع وسلوك القيادة، وتشاركها مع أطراف ثالثة كشركات التأمين والمعلنين. لحماية الخصوصية، يمكن استخدام أداة "تقرير خصوصية السيارة" وطلب حقوق الخصوصية المتاحة.

النقاط الأساسية

  • السيارات الحديثة تجمع بيانات شخصية حساسة مثل الموقع والمعلومات الحيوية.
  • 84% من الشركات المصنعة للسيارات تشارك البيانات مع طرف ثالث، و76% تبيعها.
  • لحماية الخصوصية، استخدم أداة "تقرير خصوصية السيارة" واطلب حقوق الخصوصية.

السيارات الحديثة أصبحت أجهزة حاسوب متحركة تجمع كميات هائلة من البيانات الشخصية عن سائقيها، محققة بذلك نقلة نوعية في الخصوصية الرقمية للمستخدمين.

وتراقب هذه المركبات موقعك الجغرافي، سلوكك، وحتى تحركات عينيك أثناء قيادتك، بينما تشارك معلوماتك مع شركات التأمين والمعلنين ووسطاء بيانات غامضين.​

ماذا تجمع السيارات الحديثة من بيانات؟

خلصت مؤسسة موزيلا في دراسة شاملة عام 2023 لفحص 25 ماركة سيارات إلى نتيجة صادمة: أن السيارات تحتل المرتبة الأخيرة من حيث الخصوصية مقارنة بأي فئة منتجات أخرى فحصتها المؤسسة.

ويشمل هذا الجمع كل شيء من تفاعلاتك الطبيعية مع السيارة مثل تحريك المقود إلى فتح الأبواب، وصولاً إلى بيانات الخدمات المتصلة كالملاحة بالأقمار الصناعية وأنظمة التلميتكس والكاميرات والمستشعرات.​

وتضم هذه البيانات معلومات شخصية حساسة جداً تشمل عنوانك ورقم الضمان الاجتماعي وحتى البيانات الحيوية مثل بصمات أصابعك وخصائصك الوراثية.

Advertisement

وتجمع السيارات أيضاً سجل موقعك بالكامل وسرعتك وأسلوب قيادتك وعادات القيادة والأحداث الحرجة مثل انزلاق العجلات والكبح المفاجئ.

وتسجل هذه الأنظمة حتى التفاصيل الدقيقة مثل وقت اليوم الذي تقود فيه ومتى تفك حزام الأمان.​

من يملك بيانات سيارتك؟

الأسوأ من ذلك أن 84% من الشركات المصنعة للسيارات التي فحصتها موزيلا تقول إنها تشارك البيانات مع طرف ثالث، و76% منها تصرح صراحة بأنها تبيع البيانات الشخصية.

وتتلقى هذه البيانات شركات التأمين التي قد تستخدمها لرفع أقساطك، والمعلنون لاستهدافك بالإعلانات، والحكومة استجابة لطلب “غير رسمي” من إنفاذ القانون.​

وأثار هذا الموضوع انتباهاً عام 2024 عندما فرضت لجنة التجارة الفيدرالية حظراً على جنرال موتورز لمدة خمس سنوات عن مشاركة بيانات السائقين مع وكالات التقارير الائتمانية، بعد أن اتضح أن الشركة شاركت معلومات عن تجاوزات السرعة والقيادة في ساعات متأخرة من الليل لاستخدامها في تعديل أقساط التأمين.​

Advertisement

كيفية حماية خصوصيتك

يمكن لأصحاب السيارات اتخاذ خطوات عملية لحماية بياناتهم. الخطوة الأولى هي استخدام أداة “تقرير خصوصية السيارة” المتاحة مجاناً على موقع vehicleprivacyreport.com، والتي تتيح لك معرفة البيانات بالضبط التي تجمعها سيارتك من خلال إدخال رقم تحديد السيارة الفريد.​

وبعد معرفة ما تجمعه سيارتك، يمكنك طلب حقوق خصوصية محددة. تشمل هذه الحقوق “الحق في الحذف” و”الحق في عدم البيع” و”الحق في تحديد استخدام المعلومات الحساسة”.

وتختلف طرق التقديم حسب الماركة، لكن معظمها توفر نماذج عبر الإنترنت أو تطبيقات جوال متصلة.​ وبالنسبة لسيارات فورد، ما عليك سوى الذهاب إلى إعدادات شاشة SYNC وتعطيل “مشاركة بيانات السيارة”. أما مالكو سيارات تويوتا يمكنهم الضغط على زر الاستغاثة SOS والطلب من ممثل الخدمة إيقاف خدمات الاتصال.

سائقو سيارات BMW يمكنهم فعل الشيء نفسه من خلال شاشة BMW iDrive أو بتعطيل بطاقة SIM المدمجة في السيارة.​

هناك تكلفة لإيقاف خدمة مشاركة البيانات

Advertisement

وهناك تكلفة لهذا الخيار، فإيقاف مشاركة البيانات يعني فقدان بعض الميزات مثل خدمات الطوارئ على الطريق أو كشف الحوادث أو الدخول عن بعد إلى السيارة من هاتفك. رغم هذا، يرى الخبراء أن حماية الخصوصية تستحق هذه التضحيات.​

وهناك سيارات مثل بورش توفر خيارات أكثر مرونة، حيث تضم “وضع خاص” يقيد مشاركة البيانات بفعالية. لكن معظم الماركات الأخرى تجعل العملية معقدة بهدف تثبيط المالكين عن التراجع.​

ويجب على مالكي السيارات أيضاً فهم أن التشريعات الحالية توفر حماية محدودة جداً. فقط 16 ولاية أمريكية لديها قوانين خصوصية قوية، مما يترك ملايين السائقين بلا حماية قانونية فعالة من جمع البيانات والبيع. وهذا يجعل الاجراءات الشخصية والاستباقية ضرورية جداً.