شهدت العاصمة المصرية القاهرة، السبت، حدثاً ثقافياً وتاريخياً بارزاً تمثل في افتتاح المتحف المصري الكبير رسمياً، وذلك خلال حفل ضخم انطلق في تمام السابعة مساءً بتوقيت القاهرة، بحضور عدد من قادة وزعماء العالم وممثلين عن منظمات دولية، بالإضافة إلى شخصيات عامة في مختلف المجالات، وسط إجراءات أمنية مكثفة وتغطية إعلامية دولية واسعة، كما أعلنت وزارة السياحة والآثار المصرية عبر بياناتها الرسمية.
ويعد المتحف المصري الكبير، الذي يقع على مشارف أهرامات الجيزة، أكبر متحف أثري في العالم مخصص لحضارة واحدة، إذ يشمل أكثر من 50 ألف قطعة أثرية من مختلف العصور الفرعونية، بينها المجموعة الكاملة لمقتنيات الملك توت عنخ آمون، والتي يعرض العديد منها للمرة الأولى، حيث تستقبل قاعة توت عنخ آمون زوارها بآلاف القطع الأثرية، وعلى رأسها القناع الذهبي الشهير.
حفل الافتتاح الرسمي شهد حضوراً غير مسبوق من قيادات دولية بارزة، وكشفت وزارة السياحة والآثار عن إصدار عملات ذهبية وفضية تذكارية، وتخصيص جولات خاصة للضيوف على جنبات المتحف المختلفة، فيما أكد الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، انتهاء كافة الاستعدادات اللوجستية والتجهيزات التنظيمية للمتحف، بتعاون كامل بين الجهات الحكومية والهيئة العليا للمتحف المصري الكبير.
وزارة السياحة والآثار أشارت إلى أن مراسم الافتتاح تقتصر على المدعوين فقط، موضحة عدم صحة ما تداولته بعض منصات التواصل الاجتماعي حول بيع تذاكر لحضور الحدث أو فتح باب التطوع لتنظيم الحفل، بينما سيُسمح للجمهور بزيارة المتحف اعتباراً من الثلاثاء الرابع من نوفمبر، مع بدء تفعيل منظومة الحجز الإلكتروني وخدمات الإرشاد السياحي.
من جانبه، أوضح رئيس الهيئة التنفيذية للمتحف الدكتور أحمد غنيم أن المشروع الذي بلغت تكلفته الإجمالية قرابة مليار دولار، يجسد رؤية مصر المستقبلية في الحفاظ على التراث، ودعم قطاع السياحة، حيث يتوقع المسؤولون أن يسهم المتحف في رفع أعداد السياح بنحو 7 ملايين زائر سنوياً بعد افتتاحه، ويصل إجمالي زوار البلاد إلى ما يقارب 30 مليوناً بحلول عام 2030، الأمر الذي يمثل دفعة قوية للاقتصاد الوطني وتوفير آلاف فرص العمل الجديدة.
ويضم المتحف مساحات عرض شاسعة تمتد لنحو 24 ألف متر مربع، ومرافق مجهزة لفعاليات ثقافية وتعليمية، إضافة إلى متحف للأطفال وقاعات مؤتمرات ومنطقة تجارية وخدمات متكاملة للزوار. كما تعرض صالات العرض الرئيسية آثاراً متنوعة تُبرز الحياة المصرية القديمة من عصر ما قبل التاريخ وحتى العصور اليونانية والرومانية.
اختيار موعد افتتاح المتحف جاء متزامناً مع الذكرى الثالثة بعد المائة لاكتشاف مقبرة الملك توت عنخ آمون، بهدف تقديم تجربة سياحية متكاملة للزائرين،




