قالت السلطات المحلية إن شخصين قُتلا وآخرين أصيبوا في مدينة القليعة قرب أكادير عندما استخدمت قوات الأمن الأسلحة النارية لمنع أشخاص من سرقة أسلحتها وذخيرتها مساء أمس الأربعاء، بحسب رويترز.
وتمثل الواقعة تحولا داميا في الاحتجاجات المناهضة للحكومة التي كانت في البداية تطالب بإصلاحات في مجال العدالة الاجتماعية.
السلطات المحلية في المغرب: قوات الأمن اضطرت إلى إطلاق النار دفاعاً عن النفس
وقالت السلطات المحلية إن قوات الأمن اضطرت إلى إطلاق النار دفاعا عن النفس بعد الفشل في منع المجموعة من اقتحام مقر للدرك الملكي بالغاز المسيل للدموع.
وأضافت السلطات المحلية أن المجموعة المسلحة بالسكاكين تمكنت من إضرام النار في جزء من المركز وفي إحدى المركبات، مما اضطر قوات الأمن إلى استخدام الأسلحة النارية دفاعا عن النفس، دون ذكر عدد المصابين.
وحاولت السلطات في البداية وقف الأشكال الاحتجاجية، لكن المظاهرات تصاعدت وتحولت إلى اضطرابات واسعة النطاق مساء يوم الثلاثاء. وأظهرت صور لرويترز قوات الأمن وهي تحاصر المتظاهرين وتقتادهم بالقوة إلى حافلات صغيرة.
وزارة الداخلية: إصابة 263 فرداً من قوات الأمن و23 مدنياً خلال الاشتباكات
وقالت وزارة الداخلية إن 263 فردا من قوات الأمن و23 مدنيا أصيبوا خلال اشتباكات الثلاثاء.
وذكر شهود أن أعمال العنف امتدت مساء أمس الأربعاء إلى مدينة سلا القريبة من العاصمة الرباط، حيث رشقت مجموعات من الشبان في الأحياء المكتظة بالسكان الشرطة بالحجارة وتعرضت محلات تجارية للنهب وأضرمت النار في بنوك وأحرقت سيارات للشرطة.
وفي طنجة، على مضيق جبل طارق، رشق شبان قوات الأمن بالحجارة، فيما شهدت بلدات صغيرة في منطقة سوس القريبة من أكادير لليلة الثانية على التوالي بعض أكثر الاضطرابات حدة.
وفي سيدي بيبي، أحرق شبان ملثمون مقر الجماعة الحضرية (مبنى البلدية) وأغلقوا طريقا رئيسيا، حسبما قال حسن بركوز وهو من السكان المحليين.
وإلى الجنوب من أكادير في بيوكرة، تم نهب أحد البنوك وإتلاف متاجر، وذكر موقع لو ديسك المحلي أن مدينة مراكش، المركز السياحي في المغرب، شهدت اشتباكات عنيفة حيث أحرق المتظاهرون مركزا للشرطة.
مظاهرات سلمية في الدار البيضاء ومطالبات بالقضاء على الفساد
وعلى النقيض من ذلك، خرجت مظاهرات سلمية في الدار البيضاء، العاصمة الاقتصادية للمغرب، وفي مدينتي وجدة وتازة شرق البلاد.
ودعا المتظاهرون هناك رئيس الوزراء عزيز أخنوش إلى الاستقالة ورددوا شعارات مثل “الشعب يريد القضاء على الفساد”.
وتبلغ نسبة البطالة في المغرب 12.8 بالمئة، وتصل نسبتها بين الشبان إلى 35.8 بالمئة و19 بالمئة بين الخريجين، وفقا للمندوبية السامية للتخطيط.
وفي حين شهد المغرب احتجاجات سلمية عدة مرات بسبب المظالم الاقتصادية والاجتماعية، فإن اضطرابات هذا الأسبوع هي الأعنف منذ مظاهرات 2016-2017 في منطقة الريف الشمالية.
الداخلية المغربية قالت إنها تضمن الحق في التظاهر السلمي ضمن الحدود القانونية
وفي وقت سابق من أمس الأربعاء، قالت وزارة الداخلية إنها تضمن الحق في التظاهر السلمي ضمن الحدود القانونية وتعهدت بالرد “بتحفظ وضبط للنفس وعدم الانسياق وراء الاستفزازات”.
وعبر منشورات على مواقع التواصل الاجتماعي التي تناقش الاحتجاجات، قالت مجموعة “جيل زد 212” يوم الثلاثاء إنها ترفض العنف وملتزمة بمواصلة الاحتجاجات السلمية. وأضافت أنه ليس لديها أي نزاع مع قوات الأمن بل مع الحكومة فقط.
وحتى الآن، احتجزت الشرطة 409 أشخاص في أعقاب الاضطرابات، وسيمثل 193 شخصا للمحاكمة – معظمهم أفرج عنهم بكفالة – بتهم تشمل الحرق العمد والنهب ومهاجمة قوات الأمن، وفقا للنيابة العامة.