شهد الوسط الفني المصري والعربي خلال الأيام الماضية موجة من التحذيرات المتصاعدة بعد ورود تقارير رسمية عن ظهور شخص مجهول ينتحل شخصية المخرج محمد سامي، أحد أبرز الأسماء في صناعة الدراما، حيث يقوم بعرض أعمال فنية وهمية على فنانات من مصر والعراق والمغرب عبر منصات التواصل الاجتماعي وتطبيقات الرسائل.
وبيّنت نقابة المهن التمثيلية في بيان رسمي، أن المنتحل تواصل مع عدد من الفنانات العراقيات مدعيًا التحضير لمشروع فني جديد، بهدف الحصول على صور أو مقاطع فيديو تجريبية وربما أموال مقابل إدخالهن إلى المجال الفني، مؤكدة عدم وجود أي علاقة بين محمد سامي وهذه العروض، وأن التعامل مع هذه الأطراف المجهولة يمثل مخاطرة حقيقة للضحايا. وحذّرت النقابة جميع الفنانين والفنانات من الاستجابة لأي اتصالات أو عروض يدّعي صاحبها أنه محمد سامي، مؤكدة على ضرورة التأكد من هوية الجهات الفنية والتحقق من مصداقيتها قبل البدء بأي تعاملات.
كما أصدرت نقابة المهن التمثيلية المغربية تحذيرًا مماثلًا وأوضحت أن مجموعة من الممثلات المغربيات تلقين رسائل عبر تطبيق واتساب من شخص ادعى أنه بصدد إنتاج أعمال جديدة، طالبهن فيها بإرسال تسجيلات فيديو تتعلق بأدوار مزعومة، ثم حاول استخدام هذه المقاطع لاحقًا للابتزاز المالي والأخلاقي. وأوضحت التحقيقات أن انتشاره السريع دفع عدداً من المهنيين للتحذير من التعامل مع أي جهة تدعي العمل الفني دون التواصل المباشر مع المؤسسات الرسمية أو المديرين المعروفين للأعمال.
وكان محمد سامي قد تقدم سابقًا ببلاغات رسمية إلى الجهات الأمنية لملاحقة متورطين آخرين انتحلوا صفته، واستخدموا اسمه عبر حسابات وهمية بغرض الابتزاز والتحايل على راغبي دخول عالم الفن، فضلاً عن طلب صور خاصة ومبالغ مالية من الضحايا، الأمر الذي تسبب في أضرار كبيرة لسمعة المخرج وأسرته وللوسط الفني عامة.
وأكد محامي محمد سامي، شعبان سعيد، في بيان له أن هناك بلاغات رسمية قيد التحقيق ضد الصفحات المزعومة التي تنتحل هوية موكله، داعيًا الجميع إلى الحذر وعدم التعامل إلا مع حسابات وأرقام رسمية، ومشدداً على أن المخرج لا يعمل بأسلوب التواصل العشوائي عبر مواقع التواصل الاجتماعي أو الرسائل الفردية.
ويتابع الوسط الفني تداعيات الواقعة وسط دعوات متكررة لتشديد الرقابة الإلكترونية وحماية الفنانات من خطر التعرض للابتزاز الإلكتروني، في ظل تطور أساليب الاحتيال في عالم صناعة الفن وتنامي منصات التواصل الاجتماعي كوسيلة استقطاب وعرض الأعمال الوهمية.
ومن جانبها، تواصل النقابات الفنية في الوطن العربي رصد البلاغات الواردة، وتؤكد ضرورة الإبلاغ عن أي محاولة مشبوهة، في إطار الدفاع عن حقوق الفنانين وسلامة الوسط الفني، وانتشار حملات توعية واسعة للحفاظ على مصداقية العمل الفني وحماية الضحايا من الجرائم الإلكترونية المستمرة.
