شهد المغرب احتجاجات متواصلة نظمها شباب تحت اسم “جيل زد 212” مطالبة بإصلاح جذري في نظامي التعليم والرعاية الصحية، وتحولت هذه الاحتجاجات إلى مواجهات عنيفة مع قوات الأمن، خاصة في اليوم الرابع من التظاهرات في مدن مثل الرباط، تزنيت، إنزكان، وآيت عميرة.
خلفية الاحتجاجات وأسبابها
تم تنظيم الحركة الشبابية الناشئة عبر منصات التواصل الاجتماعي مثل TikTok وInstagram وتطبيق الألعاب Discord، وبرزت شعارات من بينها “نريد مستشفيات لا ملاعب” و”الشعب يريد القضاء على الفساد”. تأتي الاحتجاجات في سياق استياء عام بسبب تدهور الخدمات العمومية وارتفاع البطالة بين الشباب، حيث بلغت معدلاتها نحو 35.8%، فضلاً عن مأساة وفاة نساء أثناء الولادة في مستشفى حكومي بأكادير.
مجريات الأحداث في المغرب
في الجنوب، أدى رشق الحجارة وأعمال التخريب إلى إتلاف مركبات أمنية وحرق بنوك في مناطق مثل آيت عميرة وإنزكان، كما وقعت اشتباكات باستخدام مدافع المياه مع الشرطة. في الرباط، اعتقلت قوات الأمن عشرات الشبان خلال محاولتهم التظاهر في أحياء مكتظة بالسكان، في حين استمرت الاحتجاجات في مدن كبرى أخرى مثل الدار البيضاء ومراكش وطنجة.
ردود الفعل الرسمية والمدنية
أعرب الائتلاف الحكومي عن استعداده للحوار مع الشباب لإيجاد حلول، وأشاد برد الفعل الأمني بما وصفه بالتوازن والالتزام بالقانون. وفي المقابل، أدانت الجمعية المغربية لحقوق الإنسان الاعتقالات ووصفها بأنها غير دستورية، وطالبت بالإفراج عن الموقوفين وتوفير الحماية لحق التظاهر السلمي.
دلالات وتأثيرات الاحتجاجات
تمثل هذه الاحتجاجات مرحلة مهمة في التعبير عن الغضب الاجتماعي لدى الشباب المغربي، وهي تضع الحكومة أمام تحدٍ كبير لتحقيق مطالب إصلاحية تجاه قطاعات الصحة والتعليم والعدالة الاجتماعية. كما أن احتجاجات “جيل زد 212” تبرز دوراً جديداً للتنظيم الرقمي الموزع عبر وسائل التواصل الاجتماعي في الحراك الاجتماعي بالمغرب.
هذه الاحتجاجات تحظى بتغطية كبيرة محلية وعالمية، مع توقع استمرار الضغط الشعبي والمفاوضات السياسية في الأسابيع المقبلة.