أعلن مسؤولان في قطاع النفط لوكالة رويترز أن تدفق النفط الخام من إقليم كردستان العراق إلى تركيا سيستأنف يوم السبت المقبل، وذلك بعد انقطاع دام أكثر من عامين ونصف.
جاء هذا الإعلان بعد أن وصف رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني الاتفاق بأنه “تاريخي”، حيث ستتسلم وزارة النفط الاتحادية النفط الخام المنتج من حقول إقليم كردستان وتقوم بتصديره عبر خط الأنابيب العراقي التركي.
شركة سومو ستتولى تصدير جميع كميات النفط الخام المنتج
وبموجب الاتفاق الجديد، ستتولى شركة تسويق النفط العراقية “سومو” مسؤولية تصدير جميع كميات النفط الخام المنتج من حقول إقليم كردستان، باستثناء الكميات المخصصة للاستهلاك المحلي، عبر خط أنابيب كركوك-جيهان إلى ميناء جيهان التركي.
وأكدت وزارة الثروات الطبيعية في إقليم كردستان أن تصدير النفط سيستأنف خلال 48 ساعة من إعلان الاتفاق الثلاثي بين وزارة النفط العراقية ووزارة الثروات الطبيعية في الإقليم والشركات المنتجة.
8 شركات نفطية توقع اتفاقيات مبدئية لاستئناف صادرات النفط
وقد وقعت ثماني شركات نفط دولية تمثل أكثر من 90% من إنتاج إقليم كردستان على اتفاقات مبدئية مع الحكومة الاتحادية العراقية وحكومة الإقليم لاستئناف صادرات النفط.
وأوضحت هذه الشركات أن الإطار المتفق عليه سيسمح باستئناف الصادرات “في الأيام المقبلة” بمجرد توقيعه وتطبيقه رسمياً.
ووفقاً لمصادر إعلامية، لم توقع شركتا “دي.إن.أو” النرويجية وشريكتها “جينيل إنرجي” البريطانية على الاتفاق بعد، بينما وقعت جميع الشركات الأخرى.
وذكرت تقارير أن شركة “دي.إن.أو” تطالب بضمانات لسداد ديون متراكمة تقدر بحوالي 300 مليون دولار.
الأهمية الاقتصادية للاتفاق الموقع بين بغداد وأربيل
سيؤدي استئناف تشغيل خط الأنابيب إلى تدفق حوالي 230 ألف برميل من النفط الخام يومياً إلى الأسواق الدولية في البداية، مع إمكانية الوصول إلى 400-500 ألف برميل يومياً مع الاستثمارات الجديدة وزيادة الإنتاج من الحقول الكردية.
وقدر وزير الخارجية العراقي فؤاد حسين الخسائر التي تكبدها العراق نتيجة توقف صادرات النفط من إقليم كردستان بين 22 و25 مليار دولار.
وأضاف حسين في مقابلة مع وكالة بلومبرغ أن استئناف الصادرات “سيحدث على الأرجح هذا الأسبوع”.
الخلفية التاريخية للنزاع بين بغداد وأربيل حول تصدير النفط
توقف تصدير نفط إقليم كردستان منذ مارس 2023 بعد قرار من محكمة التحكيم الدولية التابعة لغرفة التجارة الدولية في باريس يلزم تركيا بدفع تعويض للعراق بقيمة 1.5 مليار دولار بسبب السماح بتصدير نفط الإقليم “بشكل غير قانوني” دون موافقة بغداد.
وكان الخلاف بين الحكومة الاتحادية العراقية وحكومة إقليم كردستان حول السيطرة على عائدات النفط من الشمال قد امتد لسنوات، لكن في يوليو 2025 وافقت حكومة الإقليم على تسليم نفطها إلى شركة “سومو” لتتولى بيعه.
الترحيب الأمريكي باتفاق إعادة تصدير النفط
وقد رحب وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو بالاتفاق، قائلاً في بيان: “نرحب بالإعلان عن توصل حكومة العراق إلى اتفاق مع حكومة إقليم كردستان والشركات الدولية لإعادة فتح خط أنابيب العراق-تركيا، وهو اتفاق سعت الولايات المتحدة إلى تسهيله”.
وأضاف روبيو أن الاتفاق “سيسهم في تعزيز الشراكة الاقتصادية المتبادلة المنفعة بين الولايات المتحدة والعراق، وتشجيع بيئة استثمارية أكثر استقراراً في عموم العراق للشركات الأمريكية، وتعزيز أمن الطاقة الإقليمي، وترسيخ سيادة العراق”.
