اليوم أحد أقصر أيام الأرض.. في ظاهرة فلكية نادرة، تستعد الأرض خلال شهري يوليو وأغسطس 2025 لتسجيل مجموعة من أقصر الأيام على الإطلاق منذ بدء قياسات الزمن الدقيقة، نتيجة تسارع غير متوقع في سرعة دورانها حول محورها.
وفقًا لحسابات فلكية دقيقة، يُتوقع أن تكون الأيام التالية من بين الأقصر في العصر الحديث:
- اليوم الأربهاء 9 يوليو 2025: أقصر بـ1.30 ميلي ثانية من اليوم القياسي.
- الثلاثاء 22 يوليو 2025: أقصر بـ1.38 ميلي ثانية.
- الثلاثاء 5 أغسطس 2025: أقصر بـ1.51 ميلي ثانية.
وعلى الرغم من أن الفرق لا يتجاوز أجزاء من الألف من الثانية، إلا أن هذا التغير الزمني الدقيق يحمل تأثيرات عميقة على أنظمة الملاحة عبر الأقمار الصناعية GPS الخوادم البنكية، توقيتات البث، والرصد الفضائي.
ما سبب تسارع الأرض؟
لا يزال السبب الدقيق لغزًا علميًا، إلا أن العلماء يقترحون عددًا من العوامل الطبيعية المحتملة، منها:
- حركة المعادن السائلة في نواة الأرض، والتي قد تؤثر على سرعة الدوران.
- ذوبان الأنهار الجليدية الناتج عن التغير المناخي، ما يعيد توزيع الكتلة حول الكوكب ويؤثر على توازنه.
- الزلازل الكبيرة التي تعيد ترتيب الكتلة الداخلية للأرض.
- تأثير القمر والمد والجزر الذي يمكن أن يسرّع أو يبطئ دوران الكوكب.
لماذا يهم هذا الأمر؟
منذ السبعينيات، يعتمد العلماء على الساعات الذرية فائقة الدقة في قياس “طول اليوم” بدقة تصل إلى أجزاء من الميلي ثانية، وقد رُصدت ظواهر مشابهة في أعوام 2020 و2022 و2024. وكان أقصر يوم مسجل حتى الآن هو 5 يوليو 2024 بفارق 1.66 ميلي ثانية عن 24 ساعة.
في حال استمرار تسارع الأرض، قد تضطر الهيئات الزمنية العالمية إلى اتخاذ إجراء غير مسبوق يُعرف بـ”الثانية السالبة”، أي حذف ثانية واحدة من التوقيت العالمي المنسق (UTC) للحفاظ على تزامن الأنظمة. وحتى الآن، جرى دائمًا إضافة ثوانٍ كبيسة لتعويض التباطؤ الطبيعي في دوران الأرض، لكن حذف ثانية لم يحدث في التاريخ، وقد يكون ذلك ضروريًا لأول مرة بحلول عام 2029.

هل نشعر بهذه التغييرات؟
بالنسبة لمعظم البشر، لن يشعروا بأي فرق. لكن الأنظمة الرقمية الدقيقة قد تتأثر، حيث إن تغيرًا بزمن أقل من ثانية قد يُحدث اضطرابًا في:
- أنظمة GPS والملاحة الجوية.
- التبادلات البنكية عالية السرعة.
- البيانات الفضائية والرصد الفلكي.
تسارع الأرض: إشارات مناخية وجيولوجية؟
بعض الدراسات تشير إلى أن هذا التسارع قد يكون علامة على تغيرات مناخية أعمق، خصوصًا مع ذوبان الجليد القطبي وإعادة توزيع الكتلة الجغرافية للكوكب.
يؤكد العلماء أن دوران الأرض ليس ثابتًا، بل يتغير باستمرار تحت تأثيرات داخلية وخارجية. هذه الديناميكية تعكس مدى تعقيد نظامنا الكوكبي وتُبرز حاجتنا لمراقبة دقيقة له، خاصة في عصر تتحكم فيه الميلي ثانية بمسارات طائرات، وتحويلات مالية، وإشارات أقمار صناعية.